"اللبؤات" يبلغن نصف نهائي "الكان"    جلالة الملك يعطي إنطلاقة إنجاز الخط السككي فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش    منصة رقمية جديدة تهدف إلى ترشيد السقي والرّي باستعمال الرقمنة    إسرائيل تدين قرار حكومة إسبانيا    الحكومة تعتزم رفع الحد الأدنى للأجور الى 4500 درهم    بعثة المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة تصل إلى القاهرة للمشاركة في كأس إفريقيا    إحباط محاولة لتهرييب المفرقعات والشهب النارية ميناء طنجة المتوسط    جلالة الملك يعطي انطلاقة خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش    القرض الفلاحي للمغرب يعقد شراكة استراتيجية مع شركة "تربة" لدعم الزراعة التجديدية    مهرجان "السينما والمدرسة" يعود إلى طنجة في دورته الثانية لتعزيز الإبداع والنقد لدى الشباب    الهند تُعَلِّقْ العمل بمعاهدة تقاسم المياه مع باكستان    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    97.6 % من الأسر المغربية تصرح إن أسعار المواد الغذائية عرفت ارتفاعا!    أعمال تخريب بمركب محمد الخامس    محمد رضوان رئيسا لقضاة إفريقيا    السجن لشرطيين اتهما ب"تعذيب وقتل" شاب في مخفر الأمن    امطار رعدية مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية    دورة "سمية العمراني" بمهرجان "معًا" بطنجة.. تكريم لروح العطاء ودعوة لدمج شامل لذوي الإعاقة    وزير الزراعة الفلسطيني يشيد بالدعم المتواصل لوكالة بيت مال القدس الشريف للمزارعين المقدسيين    واتساب تطلق ميزة الخصوصية المتقدمة للدردشة    عامل إقليم سيدي إفني يفتتح الدورة التكوينية الخامسة من منتدى الصحراء المغربية الدولي للصحافة والاعلام    رفع قيمة تعويض الأخطار المهنية للممرضين والإداريين والتقنيين.. وإقراره لأول مرة للأساتذة الباحثين بالصحة    بايتاس: الاعتمادات الجديدة في الميزانية ممولة من الضرائب لسد الالتزامات ودعم القدرة الشرائية    الوكيل العام باستئنافية مراكش يأمر بفتح تحقيق في قضية تصوير محام مكبل اليدين داخل سيارة شرطة    الوداد ينفصل عن موكوينا ويفسح المجال لبنهاشم حتى نهاية الموسم    بنكيران يدعو إلى جمع المساهمات من أجل تغطية مصاريف مؤتمر "البيجيدي"    قادة وملوك في وداع البابا فرنسيس    جماعة بوزنيقة تؤجل جلسة كريمين    نبيل باها: الأطر المغربية تثبت الكفاءة    رئيس الحكومة يقف على تقدم تنزيل خارطة طريق التشغيل    السلطات الألمانية توافق على تسليم محمد بودريقة إلى المغرب    منظمة دولية تندد ب"تصعيد القمع" في الجزائر    أخنوش يترأس جلسة عمل للوقوف على تقدم تنزيل خارطة طريق التشغيل    الملتقى الدولي لفنانين القصبة بخريبكة يؤكد ضرورة الفن لخدمة قضايا المجتمع    الكتاب في يومه العالمي بين عطر الورق وسرعة البكسل.. بقلم // عبده حقي    المجلس الاقتصادي والاجتماعي يدعو إلى احترام حق الجمعيات في التبليغ عن جرائم الفساد    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية: منصة للإبداع المجتمعي تحت شعار "مواطنة مستدامة لعالم يتنامى"    روبي تحيي أولى حفلاتها في المغرب ضمن مهرجان موازين 2025    سلسلة هزات ارتدادية تضرب إسطنبول بعد زلزال بحر مرمرة وإصابة 236 شخصاً    الصين تنفي التفاوض مع إدارة ترامب    المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة: المغرب نموذج بارز للابتكار    وعي بالقضية يتجدد.. إقبال على الكتاب الفلسطيني بمعرض الرباط الدولي    الجيش المغربي يجري مناورات "فلوطيكس 2025" في المتوسط لتعزيز جاهزية البحرية    اتحاد طنجة يحتج بشدة على "المهزلة التحكيمية" ويطالب بفتح تحقيق عاجل    الصين تعلن عن التجارب الجديدة لعلوم الحياة في محطة الفضاء    خالد بوطيب يجبر فيفا على معاقبة الزمالك    برادة يحوّل التكريم إلى "ورقة ترافعية" لصالح المغاربة و"اتحاد الكتاب"    السبتي: العنف الهستيري ضد غزة يذكّر بإبادة الهنود الحمر و"الأبارتايد"    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    أمريكا تتجه لحظر شامل للملونات الغذائية الاصطناعية بحلول 2026    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذئاب الانترنت تنهش براءة الفتيات

هل علاقة الرجل بالفتاة تختلف عن علاقة الزوجة بالشاب عبر "الشات"؟؟
""
عرف الإنسان الصداقة منذ بزوغ التاريخ والحياة الأولى على كوكب الأرض ,كما أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي تعتمد حياته على الاحتكاك والحراك الاجتماعي مع مواكبة التطورات والتغيرات التي طرأت على المجتمعات عبر العصور على مر التاريخ, جاء القرن الواحد والعشرين وفي جعبته ثورة اتصالات وتكنولوجيا هائلة أربكت العالم بأسره ,وغيرت من مفاهيم الحياة وفتحت عقول البشر على أقصى العالم عدا عن ذلك جعلت من العالم قرية صغيرة تستطيع أن تعرف أخبارها من خلال نافذة صغيرة في بيتك .
"هسبريس" وكما عودتكم أن تنقل لكم القضايا النوعية هذه المرة تنبهت لإشكالية التواصل عبر مواقع "الشات" المنتشرة بكثرة على الشبكة العنكبوتية ونتيجة لعدد المشاكل التي كلفت المجتمع مزيدا من الضحايا نتيجة للاستخدام السيئ, سلطنا الضوء على إشكالية العلاقة بين الرجل المتزوج بالفتاة مقارنة بعلاقة المرأة المتزوجة بالشاب العازب من خلال مواقع "الشات" عبر الانترنت.
ذئاب الانترنت تنهش البراءة
فداء عاشت حياتها المدرسية منذ طفولتها في السعودية وبعد أن أكملت الثانوية العامة أتت إلى فلسطين لتلتحق بإحدى جامعات الوطن , كانت لا تعرف في غزة مكانا سوى الطريق التي تربط بيتها بالجامعة ,اضطرت لاستخدام الانترنت من اجل عمل بحث جامعي ,وبعد تردد عدة مرات أقنعتها صديقتها زينات بالدخول إلى موقع "شات" بغرض التعارف فكان من نصيبها شاب بدأ معها الحديث بكل أدب ووقار وعلى موعد ارتبط بآخر وتبادل الأحاديث في ازدياد للثقة بين الاثنين ,وتبادلوا الصور عبر "الايميلات" بعدما أقنعها بأنها فتاة أحلامه وينتظر قدوم أهلها في الصيف من السعودية ليتقدم لخطبتها ,فتحت له فداء قلبها وأطلعته على أسرار حياتها الخاصة وعاشت معه دور الزوجة المخلصة التي تنتظر إتمام الحجة الشرعية للارتباط به بفارغ الصبر.
مرت الأيام وبقى الأمل معلق بين الأرض والسماء على أمل أن يفتح المعبر لقدوم أهلها ,وأصبحت الثقة المتبادلة تزداد يوما بعد يوم , وتطور الحديث من كتابة الكلمات إلى جلوس خلف الكاميرا بحلتها وزينتها،فاستغل ذاك الذئب الموقف وظهر على حقيقته بعد أن طلب منها اللقاء في مقهى قريب من الجامعة فترددت ورفضت الذهاب ,فكشر عن أنيابه الحقيقية وهددها بتزييف صورها ونشرها على أنها فتاة ترتدي "البكيني" .
لم تستسلم فداء للأمر وأصرت على رفضها فبعث الصور إلى أهلها ,والتي سرعان ما نقلوها للسكن عند أعمامها بعد أن حرموها الذهاب إلى الجامعة ودمروا أحلامها وطموحاتها ,وقام عمها ايمن بالذهاب إلى الشرطة وحكى لهم القصة بالتفاصيل وتحركت الشرطة على الموضوع بعدما أمروا فداء باستدراجه والقوا القبض عليه واكتشفوا انه متزوج وله أبناء ويستخدم الانترنت وسيلة لإشباع رغباته الحيوانية واعترف أثناء التحقيق على عدد من الضحايا التي كان آخرها بنت تنطق البراءة من جبينها .
الاخصائي الاجتماعي : لابد أن يأخذ الإعلام دوره
لم تترد فداء لحظة واحدة في مراسلتي بعدما حصلت على "ايميلي" من على جدران المواقع الإخبارية التي انشر على صفحاتها تحقيقاتي الصحفية لكي تطرح مشكلتها كمساهمة بناءة في معالجة ولو جزء من القضايا والمشاكل الاجتماعية التي تواجه البنات في ظل مواكبة التطور الاجتماعي بكافة متغيراته.بعدما اكرمها الله بزوج وحياة كريمة أصبحت تكرس جهدها من اجل العمل على توعية الفتيات نحو الاستخدام الجيد الانترنت .
الغريب في الأمر أنها لم تترك الكمبيوتر ولم تبتعد عن مواقع "الشات" بل تعمل من خلاله لإرشاد البنات نحو الاستخدام الحقيقي والمفيد كي لا تكرر إحداهن خطأها .
لم يصمت الأخصائي الاجتماعي نادر العبادلة"ابوقاسم" على هذه القصة الذي بدوره اعتبرها من أهم القضايا الاجتماعية في العصر الحديث وان هناك العديد من المشاكل تحصل وغالبا ما تكون ضحيتها الفتاة البريئة لان مستخدمو الانترنت لهذه الاغراض ينتحلون أسماء مستعارة وبلدان ليس بلدانهم كما لا يوجد لحتي الآن قانون للانترنت يحمي الضعفاء ويناصر المستضعفين.وبالتالي لابد للإعلام أن يأخذ دوره الريادي لطرح هذه القضايا لبلورة القضية من اجل أن تثير الرأي العام عندها يتحرك المسئولين لوضع قانون لهذه التجاوزات .
ويضيف العبادلة ل"هسبريس" الصداقة عبر الانترنت من خلال مواقع "الشات" شئ محفوف بالمخاطر مالم تجد له ضوابط شرعية بمعنى أن تكون الصداقة في إطار عائلي أن أصادق وأصاحب فقط ابن عمى وابن خالي وبنت عمى وبنت خالي وهكذا .. وليس كما هو معروف بصورة عامة والمأخوذ عن الغرب وهو الشئ المرفوض بالطبع ، فالصداقة الحقيقية لابد وان تكون في ضوء ضوابط شرعية وفي أوضاع سليمة ومهما كانت الثقة عبر صديق على الانترنت لابد أن تكون في حدود التبادل الثقافي والتطور الاجتماعي والمناظرات الأدبية والحوارات البناءة.
صحوة ضمير ... أنقذت أسرة من الهلاك
نزار "روميو الشات" هكذا لقبه أصحابه ,منهمك ليلا نهارا في الحديث مع البنات والمتزوجات على الانترنت عبر مواقع "الشات" كلام كثير وأحرف يكتبها ليس لها معنى ولكن مفاهيمها واضحة لمستخدمي هذا النوع من البرامج على الانترنت ,جلست بجانبه نصف ساعة ولم افهم إلا بعضا من الكتابة ونظرا لأنه سريع في الطباعة الأمر الذي يجعل من عينيك وفكرك متنقلا على وجه السرعة بين الصفحات .
نزار تحدث بكل صراحة ل"هسبريس" عن تجربته على مدار خمس أعوام في الثرثرة والحديث على مواقع الشات يمتلك أسرار لا حصر لها يرغب الحديث مع النساء المتزوجات يعتبرهم كبار وناضجين على حد قوله,لكن ما شاهدته أثناء حديثه كان أكثر من أن يتحدث زوج وزوجته في أسرارهم الداخلية.
نزار يختلف عن ذلك الوحش الذي استدرج فداء محاولا ابتزازها فهو لا يبتز احد ولكن ملهم بمعرفة أسرار من يتكلمون معه ,أكثر شغلة ممكن يحفظ صورهم على مجلد الأصدقاء الخاص به ,سألته عن سبب اهتمامه بتلك البرامج ؟ فأجابني بكل صراحة "بدأت مشواري كعضو نشيط أتنقل بين صفحات برامج المحادثات على الانترنت ونظرا لكثرة ترددي ومشاركاتي هناك منتديات منحتني ألقاب شجعتني على الاستمرارية مثل مراقب المنتدى او المدير الذي بيده أن يستقبل ويطرد الأعضاء , ومنذ تلك اللحظة وبدأت استقبل "ايميلات" البنات وشكاويهم من الشباب على "الشات"وعشت دور الصديق الوفي ومين حينها فتحوا لي قلوبهم وبدأت استقبل مشاكلهم وهمومهم ووسعنا نطاق المشاركات , فلدي "ايميل" مخصص للبنات والثاني خصصته للمتزوجات والتي تحلوا متعة الحديث إليهم خصوصا عندما نسهر سويا نتحدث عن المشاكل الداخلية ".
استمر في عمله حتى وقع في غرام فتاة إماراتية متزوجة تدعى نعيمة, فتحت له قلبها من بداية الأمر وتطورت مراحل الصداقة إلى حب عميق وأصبح لا يستغني احداهما عن الآخر وينتظران بفارغ الصبر اللحظات التي يكون الجو مهيئا فيها لتبادل آهات العشق عبر برنامج "الماسنجر" وأضاف انه تفاجأ في مرة من المرات أن نعيمة قررت الطلاق من زوجها من اجل أن تتزوجه وكونها موظفة حكومية في الإمارات العربية المتحدة تملك الامكانيات لتغطية تكاليف سفره ومعيشته ووعدته بحياة كريمة ,.
فكانت صدمة عنيفة له بحيث اضطر إلى الانسحاب من الموقع المسجل فيه وحظر بريدها الالكتروني من "الماسنجر" وقطع جميع وسائل الاتصال المرتبطة بينه وبينها. ولما سألته لماذا فعلت ذلك وقد أمضيت معها فترة من الزمن تطورت لقصة حب ؟.
أجاب نزار بشعور من الصدمة والندم " لم أكن اعلم يوما أنني سأقع في غرام امرأة متزوجة وضميري لا يطاوعني أن أكون السبب في هدم ما بنته نعيمة وزوجها في سنين, واساهم في دمار أسرة كانت سعيدة برغم الخلافات الطفيفة التي كانت تدور بينهما , وبرغم الوعود والعروض التي أغرتني بها خصوصا وإنها أساسا امرأة ثرية, ولا أنكر أنها تكفلت بمصاريفي الجامعية في الفترة السابقة . اللان ممكن أن أقول لك أنني كنت حزين بعد فراقها ولكني بعد أن فكرت في الموضوع بجدية تامة اشعر أنني فعلت ما كان يحثني عليه ديني وأخلاقي وعادات المجتمع السليمة الذي نشأت وترعرعت عليها.
اختطفته فتاة مغربية من بين زوجته وأولاده
حادثة أخرى تختلف عما سبقها ., سليمان يبلغ من العمر 40 عاما من شمال القطاع واحد موظفي أجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية الذي تعلق بفتاة مغربية على الانترنت من خلال برامج المحادثات المتنوعة ,علاقة استمرت لفترة غير محدودة ولنهاية جلبت السعادة لهما فيما انعكس الألم والحزن والفراق على الزوجة والأبناء في غزة .
سليمان قضى وقته في السابق على رأس عمله في احد الأجهزة الأمنية وبعد أحداث غزة 2007 التزم سليمان البيت مثل كل زملائه ,فاشترى كمبيوتر وشرع في إمداد خط الانترنت لكسر حاجز الملل والاضطلاع على الأخبار أول بأول , فما لبث أن وقع في شباك فتاة من المغرب عبر برامج "الشات" المنتشرة على الانترنت ,علاقة حب امتدت لأكثر من عام ونصف خلفت سعادة كبيرة لسليمان وخديجة المغربية وتركت جرحا كبيرا في البيت ،لم يكن احد يعلم أن سليمان الرجل العسكري ذو الهيبة أن تستدرجه فتاة لا تتجاوز العشرين ربيعا لتجعله يترك كل ما يملك خلفه ويحبوا نحوها ,فبعدما جهزت خديجة الأوراق كلها بالاتفاق مع والدها حتى أنها دفعت ثمن تذكرة الطيارة التي سوف تقله من مطار القاهرة إلى مطار العاصمة المغربية الرباط.
لا احد يعلم بالقصة سوى سليمان وصديقه إحسان الذي كان رافضا للفكرة من الأساس , إلى علم سليمان بخبر فتح معبر رفح بعد انتهاء الحرب على غزة بثلاث شهور, فجهز الشنطة وحضر الجوازات والأوراق وجمع الأهل والزوجة واعترف أمامهم بحقيقة الأمر فغضب الجميع وحاولوا منعه من السفر فلم يستطيعوا , سافر سليمان بعد أن رَسمت آخر صوره على دموع ولديه وزوجته التي وقفت تترحم على أيام شبابها وعلى ولديها الذي لم يكتب لهم حضن الأب الدافئ أو العطف الدائم .
غادر صديقه إحسان البيت فهو لم يحتمل دموع زوجة صديقه وأطفالها حتى وصل بيته وهاتفني ليسرد لي القصة كاملة كما وعدني في السابق ,كان يرى إحسان قصة صديقه قضية لابد أن تًطرح للنقاش فنحن لا نستطيع أن نسميها ظاهرة وإنما قضية اجتماعية تهدد حياة الأسر الفلسطينية وتتوعدهم بالضياع.
أشار الأخصائي الاجتماعي نادر العبادلة أخصائي الخدمة الاجتماعية ومستشارا لعدد من مؤسسات الخدمة الاجتماعية والإرشاد النفسي في السعودية ل"هسبريس" إلى أن هناك أضرارا محدقة نتيجة بناء علاقات اجتماعية مع أشخاص مجهولين عبر الإنترنيت، خاصة وأن هذه العلاقة تنقصها العديد من الأمور أهمها الجانب الحسي الصادق، ومن ضمن هذه الأضرار إمكانية الإفصاح عن أسرار شخصية وعميقة لشخص لا تعرفه جيدا إلا من خلال برامج الدردشة، الأمر الذي يعرضك للتهديد أو الخطر خاصة إذا قام الطرف المقابل باستغلال المعلومات التي حصل عليها.وهذا ما واجهته الأخت فداء التي باحت بأسرارها الخاصة لشخص لا تربطها به سوى صورة عبر شاشة الكمبيوتر.
عندما رفضت لقائه هددني بنشر صوري
بكلمات الندم ودموع تنهمر ونفس متقطع يخرج من بين ضلوعها تنهنهت قليلا بعد أن واستها إحدى الزميلات لتسرد إلى "هسبريس" قصتها المؤلمة وحالة الفزع والخوف التي كانت تعيشه ليلا نهارا , بعد تهديدها بالفضيحة ونشر صورها عارية عبر مواقع الانترنت وأجهزة الاتصالات الخلوية , هذه الحالة جعلت من حياتها جحيما لا يطاق , كانت تتمنى الموت في الدقيقة ستون مرة ,تتمنى أن تغفو على فراشها ولا تصحو إلا في حفرة تنقلها إلى دار الآخرة .
اعتدال كانت ترغب في مصادقة رجل متقدم في السن ليعوضها عن حنان الأب ويقدم لها المشورة وتكون له الفتاة المخلصة لأهلها وبعد عدة صداقات عابرة التقت برجل متزوج وله أبناء وتبادلا الحديث بناءا على طلبها بالاحترام المتبادل واستمرت العلاقة لفترة من الزمن ليس بطويلة ,تستشيره في عدة أمور تخص حياتها وأهلها وكان يخاطبها بابنتي العزيزة فرأي صورها ورأت صوره حتى تطورت العلاقة للحديث عبر كاميرا الماسنجر وبرغم أنها محجبة إلا أنها كانت تجلس أمامه بلباس البيت العادي وبدون غطاء الرأس .
تطورت العلاقة حتى تمكنوا من إنجاز جسر الثقة بينهما إلى أن فاجأها في احد الأيام يطلبها للقاء في احد الأماكن القريبة من جامعتها فترددت قليلا ثم التقيا ومرة بعد مرة إلى أن فاجأها بطلب غريب على حد قولها "طلبني للقائه في شقة لأحد أصدقائه فرفضت وأغلقت الجوال وتابعت يومي في الجامعة ثم عدت إلى البيت وفتحت الماسنجر وحاول معي مرة أخرى، لكني رفضت ذلك لأني تألمت وندمت الندم الشديد على ثقتي فيه، وعندما تأكد من رفضي للقائه كشف عن أنيابه وهددني بأنه سيفضحني في حال لم ألتق به".
أشارت اعتدال إلى انه لم أكترث لتهديده ولكنه فاجأني بامتلاكه تسجيلات فيديو للمحادثات التي كانت بيننا وبأنه سيفضحني وينشر كل المقاطع على شبكة الإنترنت والهواتف الخلوية النقالة صعقت جدا منه وحكيت القصة لصديقة عبر الانترنت التي أمدتني بملف فيروسات دمر كل ما يملكه من تهديدات وألغيت ايميلي وأجلت الفصل الدراسي وأغلقت شريحة الجوال خاصتي واختفيت لفترة طويلة وبعدها عاودت حياتي من جديد ولكن أتأثر جدا كلما أتذكر ذلك الوحش الذي افقدني الثقة في كل من حولي ولم أتردد في لحظة عندما ها تفتني الأخت وأوضحت لي حقيقة الأمر لمعالجة مثل هذه القضايا الاجتماعية التي تساهم في تثقيف الشباب وتوعيتهم لمثل هذا النوع من المشاكل التي تتعرض لها الفتاة في ظل غياب رادع أخلاقي وامني وقانوني على الشبكة العنكبوتية.
الأخصائي النفسي : انصح بعدم استخدام الكاميرا أثناء الدردشة
البحث في هذه المشاكل والقضايا طويل جدا وقد قدمت لكم بعض النماذج التي اخترتها لكم لهذا النوع من القضايا والمشاكل الكثيرة والمعقدة بحيث تتناسب مع واقعنا الاجتماعي وقد راعيت الكتابة بما يتناسب مع العادات والتقاليد والتي تعتبر قضايا نوعية من هذا القبيل في ظل غياب الرادع القانوني والرقابة الإدارية للانترنت في محاولة منا لتقديم الحلول على أمل أن نساهم في توعية الشاب والفتاة لمشاكل الابتزاز من ذئاب الانترنت التي تنهش أعراض البراءة , وقد تكلمنا على هذه القضية من عدة جوانب كان أهمها أن سلطنا الضوء على نوعية العلاقة بين الزوج والفتاة في مقابل ذلك علاقة الشاب بالزوجة لنبسط للجميع طبيعة المشكلة ذاتها من جميع الزوايا آملين أن يصل نداؤنا للجميع ليتجنبوا خطر الوقوع في مثل هذه المشاكل .
الأخصائي النفسي د نعيم داوود من مركز غزة للصحة النفسية يدعوا الذين يستخدمون برامج الدردشة لتوخي الحذر الشديد خصوصا البنات وينصحهم باستخدامها لتبادل الآراء وإظهار المواهب و لبناء شبكة اجتماعية فقط مع أشخاص يعرفونهم جيدا ويدركون من هم، وكيفية التعامل معهم .ويضيف د نعيم لابد ان يكون للأهل في البيت الدور الأكبر والاهم برقابة ومتابعة لأبنائهم عندما يتواجدون مقابل شاشة الحاسوب،وإذا أمكن تحديد نوعية العلاقات". وينصح د نعيم داوود بعدم استخدام الكاميرا عند استخدام برامج الدردشة لأن ذلك يكشف عن الأمور الخاصة والبيتية، التي من الممكن أن تسبب العديد من المشاكل،كذلك من الممكن أن تتكلم مع شخص قام باختراق حاسوب زميلك،وأنت لا تدرك ماذا سيكون مصير مقاطع الفيديو التي تم التقاطها".
وفي حديث موجه للفتيات , أفاد د داوود ل"هسبريس": الفتاة التي تتمرد على أسرتها وتسلك مسلكاً جريئا في تصرفاتها وتكذب على أهلها وتتستر على أعمال, هي تعلم جيداً أنها ضد رغبة الأهل بل ضد كرامة الأسرة .فهي فتاة سيكوباتية بمعنى أنها شخصية غير اجتماعية لديها ميول انحرافية تبحث عن اللذة الفورية ولا تتعلم من أخطائها وتخرق القوانين وتتحدى القيم الدينية والاجتماعية والأسرية.وهذا يدفعنا إلى السؤال: هل تميل الشخصية السيكوباتية إلى هذا المسلك لمجرد أن الأسرة أشعرتها بالحرمان العاطفي ولم تروها نفسياً خلال فترة الطفولة؟
والإجابة انه من المؤكد أن هذه الشخصية هي شخصية انحرافية من الأصل وتصرفاتها ليست لها علاقة بمشاكل اجتماعية داخل الأسرة أو بأسلوب تربوي معين، فالشخصية السوية، مهما تعرضت لأي ضغوط من الأسرة أو حرمان أو تجاهل أو إهمال، فهي لن تحاول التصرف بهذه الجرأة والانتقام من نفسها أو من أسرتها، ولن تتأتى لها الشجاعة أبدا على عصيان والديها أو الكذب عليهما أو وضعهما في وضع يسئ إلى سمعتهما وكرامتهما.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.