المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"العنف الأسري" ضحاياه فتيات وأبطاله لا يفكرون إلا في رغباتهم

الإنسان بطبعه كائن اجتماعي ,لا يستطيع العيش بدون الأهل والأصدقاء , ولكن لكل منهم ظروفه الخاصة في اختيار الجليس أو الصديق المناسب ,عبر السنين الماضية ومن خلال قراءة الكتب والقصص ,فهمنا أنه خير جليس في الوحدة كتاب ,بالطبع لعله الأفضل ولكن بعد تعدد الفكر والثقافات لابد وأن أسأل أيهما كتاب ؟ وما هو مضمونه ؟ وما هي الأفكار التي يحملها ؟ وهل معلوماته تواكب الحياة العصرية ؟ أم الكاتب ينسج قصصا ليبحر بالقاريء في فضاء خياله الواسع ؟ ,يمكن لان الفترة السابقة لم تشهد عصر التطور التكنولوجي الحديث والمعاصر ,وتعدد وسائل الاتصال الحديثة التي فرضت علينا واقعا لا بد وأن نتواصل معه ,قد لا يقتصر الجليس فقط على كتاب في هذا العصر ولربما صديق سهلت علينا وسائل الاتصال الحديثة عملية التواصل معه .
بدائل الجليس تعددت مع المتغيرات التي طرأت على المجتمع من تطور علمي ,وثورة تكنولوجية هائلة, وتقدم كبير في شتى مناحي الحياة الاجتماعية ,فالبعض يختار التلفون المحمول بذاكرة متنوعة , وآخرين كمبيوتر مرتبط بانترنت ,وهؤلاء يبحثون عن صديق أو صديقة لعلهم يجدون فيه ما يعوضهم عما فقدوه في حياتهم الاجتماعية , ولعل الظروف المحيطة بنا كمجتمع فلسطيني يتميز بالطابع العشائري, ما زال يعيش في ظل الفروقات الاجتماعية والتمييز السائد بين المرأة والرجل أو الشاب والفتاة, وذلك ناتج عن المفاهيم الأساسية للتنشئة الخاطئة لكلا الجنسين ,(شبكة طنجة) تطرقت لهذه القضية النوعية وناقشتها من عدة جوانب ,عبر صفحات جريدتها ,ومع نخبة مختارة من عماد المجتمع ,وتساءلت عن مفهوم الجليس أو الصديق لديهم ؟ وعلى أي أسس يتم اختياره؟ وهل فعلا نستطيع أن نعتبره بديلا عن الأهل؟
العنف الأسري يدفع ثمنه الأبناء
عاشت سناء حياتها في ظروف اجتماعية صعبة ,فهي الابنة الوحيدة من والدتها التي توفيت قبل أن تضيء شمعتها الرابعة اثر مرض عضال ,ولم يمضي على وفاة والدتها شهرين حتى تزوج والدها من امرأة أذاقتها مرارة الحياة خصوصا بعدما أنجبت الطفل الأول "أخ سناء من والدها" ,ولم تهتم بها كثيرا , بل لم تلتفت إليها أبدا حتى في مناسبات الأعياد ,فكانت تذهب إلى السوق لتشتري الملابس لأولادها وتتركها في البيت ,وعند عودة زوجة الأب تكتفي سناء بالنظر لما اشترته زوجة الأب لإخوتها ,وتحبس دموعها خوفا من البكاء أمامها ,لأن البكاء في نظر زوجة الأب ممنوع وعندما تطلب سناء اللعب أو مشاهدة قناة تلفزيونية أو تطلب مصروفها أسوة بمن حولها من الأطفال تعتبرها ارتكبت جريمة ,"كل ذلك كان على مرأى ومسمع الأب الذي كان يلاطفها ببعض الكلمات وبوعود لن يفي بها بعيدا عن مسمع زوجة الأب" على حد قولها ,فهي لم تجد الراحة ولا الاطمئنان أو تلبية احتياجاتها إلا في بيت جدها وجدتها التي كان لها بمثابة الأم والأب ,رأفة بحالة اليتم التي تعيشها إلى أن توفيا.
استمر الوضع القائم على هذا الحال إلى أن بلغت أخطر المراحل في حياتها وعبر الاختلاط بزميلات الدراسة في المرحلة الثانوية تفتحت أعينها على أشياء حسية ومعنوية كانت تفتقدها في حياتها البيتية ,وتشعر بها من واقع الإحساس الطبيعي التي ينمو عند كل فتاة تعيش مرحلة المراهقة ,ومن خلال رحلة مدرسية تعرفت بشاب يعمل في مدينة ملاهي ,الذي بادرها بإعطائه رقم تلفونه الخاص ,وشجعتها على ذلك إحدى زميلاتها في الدراسة , برغم الخجل والخوف التي أحيطا بها في تلك اللحظة , لم تقتصر علاقتها بتلك الشاب على الصداقة فقط ولكنها وجدت فيه ما لم تجده في البيت , الأمر الذي زاد من تعلقها به في تلك الفترة وتكررت لقاءاتهما عدة مرات وفي أماكن مختلفة .
مرت الأيام وسناء يزداد تعلقها به إلى درجة الجنون , فهو بالنسبة لها أمها التي لم تذكرها ,والأب الحنون الذي عوضها عن ما فقدته من عطف في طفولتها ,وحبيبها التي عانقت روحها سماء عينيه , لتحملها أطياف المحبة إلى عالم الخيال ,حتى كانت تلك اللحظة التي استسلمت فيها سناء لعواطفها التي سبقت عقلها لتقع بين أحضانه لتستفيق على نفسها وهي في رهبة من أمرها في لحظة حسمت مستقبلها بعد أن فقدت براءتها.
الثقة يجب أن تبنى على أساس سليم
علاقة الشاب بالفتاة تبنى عليها أساسات عدة ,سلبية وايجابية للمجتمع وان تفوقت الايجابيات بكثير لان العلاقة السليمة تعتبر جزء من الترابط الاجتماعي وتساهم في بناء اجتماعي حضاري قوي , يتحمل أفراده المسؤولية المترتبة على ذلك للارتقاء بمستوى اجتماعي أفضل يقود إلى تطوير عملية بناء المجتمعات على أسس ومفاهيم سليمة كتبادل الأدوار الوظيفية بين الرجل والمرأة أو الشاب والفتاة في المجتمع حسب الخبرة والكفاءة , بعيدا عن استغلال نقاط الضعف والقضاء على الآخر بحجة قضية النوع .
مسألة اختيار الصديق تختلف من شخص لآخر كما أنها أيضا تختلف في الاعتقاد السائد بين الشاب والفتاة ,فالشاب غالبا ما يختار الصديقة بناءا على رغبة أو دافع جنسي وذلك يعود إلى تراكمات نفسية سلبية, على عكس الفتاة التي تبحث عن أشياء مفقودة تبحث عنها خارج البيت وتعتقد أنها موجودة بالشخص التي تقترن به بعلاقة هي في فكرها لا تتجاوز حدود الصداقة ,ولكن استسلام الفتاة لمشاعرها يوقعها أحيانا ضحية الثقة في الآخرين, على الرغم من ذلك لابد من أن يسود التفاهم كلا الجنسين لان المجتمع التنموي بحاجة إلى مفاهيم مبنية على الاحترام المتبادل للنوعين .
الثقة المفرطة في الآخرين هي غالبا ما تكون محلاً للاختيار الخطأ حتى ولو كانت بدوافع القهر الاجتماعي فما حدث مع نبال يجعلنا نفكر بعقلنا قبل أن نقرر في من نثق ,لأن العلاقة المبنية على الثقة وحدها تكفي لأن تبني عليها آمال كبيرة ,بعد أن تردد عدة مرات تجرأت نبال وهاتفتني معلنة بأنها ترغب في الحديث هذه المرة دون خوف بل على قناعة مطلقة ومن اجل الحفاظ على نوعية العلاقة بين النوعين بعيدا عن الشبهات أو موقف قد يتكرر بين شاب وفتاة يقودهما إلى ظلمات المجتمع في ظل سيطرة العادات والتقاليد البالية .
عادت نبال مع والديها إلى غزة في العام 96 ليلتحق والدها بعمله في الدوائر الحكومية للسلطة الوطنية الفلسطينية والتحقت هي بجامعة الأزهر بغزة كلية الآداب بعد أنهت مراحل تعليمها الأولى في رومانيا ,بغض النظر عن الاختلاف الشديد الذي طرأ على نمط حياتها من دولة لدولة إلا أنها حاولت أن تتكيف مع الوضع الراهن قدر المستطاع ,محاولة أن لا توازن بين حياتها الأولى في المجتمع الأوروبي وسط حرية مطلقة وحياتها الثانية في المجتمع العربي الفلسطيني بين تكبل القيود المجتمعية وسندان التحريم المنسوب إلى الدين ,والشرائع السماوية برئيه منه أصلا .
وفي حديث خاص (بشبكة طنجة) تقول نبال :"منذ قدومنا إلى غزة ونحن نتعرض لانتقادات حادة في مختلف حياتنا العامة وقد حاولنا قدر الإمكان تجاوزها والتكييف مع الحياة العادية هون بغزة ,ومن كثرة الضغوطات الاجتماعية التي تعرضت لها أنا وأخواتي لجأت إلى ابن خالتي الذي كان يبدي تفهما معنا من اللحظة الأولى لقدومنا إلى غزة فانجذبت إليه ومع مرور الأيام بدأت بيننا علاقة حب تطورت إلى ثقة متبادلة ,والذي دفعني إلى هذه الثقة هو أنني اختبرته بعد أن ألقيت بنفسي في حضنه محاولة إغرائه للتأكد من طبيعة شعوره نحوي " ,ففوجئت بردة فعله الرجولية الذي خيمت عليها بثقة عمياء جعلتها لم ترى رجلا قبله ولا بعده .
وأضافت "فما أن تم الارتباط رسميا بيني وبينه وتزوجنا حتى بدا يضيق ذرعا من تصرفاتي ومن لبسي وأصبح ينتقد كل تصرفاتي ,بل ودائما مزاجه عصبي وتصل الأمور أحيانا إلى حد الضرب المبرح ,والأمر الغريب أنه برغم الثقة التي كانت بيننا إلا أنه يشك في تصرفاتي حتى انه يمنعني من الخروج من البيت لوحدي ,وللأسف الشديد أخبرني في إحدى المرات أن تصرفاتي معه خلال فترة ما قبل الزواج والإفراط العاطفي التي منحته له كان سببا في كل المشاكل التي تعرضت لها .
مطلوب دورا أكثر فعالية لمؤسسات المجتمع المدني تجاه قضايا العنف
يشير الأستاذ نادر العبادلة أخصائي الخدمة الاجتماعية والتنمية المجتمعية من جامعة القدس المفتوحة إلى أن العلاقة المبنية على الأساس السليم هي دائما ما تكون الأفضل والفتاة العربية تتمتع بتربية خاصة من الأهل بغض النظر عن المجتمع التي تعيش فالتنشئة الأساسية في البيت تلعب الدور الأساسي في سلوك الفتاة بغض النظر عن بعض العادات التي تكتسبها من المجتمع المحيط من المؤكد أنها تساهم في رفع مستوى وعيها في الأمور الثقافية لذلك التفاهم الأسري وتبادل الثقة بين الزوجين خصوصا لو كانا شريكين في الاختيار يؤدي إلى حياة كريمة بعيدا عن العنف الأسري والتمييز السائد ويساهم في البناء الاجتماعي السليم للأسرة ,كما ينصح العبادلة بضرورة تمكين المرأة بدلا من استخدام القوة ضدها لأن التمكين يهدف إلى إيجاد الظروف التي تساعد الرجل والمرأة .
العنف الأسري سلوك مرفوض من المجتمع ,غالباً ما يؤدي إلى دمار البنية الأساسية للمجتمعات ,بهذه الكلمات عبر الطالب في جامعة الأزهر كلية الآداب خدمة اجتماعية سعيد حوراني رافضا تماما الدور المقيد لمؤسسات المجتمع المدني تجاه أفراد المجتمع ويتهمهم بالقصور في كافة جوانب التوعية الاجتماعية للسلوك الثقافي السائد حول العديد من القضايا الاجتماعية التي أصبحت تنحدر باتجاه الظواهر الاجتماعية ,معللا انتقاده للمؤسسات بأن المجتمع الفلسطيني يمتلك نسبة متعلمين ومثقفين عالية جدا ,وعدد لا بأس به من الطلبة والطالبات الجامعيين ينقصهم برامج التوعية والتوجيه والارشارد ,ويضيف لقد أمضيت ثلاث سنوات دراسية في الجامعة ولم يتم توجيهنا للتدريب في مؤسسات اجتماعية وبرغم تخصصنا في الخدمة الاجتماعية أيضا لم تتقدم أي من المؤسسات لتدريبنا على المفاهيم الاجتماعية التنموية والحديثة التي نتعرف عليها فقط من خلال الوسائل الإعلامية وبطريق الصدفة عندما نبحث عن معلومة معينة عبر الانترنت.
"المعاناة التي يواجهها أحمد في حياته مع زوجته وأولاده كانت نابعة من المشاكل الأسرية في البيئة التي عاش فيها فوالديه انفصلا وهو في سن الخامسة عشر بعد عدة مشاكل على حد قوله" بالإضافة إلى مشاكله مع زوجة الأب كل ذلك كان له الأثر الواضح الذي انعكس على حياته الزوجية وأطفاله بتصرفاته الغير لائقة أحيانا , ويواصل حديثه عن حياته الخاصة في البيت وسط زوجته وأبنائه مضيفا "إنهم يتحملونني كثيرا ,لا أعلم لماذا أي موقف صغير يثير غضبي وانفعالي الشديد ,ولكن الجميل في الأمر أنني أتدارك نفسي بسرعة معتذرا لزوجتي وأولادي عما صدر مني من تصرف غير سليم ,ولا أخشى الاعتذار أمام أطفالي بل إيمانا مني بأن هذه الطريقة قد تقودهم إلى الصواب في حياتهم المستقبلية وتمنحهم ثقة أكبر في النفس لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار سيد الموقف ولو أن كل شخص حاسب نفسه على أفعاله واعتذر عن الخطأ لما كان هناك عنف.
مسؤولية "العنف" يتحملها المجتمع بأكمله
رفضت الأخت والزميلة الإعلامية هداية شمعون مديرة مركز شؤون المرأة في غزة الاتهام الموجه لمؤسسات المجتمع المدني , واعتبرت أن المسؤولية عن تثقيف المجتمع ضد جميع أشكال العنف تبدأ من الأسرة ,التنشئة الاجتماعية ,الأصدقاء , المعارف ,المدرسة, الجامعة ,وسائل الإعلام ,مؤسسات المجتمع المدني ,لأن تلك المشاكل التي تنتج عن العنف الأسري أمام الأطفال تكون نتيجة عدم وعي الأسرة بأن مشاهدة الطفل للعنف قد يتحول إلى ثقافة ترسخ مباشرة في عقله وتؤثر عليه في حياته المستقبلية خصوصا أنه سيصبح أب في يوم من الأيام .
وردا على سؤالي لها حول نشر الوعي والمفاهيم الاجتماعية التنموية بين طلبة وطالبات الجامعات في غزة الذين يشكلون حوالي ما يقارب 20% من المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة, والتي سيكون لهم تأثير مباشر على الحياة العامة في المجتمع الفلسطيني ,أجابت شمعون "أن هناك جهود مكثفة بين مؤسسات المجتمع المدني وطلبة وطالبات الجامعات ,بالإضافة إلى أن المركز يقوم بعمل دورات متتالية لطلبة وطالبات الجامعات ,يقوم من خلالها المركز بتدريبهم حول التعامل مع قضايا النوع والجندر والقيادة ,وأشارت إلى أن القصور يشمل المجتمع بأكمله بداية من الأسرة وحتى الجامعة وتطرقت إلى قضية الأزمة الإعلامية التي تعيشها غزة وعزلها عن العالم الخارجي بمنع دخول الصحف أو طباعتها في غزة الأمر الذي يشكل عائقا كبيرا أمام المؤسسات في نشر برامجها التوعوية والإعلان عنها , لأن التوعية والإرشاد والتثقيف ليس مقتصرا على مؤسسات المجتمع المدني فقط وإنما هو أسلوب حياة .
لا نستطيع أن ننكر اليوم تقدم المرأة في العديد من مجالات العلوم الإنسانية بالإضافة إلى تقدمها المراكز القيادية الحساسة بالإضافة إلى مواقع صنع القرار وصولا إلى درجة وزيرة , إضافة إلى تفهم المراكز الريفية الدور الوظيفي الاجتماعي في عمل المرأة القيادي والتي كان نتيجته تولي انتصار غريب رئيس بلدية ترقوميا ,والأهم من ذلك أن طاقم شؤون المرأة احتفل قبل فترة وجيزة بخمس وزيرات تفوقوا في أماكنهم ووزاراتهم بشهادة المجتمع .كان هذا المثال دليلا واضحا على قدرات المرأة في العمل القيادي بحكم الخبرة والكفاءة التي تتمتع بها والتي سبق وأن اكتسبتها عبر سنين طويلة جعلت منها امرأة تنافس الرجل في كل المواقع الوظيفية والإدارية والقيادية ,وانه ليس هناك وظيفة مقتصرة على الرجل أو المرأة فقط وإنما الأمر متعلق بالخبرة والدور الوظيفي الاجتماعيٍ.
علم النفس الاجتماعي يحمل المسؤولية لأنظمة المجتمع
وتناول القضية ا.د أسامة حمدونة أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الأزهر –غزة- من وجهة نظر اجتماعية علمية بالإضافة إلى تحليل مكونات المجتمع التي لها علاقة بالقضية ,حيث عرف مكونات علم الاجتماع الإنساني من مجموعة من النظم ,هي النظام السياسي والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي بفروعه مثل نظام الأسرة , واستطرد حديثه مستغربا الخلل الذي يطرأ على العلاقة ,وخاصة النظم الكبيرة , يؤثر على باقي النظم الفرعية لهذا المجتمع ,مضيفا نحن كمجتمع فلسطيني نعاني من خلل واضح في النظام السياسي كنظام اجتماعي في المجتمع الفلسطيني وبالتالي أثر سلبا على باقي النظم الفرعية الاجتماعية في المجتمع .
ونوه إلى أن الأسرة تعتبر نظام فرعي اجتماعي ,بمعنى أن الأسرة أصبحت في المجتمع الفلسطيني لحد ما تعاني من الاضطرابات نتيجة الخلخلة الموجودة في النظام السياسي والنظام الاقتصادي ,مشيرا إلى حالات الاضطراب في العلاقات الأسرية أي بمعنى ابتعاد الأم عن ابنتها أو الأب عن الابن لدرجة معينة ,فبالتالي لا تجد الفتاة من يسمعها أو يصغى إليها نتيجة اضطراب واضح في العلاقات الأسرية ناجم عن عدة عوامل أكبر منه مثل اضطراب النظام السياسي والنظام الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني ,ذلك الخلل أو الاضطراب يقود الفتاة إلى أطراف أخرى يستمعون لها مثل الصديق أو الصديقة أو شخص تلتقي به دون أن تتأكد من أساسيات العلاقة.
وأشار إلى أن هذه العلاقات غالبا ما تكون سرية بعيدة عن علم الأهل لان العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني لا تسمح بأن تكون العلاقة بين الشاب والفتاة معلنة أمام الجميع إلا في الإطار الديني الشرعي "الزواج" وأضاف حمدونة أن هناك ثقافات فرعية في المجتمع الفلسطيني تتبع النظام الارستقراطي تؤمن بالمفاهيم المشتركة بين الشاب والفتاة خصوصا في سن المراهقة مع توضيح ووعي كامل من قبل الأهل لحدود العلاقة الاجتماعية .
http://eyadpress.blogspot.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.