ناصر بوريطة: المغرب يرفض الانتهازية وسياسته الخارجية في أفريقيا تقوم على التفاؤل    تطورات التضخم والأسعار في المغرب    منتدى دولي بطنجة يناقش تنافسية واستدامة قطاع صناعة السيارات بالمغرب    ألكس بينفيلد سفيرًا جديدًا للمملكة المتحدة بالمغرب خلفًا لسيمون مارتن    حماس: جثة بيباس تحولت إلى أشلاء    منع مشجعي الرجاء البيضاوي من حضور مباراة فريقههم أمام الجيش الملكي    الحسيمة.. توقيف مشتبه به في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر    النصيري يسجل من جديد ويساهم في تأهل فنربخشه إلى ثمن نهائي الدوري الأوروبي    استعدادات لزيارة ملكية مرتقبة إلى مدن الشمال    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    الذهب يتجه لتسجيل مكاسب للأسبوع الثامن وسط مخاوف من رسوم ترامب الجمركية    شكاية ضد ابن كيران بتهمة القذف والسب ومطالبته بتعويض 150 مليون    إطلاق المرصد المكسيكي للصحراء المغربية بمكسيكو    شي جين بينغ يؤكد على آفاق واعدة لتنمية القطاع الخاص خلال ندوة حول الشركات الخاصة    القضاء يرفض تأسيس "حزب التجديد والتقدم" لمخالفته قانون الأحزاب    عامل إقليم الحسيمة ينصب عمر السليماني كاتبا عاما جديدا للعمالة    مضمار "دونور".. كلايبي يوضح:"المضمار الذي سيحيط بالملعب سيكون باللون الأزرق"    الجيش يطرح تذاكر مباراة "الكلاسيكو" أمام الرجاء    أداء مؤشر "مازي" في بورصة البيضاء    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    كيوسك الجمعة | المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية يفي بجميع وعوده    باخرة البحث العلمي البحري بالحسيمة تعثر على جثة شاب من الدار البيضاء    المندوبية السامية للتخطيط تعلن عن ارتفاع في كلفة المعيشة مع مطلع هذا العام    روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    نتنياهو يأمر بشن عملية بالضفة الغربية    المغرب يحافظ على مكانته العالمية ويكرس تفوقه على الدول المغاربية في مؤشر القوة الناعمة    توقعات أحوال الطقس ليومه الجمعة    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    عامل إقليم الجديدة و مستشار الملك أندري أزولاي في زيارة رسمية للحي البرتغالي    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    محامون: "ثقافة" الاعتقال الاحتياطي تجهض مكتسبات "المسطرة الجنائية"    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    "بيت الشعر" يقدّم 18 منشورا جديدا    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    "مطالب 2011" تحيي الذكرى الرابعة عشرة ل"حركة 20 فبراير" المغربية    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    حادثة سير مميتة على الطريق الوطنية بين طنجة وتطوان    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    السلطات تحبط محاولة نواب أوربيين موالين للبوليساريو دخول العيون    الجيش الملكي يواجه بيراميدز المصري    أهمية الحفاظ على التراث وتثمينه في صلب الاحتفال بالذكرى ال20 لإدراج "مازاغان" ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    ثغرات المهرجانات والمعارض والأسابيع الثقافية بتاوريرت تدعو إلى التفكير في تجاوزها مستقبلا    غشت المقبل آخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة في المسابقة الدولية ل "فن الخط العربي"    إطلاق النسخة التاسعة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي    سينما المغرب في مهرجان برلين    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    دراسة تكشف عن ثلاثية صحية لإبطاء الشيخوخة وتقليل خطر السرطان    صعود الدرج أم المشي؟ أيهما الأنسب لتحقيق أهداف إنقاص الوزن؟"    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف راغون المتخصص الوحيد بالمغرب في الطب الطبيعي ل"التجديد":أعمل بصيغة عشاب لأن وزارة الصحة لم تعترف بعد بتخصصي
نشر في التجديد يوم 04 - 08 - 2004

ضيف "التجديد"في هذا الحوار هو الإطار الوحيد في تخصصه بالمغرب، إنه الدكتور يوسف راغون، المشتغل بالطب الطبيعي، ولد بمدينة تطوان سنة ,1956 وأبى أن يشتغل إلا بها، فقد قدمت له عروض مغرية خارج الوطن لكنه أبى، بدأ دراسته في المدارس المغربية، التحق بمؤسسة إسبانية بتطوان نال منها شهادة الباكلوريا باللغة الإسبانية، وولج كلية الطب بغرناطة، حيث درس إلى السنة الرابعة، وحينها تعرف على الطب البديل بإسبانيا، ثم انتقل من الطب العادي إلى هذا الطب الطبيعي.
في تلك الفترة لم تكن جامعات متخصصة في هذا المجال، بل كانت مؤسسة حرة، وهي أول مؤسسة بإشبيلية وتسمى: بنطالفا ودرس بها ثلاث سنوات من الدراسة العليا لما يسمى بالعلاج الطبيعي.
يوسف راغون متزوج من صيدلانية، بعد زيارته الأخيرة للمستشفى السعودي الألماني بالمدينة المنورة وتزوده في مجال الحجامة، استقبل "التجديد" بعيادته بتطوان وأجرت معه هذا الحوار:
كيف كانت بدايتكم مع مزاولة مهنة الطب الطبيعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، بدأت مزاولة المهنة كصيدلي في صيدليات الأعشاب الطبيعية في إسبانيا، والتحقت بعد ذلك بمؤسسات أخرى بغرناطة منها مؤسسة أجنبية من سريلانكا تسمى :اوبن أنترناشيونال أوف هيلت ساينسز، درست فيها ثلاث سنوات. بعدها زاولت المهنة كطبيب بمصحة خاصة في العلاج الطبيعي، حتى تعرفت على جامعات أجنبية في مستوى عال، حصلت على الإجازة من الكلية الدولية لعلوم الصحة بلندن وبعدها التحقت بجامعة كامبردج بلندن حصلت منها على شهادة الدكتوراه. وبحكم ظروفي العائلية فضلت العمل بالمغرب.
وكانت بداية مزاولة مهنة الطب الطبيعي سنة ,1996 والإقبال ولله الحمد لم يقتصر على سكان مدينة تطوان بل يأتي زبناء من كل أرجاء المملكة وحتى من خارجها من الدول الأوروبية مثل بلجيكا وفرنسا وإنجلترا وحتى بعض الدول العربية مثل الكويت والسعودية.
كيف تم اختيارك للتداوي بالأعشاب؟
بحكم دراستي في إسبانيا في كلية الطب كانت تجاورنا صيدلية للأعشاب، كان فيها صيدلي إسباني مسلم، وبحكم العلاقة التي كانت تربطنا، قمت بزيارته فرأيت بأم عيني طريقة علاجه لأمراض كانت آنذاك مستعصية، وهو ما جعلني أغير أسلوب دراستي من الطب العادي إلى الطب الطبيعي.
ما طبيعة محل عملكم وما الإجراءات القانونية المتخذة للترخيص له؟
هناك فراغ قانوني في المغرب مازال مطروحا. وبحكم عدم توفر الأطر المتخصصة، ما عدا وجود صيادلة في الأعشاب، وأعتبر أنا الطبيب الوحيد في الميدان. وهناك جمعية آفاق الطبية تهتم بمجال البحث في الطب الطبيعي، وتتضمن أطباء في القطاع الخاص والعمومي. ويمكن القول إن العلاج الطبيعي أصبح موضة في الغرب وفي العالم أجمع.
ورغم ذلك يبقى مشكل عدم الاعتراف من طرف وزارة الصحة، في الوقت الذي نجد فيه هذا التخصص في بلدان أخرى تابعا لوزارة الصحة، ويمارس الأطباء أعمالهم داخل عيادات خاصة، في حين أن البلدان العربية، ومنها المغرب لم تتقدم بعد في هذا المجال.
إذن كيف تمارس عملك كطبيب مختص في الطب الطبيعي بتطوان؟
اعتمدت على ظهير يرجع إلى سنة 1960 يتعلق بالعشابين وهو موجود في الأمانة العامة للحكومة، وفتحت المكتب بهذه الصفة، لأن فتح عيادة طبية يتطلب بالضرورة الحصول على شهادة تثبت أنك طبيب في الطب العادي.
هل تعتمد هذا العلاج في أسرتك؟
نعم رغم أن زوجتي صيدلانية، وهو ما أثار بعض الخلافات بيننا في البداية، والحمد لله أن الأولوية تعطى للمواد الطبيعية إلا في حالات نادرة مثل ارتفاع درجة الحرارة، إذ لا يمكن أن نستعمل عشبة لتخفيض درجة الحرارة، ومن هنا نخلص إلى أنه لا يجب التشدد في استعمال الدواء الطبيعي أو الكيماوي بل يمكن الجمع بينهما لأجل سلامة الصحة.
هل هناك فئة خاصة تقبل على التداوي بالعلاج الطبيعي من حيث القدرة الشرائية أو درجة الوعي أو..؟
تأتينا حالات من جميع الفئات، وليس الأمر متعلقا بقدرتها المادية، بل إن الوافد قد يأتي بعد أن يكون أمضى مدة طويلة في العلاج بالأدوية الكيماوية، وصرف أموالا كثيرة في العلاج بالطريقة العادية، إلا أنني أريد أن أوضح أن مثل هذه الحالات تظن أن العلاج الطبيعي قد يعطي أكله في مدة قصيرة، ولو كان الأمر يتعلق بحالات لم تأتنا إلا بعد استفحال الحالة المرضية، ومعلوم أن التشخيص في المرحلة الأولية لكل مرض يساعد على الحصول على نتائج إيجابية مقارنة مع الحالات المتأخرة في التشخيص.
ما هي العلاقة التي تربطكم بالهيئة الوطنية للعشابين المغاربة؟
ليست بيننا أية علاقة، لأن أعمالهم لا تعتمد كلها على دراسات علمية دقيقة، فقط بعض منهم، وهم قلة، يعتمدون الدراسة الدقيقة، وأغلب اطلاعهم يعتمد على الكتب، وبالنسبة لنا هذه لا تعتبر دراسة لأن الدراسة الجامعية تتطلب التكوين.
هل لديكم تخصص معين في العلاج الطبيعي؟
في الحقيقة الطب البديل يجمع كثيرا من التخصصات مثل الطب العام، منها التداوي بالأعشاب وعلوم التغذية والطب الصيني أو الوخز بالإبر وأسلوب التشخيص عن قزحية العين، وهناك اختصاصات كثيرة في مجال الدلك الصيني وأساليب تشبه الترويض الطبي، وهناك الطب البيولجي، وهو آخر اختصاص في الطب البديل، وهو عبارة عن طب صيني مفسر بطريقة علمية.
لم أتخصص في مجال معين لأن فلسفة الطب الطبيعي هو أن يكون هدف المعالج أن يعالج المريض من كل الجوانب.
من أين تحصلون على الأعشاب التي تصفونها لمرضاكم؟
القسط الأكبر من المغرب، لأن التداوي بالأعشاب يعتمد على الأعشاب الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، والمغرب ولله الحمد غني بهذه الأعشاب، وخصوصا مناطق أكادير، إنزكان. ونستورد بعض الأعشاب من الخارج، سواء من جنوب إفريقيا أو جنوب أمريكا أو الصين.
كيف تصفون واقع التداوي بالأعشاب وكيف تتوقعون مستقبله وطنيا ودوليا؟
أولا على المستوى الدولي بحكم الاحتكاك مع المختصين عبر ندوات، التداوي بالأعشاب يتطور بسرعة هائلة، وخصوصا في الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
أما على المستوى الوطني فالإنسان المغربي متعطش لهذا النوع من التداوي، إلا أن المشكلة في نقص الأطر المتخصصة.
وأسجل أن آخر خرجة قمت بها لإسبانيا في إطار التكوين بخصوص علوم التغذية والطب، تمكنني من القول إن جميع الاختصاصات في الطب الطبيعي تميل إلى الطب الصيني، لأنه أقدم طب على وجه الأرض (5000 سنة) ويسمى العملاق. إلا أن التعاطي بالشكل العلمي في الآونة الأخيرة في المؤسسات الطبية زادها مصداقية، وهو ما جعلني أغير مجموعة من المفاهيم. وهذا يفتح آفاقا للإنسان، ومما أصبح يثار، إقبال بعض الطلبة الذين يأتون لاستشارتي في اتباع هذا التخصص، ومنهم من التحقوا بجامعات فرنسية لدراسة الطب الطبيعي.
على ماذا تعتمدون في التداوي بالأعشاب؟
في الطب الطبيعي هناك أساليب عديدة تخص التشخيص، منها أسلوب التشخيص بواسطة قزحيات العين، والتشخيص عن طريق سيقان الرجلين، أو الكفين أو اللسان. وبخصوص التشخيص بواسطة قزحيات العين نستعمل المكبر وقد نصل في بعض الحالات إلى استعمال المجهر، كما نعتمد على التحاليل الطبية والتقارير الطبية للمريض.
كيف يتم التشخيص؟
هذا يحتاج وقتا طويلا للشرح، وعلى العموم فإننا نعتمد من بين ما نعتمد عليه تقنية التشخيص عن طريق قزحية العين، لأن هناك مناطق حساسة في الجسم بحكم اتصالها بالجهاز العصبي ويكون انعكاسها على قزحية العين فتظهر علامة معينة تمكننا من معرفة حدة المرض هل هو سطحي أو مزمن، ونعتمد في ذلك على المنظار وقد نحتاج إلى المجهر في بعض الحالات..
ما هي الأمراض الأكثر علاجا بالأعشاب؟
حسب تجربتي بمدينة تطوان، لاحظت كثرة أمراض القولون، وأسباب هذه الأمراض في غالبيتها نفسية عصبية، ثم هناك أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الربو والروماتيزم. وبخصوص الأمراض السرطانية فإنني أستقبل أشكالا عديدة من حاملي هذه الأمراض.
من المعلوم أن الأمراض السرطانية تعالج بالأدوية الكيماوية أو بالأشعة، ما هي وسيلتكم أنتم في علاجها؟
تتحدد وسيلة العلاج حسب المرحلة التي يأتي فيها المريض. وللأسف فإن المريض يقصد العلاج في مرحلة متأخرة من المرض، حيث ينتشر من عضو إلى أعضاء.
ومن وجهة نظري فالطب الصيني هو الوحيد الجدير بمعالجة هذه الأشكال من المرض، بحكم أن الطب الصيني يبحث عن سبب حدوث المرض، ويبحث في أرضية الجسم والتغيرات التي طرأت عليها، والعلاج يكون بالأعشاب الصينية، ونحن مدعمون بمؤسسة طبية إسبانية فيها أستاذ اختصاصي في الأمراض الباطنية، يدرس الطب البيولوجي الذي يعتمد على الطب الصيني، فإذا كان المرض سرطانيا أستشير مع ثمانية أطباء يدرسون بهذه المؤسسة مع الاتصال بمؤسسات أخرى في ألمانيا وغيرها نتدارس مستجدات المرض ونتعاون في ما بيننا.
وأشير إلى أن العلاج الطبيعي يركز كثيرا على راحة النفس، باعتبار أن الجسم ليس دورة دموية فقط، بل فيه روح ونفس وأعصاب، وهذه المكونات مرتبطة ببعضها، ومادة علم النفس ضرورية في التكوين في المجال خلال السنوات الخمس للإجازة.
والأسلوب المعتمد في علاج الأمراض النفسية هو أسلوب العلاج بالزهور، بالإضافة إلى جلسات خاصة مع المرضى للاستماع إليهم. ويرجع فضل اكتشاف علاج حالات نفسية عن طريق استعمال زيوت الزهور إلى طبيب إنجليزي يدعى إدوار باش.
هل هناك تعارض بين التداوي بالأعشاب والأدوية الكيماوية، أو بصيغة أخرى هل يمكن للمريض أن يتابع علاجه مع طبيبين في آن واحد؟
الأعشاب الطبية تعتبر موادا طبيعية وهي بمثابة مواد مغذية، وقانونيا في العالم لا يمكن تسمية الأعشاب الطبية دواء لأن الدواء يكون كيماويا، لذلك يكون مكتوبا على خليط الأعشاب صفة مواد غذائية تكميلية، وهذه الأخيرة ليس لها تعارض مع المواد الكيماوية.
وبالتالي يمكن مساعدة المريض الذي يتناول مواد كيماوية بمواد غذائية مناسبة. وقبل وصف الأعشاب للزبون نسأله هل يعاني من مرض معين، وهل يتناول وصفة علاجية، وما هي؟ فمثلا يأتي مريض بالسكري يستعمل الأنسولين فيطلب منا تعويضه بالأعشاب. وفي هذه الحالة نوضح للمريض بأنها يطلب منا المستحيل لأن الاستغناء على الأنسولين يعني إقفال باب العلاج. وهذا على سبيل المثال.
هل هناك دراسة حول الحالات التي استقبلتموها؟
هذا من الضروري ويدخل في إطار الخبرة الشخصية، والمميز فيها هو ما تحقق بخصوص أمراض القولون، والذي يمكن القول إن سببه الرئيسي هو الانعكاس العصبي على العضو، لذلك أصبح من الضروري البدء بالعلاج النفسي العصبي للشخص قبل البدء في العلاج العضوي، والحمد لله حققت نتائج مهمة في المجال.
ننتقل إلى موضوع أصبح يستأثر باهتمام الكثيرين، ماذا يمكن أن تقول لنا عن الحجامة؟
الهدف من الحجامة هو استخلاص الدم الفاسد من جسم الإنسان، فكريات الدم الحمراء التي لم تعد فعالة أو وصلت إلى مرحلة الشيخوخة إن صح التعبير تصبح تضايق الجسم، لذلك فالحجامة أسلوب تشريط لأماكن مخصصة في الجسم بمشرط معقم.
وينبغي الإشارة إلى الفرق بين الحجامة والحلاقة، خصوصا وأن أغلب الناس يربطون الحجامة بالحلاق التقليدي، وهذا فيه مخاطرة، لأن الحجامة بالطريقة التقليدية تفتقد إلى ظروف الوقاية التي يوفرها التعقيم.
في زيارتي الأخيرة للمملكة العربية السعودية التقيت الدكتور الأمير صالح، وهو متخصص في الحجامة في مجموعة المستشفى السعودي الألماني بالمدينة المنورة، والحمد لله استفدنا منه، ووعدنا بتظيم دورات في المغرب عن طريق جامعات الولايات المتحدة للأسف الشديد، على الرغم من أن الحجامة من ثراتنا واشتهرت في السنة النبوية، وحاليا تدرس في الغرب.
وبخصوص متابعتي للدراسة في الحجامة فقد حاولت البحث عن دولة عربية تدرسها مثل سوريا ومصر، وإذا بي أفاجأ بأن الدول الغربية هي الأكثر تدريسا للحجامة مثل ألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة الأمريكية، ففي هذه الأخيرة هناك 16 جامعة للطب تدرس الحجامة، وهو شيء يذهل العقول.
وبدأ التفكير فيها لما كان الأمير صالح (وهو طبيب جراح متفرغ للحجامة للمستشفى السعودي الألماني) في زيارة للمغرب يقوم بحجامة لبعض الأفراد بالدار البيضاء والرباط وفاس، ويسر الله أن التقيته واقترح علي اللقاء في المدينة المنورة ويسر الله عمرة ولقاء بين مجموعة من الأطباء تدارسنا أماكن الحجامة في الجسم من الناحية العلمية، والمشهور هو نقطة الكاهل وهي الموجودة بين الفقرة 6 و 7 في العمود الفقري، فقد أثبتت البحوث العلمية أن في هذه النقطة يتجمع الدم الفاسد. والتقنية في الحجامة يجب أن تكون دقيقة بحيث يقتصر التشريط على مكان الدم الفاسد دون الوصول إلى الأوردة حتى لا يخرج الدم العادي. ومن ناحية التعقيم ينبغي رمي المواد المستعملة لأول مرة لاجتناب الأمراض الفيروسية.
ما هي فوائد الحجامة من وجهة نظركم؟
للحجامة مصلحتان، أولاهما وقائية ويمكن القيام بها في أي وقت من أوقات السنة. والثانية علاجية ومن الضروري أن تحترم فيها أوقات محددة من حيث الفصل والشهر والساعة، وهذه الأمور تتطلب شيئا من الكفاءة العلمية.
ما هو حجم الإقبال على الحجامة في المغرب؟
أصبح الطلب متزايدا، وهو الشيء الذي زاد من تشجيعي على الاهتمام بالموضوع، وأشير إلى أنني لا أمارس ما دمت لم أكمل دراستي ولم أحصل على شهادة معترف بها دوليا، وهو ما يعتبر بالنسبة لي ضمانة، وأنا بحول الله عازم على متابعة دراستي في الموضوع بجامعة أمريكية.
وهناك آراء حول توقيت الحجامة، فالمدرسة السورية، ومنها الدكتور الديراني يقول إن الحجامة للنساء ينبغي أن تكون بعد سن اليأس، على اعتبار أن الدم الفاسد يخرج عن طريق العادة الشهرية، وفي ما يخص الرجال يستحسن القيام بالحجامة من عشرين أو ثلاثين سنة فما فوق، وهذ ما يخالفه الاتجاه العالمي الذي يرى أن حتى الأطفال يمكنهم الخضوع للحجامة. وهناك دراسات علمية أثبتت الفائدة بالنسبة لحجامة أطفال صغار.
ما تعليقكم على ما تقدمه مريم نور عن الطب البديل، سواء في الفضائيات أو في مركز العلاج الخاص بها؟
مريم نور اختصاصية في ما يسمى ب الماكروبيوتيك، وهو أسلوب في علم التغذية متمركز في الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى، ويلقى إقبالا في تلك المناطق، أما الدول العربية فأرى أنه من الصعب أن يطبق الإنسان ذلك الأسلوب. وعلى العموم مريم نور تقدم نصائح غالية.
ما رأيكم في المضافات الغذائية؟
كان هذا هو موضوع رسالتي في الدكتوراه، وسبق لي أن قدمت عدة محاضرات في الموضوع.
إن الأساس الصحي للإنسان هو التغذية السليمة، وهذه الأخيرة مفقودة للأسف، لأن الإنسان ولو اشتهى أكل مواد طبيعية فإنه يصطدم بمبيدات الحشرات والأسمدة الكيماوية التي تكون لصيقة بهذه المواد، ومن هنا يتكون المرض.
لذلك نجد في الدول الغربية اشتهار ما يعرف بالفلاحة البيولوجية، إذ يبتعد أصحابها على استعمال المبيدات والأسمدة الكيماوية، ويتجهون نحو الأسلوب التقليدي الذي كان لدينا للأسف الشديد.
كلمة أخيرة...
أمنيتي الوحيدة في هذا البلد أن يكون للمريض حق الاختيار في التداوي، ففي الغرب، وخصوصا ألمانيا، المريض مخير بين الاستشفاءين الطبيعي والكيماوي، وهو الشيء المفقود لدينا في المغرب، إذ الطب المعروف هو الطب الكيماوي، مع الإشارة إلى أن ضرورة الجراحة لا نمانع فيها، بل ننصح بها من هو في حاجة إليها.
وإن اعتماد العلاج الطبيعي سينقص من حدة الاكتظاظ في المستشفيات. وللإشارة فمنظمة الصحة العالمية تشجع على اعتماد الطب الطبيعي من هذه الناحية.
حاورته: حبيبة أوغانيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.