بدأ الحوار غريبا وبسيطا، ضغطت هي على زر الفأرة الأيسر ضغط هو أيضا، كانت تضع اسم “حياة” في إحدى مواقع الدردشة، كان هو يضع اسم “عبدو” أسماء قد تكون حقيقية وقد لا تكون، كتب لها سلام ردت بسلام وكيف الحال؟ أجابها أنه بخير، تطور الحوار سريعا سرعة هذا العصر، طلب منها الماسنجر، أعطته دون عناء، وبلمسة زر رشيقة، تحولا معا إلى الماسنجر حيث تقنيات أخرى تتعدى الكتابة. تواصل الحوار بشكل أسرع وتواترت الأسئلة عن العمل والسن والسكن والمستوى والهوايات، وأشياء أخرى تأتي بشكل عفوي وبدون سابق إعداد. كان الحب قديما من أول نظرة، هنا من أول ضغطة على ملمس الحاسوب وزر الفأرة الأيسر، تواصل كلامهما المعسول إلكترونيا فقط، بعد ثلاثة أيام لا رابع لها قالت له حبيبي!! أسرع كلمة حبيبي ربما في هذه المدينة المغربية، قالتها إذن، لكنها ممزوجة ببعض الشوق والخوف والترقب. طلب منها تشغيل الويب كام وطلبت هي أيضا، رأته أول مرة وراء الزجاج ورآها، قال لها أنت أجمل مما تصورت (الكترونيا طبعا) وأنت أيضا، ابتسم فابتسمت نظر إليها فنظرت، سألها فسألت هي أيضا، كانت تعيد أسئلته دائما ب: وأنت حتى لا تخسر الوقت في التفكير، كم هي ماكرة وكم هو ماكر وكم هي غريبة هذه الصدف الإلكترونية الموجودة في قلوب الحواسيب. تواصل اللقاء مسنجريا لمدة أسبوع طلبت أن تراه ولم يطلب هو، تحدد اللقاء في حديقة مشهورة وسط البلدة، هذا الأحد تناول غذاءه متأخرا وعبأ هاتفه تحسبا لأي طارئ واتصل بها قبل أن يصعد الحافلة، وصل قبلها بنصف ساعة أعاد الاتصال أجابت أنها وصلت، قضى نصف ساعة طويلة ازدادت نبضات قلبه وهو ينتظر حبيبته الالكترونية. أين أنت؟ سألها عبر جواله، أنا في الهاتف العمومي أجابت صفي نفسك أي ماذا ترتدين؟ كان يقصد لون اللباس أجابت أن جلبابا أزرقا وسروالا بنيا ...قاطعها خلينا في الجلباب قاطعته كيفما اتفق وأنت؟ أجابها سروالا بنيا وقميصا أبيض، خرجت من مركز الهاتف العمومي رمقها، دار حيث دارت مشى نحوها بخطوات تابثة وخائفة! سلوى؟؟، أومأت أي نعم قال: أنا سعيد هذا هوا سمه الحقيقي وليس “عبدو” كما لم تكن هي حياة بل سلوى، أهلا صافحته على استحياء وصافحها تمشيا قليلا دلفا إلى الشارع المؤدي إلى الحديقة العامة، بدأ هو الكلام.. بدأت هي النظرات، بحثا عن كرسي وسط الحديقة ليجلسا، لكن كل الكراسي كانت مليئة بالبشر المتواعدين هذا الأحد من ذاك الزوال. تنفس الصعداء ونظر إليها على استحياء وأعاد السؤال ..ما العمل؟ يتبع