توجهت هي صوب محطة سيارات الأجرة الكبيرة إذ لا يوجد خط مباشر للحافلات إلى حيث تسكن هي، تحركت الحافلة بعدما امتلأت كراسيها القليلة والواقفون أكثر طبعا، أخذ مكانا قرب زجاج الجهة اليسرى ناظرا إلى فوضى السيارات المارة من الشارع المحاذي لساحة محمد الخامس، بدأ يفكر فيها، هي كانت هناك داخل سيارة الأجرة وبينهما شوارع وحافلات وعادات ورنات وبعض المكالمات! توجه بعد نزوله من الحافلة صوب المسجد ليصلي المغرب الذي دخل وقته وهو في الحافلة، بعد الصلاة ذهب إلى البيت وهو يقلب هاتفه الجوال في انتظار رناتها التي توحي بأنها وصلت وفي اللحظة نفسها تفكر فيه كما يفكر هو فيها، جميل أن يفكر فيك الشخص وتفكر فيه في اللحظة نفسها إذ يكون الإحساس متبادلا، الكترونيا على الأقل، وحتى بعض المتزوجين يلجؤون إلى لعبة الرنة والرنة الأخرى!! حيث الزوجة تتأكد الكترونيا أن زوجها ليس خارج التغطية وفي مكان آمن وكذلك هي،غريب حب هذا الزمن، في المساء وبعد العشاء مباشرة يتلقى منها أول رسالة قصيرة “اس ام اس”. مساء الورد، كم أتمنى أن أكون بقربك دائما سأشتاق إليك حبيبي، كانت تخيفه الكلمة الأخيرة التي تبدو جريئة من فتاة غير جريئة، تواصلت رسائل الموبايل بينهما إلى ساعة متأخرة من ليلة ذاك الأحد، تواعدا اللقاء على الماسنجر في الغد كي يراها اشتاق إليها الكترونيا على الويب كام واشتاقت إليه بسرعة، في مساء الاثنين ذهب إلى مقهى الانترنت وجده مليئا بالعشاق الالكترونيين، دقت الثامنة موعدهما المحدد، أصبح المقعد شاغرا، دخل ففتح الماسنجر بسرعة ادخل اسمه وكلمة السر، لم يفتح ارتبك حاول مرة أخرى بعد هنيهة دخلت دق قلبه لما لمح أيقونتها أسفل يمين الشاشة، سلام، فاجأها أجابت سلام كيف الحال حبيبي، رد: لحمد لله وأنت؟ أنا بخير. طلب منها تشغيل الكام شغلته وشغله أيضا رآها وشعر بارتياح الكتروني خاص. بدأ الحوار كيف قضيت يومك؟ بخير في الشغل، وأنت؟ أنا كمان تعرفي وحشتني ،قالها بالمصري وردت هي بالخليجي، في المسنجر تختلط اللغات واللهجات، حيث تكتب العربية من الشمال إلى اليمين وتكتب اللاتينية من اليمين إلى الشمال، أوكي، أجابها عن طلب الانتظار 5 دقائق، إلى أين ذهبت؟هو لا يعلم قطعا، مرحبا مرة أخرى قال لها، ردت: شكرا، هما الآن لم يعودا غريبين، فكلمة حبيبي أصبحت بينهما عادية، لكنها فاجأته بسؤال ... يتبع لمتابعة جميع الحلقات على الرابط : http://www.nibraschabab.com/?cat=33