كشف مصدر من عائلات معتقلي حراك الحسيمة، الطريقة التي اعتمدت للتمكن من اخراج بلاغ للرأي العام باسم النشطاء المتواجدين في سجن عكاشة، دون اثارة انتباه المسؤولين او اطلاعهم على مضمونه، بعدما قررت إدارة المؤسسة السجنية المذكورة تشديد الخناق على جميع الموقوفين لمنع تسريب أي وثيقة أخرى دون تطبيق المساطر الخاصة بكيفية اخراج "الأوراق" من الزنزانة، وذلك مباشرة بعد رسالة ناصر الزفزافي التي أثارت جدلاً واسعا بين الرأي العام. وأوضح المصدر، ان بلاغ المعتقلين الذي تداولته وسائل الاعلام، نقل إلى أهاليهم بطريقة شفهية، حيث تكلفت العائلات بطريقة فردية بنقل موقف ورأي كل معتقل على حدا، بعد إبلاغهم بالبحث عن طريقة لصياغة "بلاغ" يتواصل من خلاله المتواجدون بسجن عكاشة مع الرأي العام الوطني والدولي. و أوضح المصدر، أن البلاغ صاغته عائلات المعتقلين بعد عقدها لاجتماع تم خلاله تفريغ آراء ومواقف المعنيين، حيث نسقوا ما بين الفقرات، واتفقوا على كتابته بشكل جماعي حتى يكون شاملا و لا يشوبه نقصان من حيث ما يعانيه ما عاناه ويعانيه المعتقلون و الخطوات التصعيدية التي يعتزمون خوضها ابتداء يوم غد الاثنين. إلى ذلك، أكد المعتقلون في بلاغهم، '' تشبثهم بالبراءة من كل التهم المجانية التي لفقت لهم، كالمساس بوحدة المملكة، وزعزعة ولاء المواطنين للدولة، تلقي أموال خارجية... ‘‘ واعتبروا اطلاق سراحهم خطوة أولى للتحاور بشأن الملف المطلي الحقوقي. و أعلن المعتقلون في البلاغ الذي نسب لهم '' استنكارهم للعمل الشنيع المتمثل في تسريب فيديو للمعتقل السياسي ناصر الزفزافي وهو شبه عار‘‘ و قالوا ''الفيديو المسرب قد تم تصويره من داخل مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء، وبأننا قد تم تصويرنا جميعا داخل المقر نفسه قبل ساعات من خروجنا وذلك بعدما اختفت من أجسادنا بعض آثار التعذيب الجسدي الذي مورس علينا بالحسيمة وبداخل الحوامة التي نقلتنا إلى الدارالبيضاء وبمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والتي ما تزال بعضها واضحة على أجسادنا إلى يومنا هذا، وبأن هناك من المعتقلين منا من تم تصويرهم وهو عراة ولا قطعة ثوب تغطي أجسادهم، وبذلك نعتبر هذا العمل الشنيع جريمة ومسا بكرامتنا الانسانية وبشرفنا وخصوصيتنا، ونحمل مسؤولية تسريب فيديو المعتقل السياسي ناصر الزفزافي كاملة لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الذي تم تصويره داخل مقرها، وكذلك نحمل المسؤولية لهذه العناصر في حال تم تسريب باقي الفيديوهات التي نؤكد على أن بعضنا لم تغطي أجسادهم قطعة ثوب أثناء تصويره... كما نخبركم بأنه قد أخذوا منا لعابنا مرة واحدة بالحسيمة ومرتين بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء وذلك قصد تحليل الحمض النووي لكل واحد منا والتي نجهل لحد الآن الأسباب التي دفعتهم إلى القيام بهذه الخطوة. ولا ننسى أن نخبركم بأننا تعرضنا لتعذيب نفسي ولسب جميع الأجهزة، التي مررنا بها، في أعراضنا وتهديدها لنا باغتصاب أمهاتنا ونساءنا وأخواتنا. تأكيدنا على أن ترحيلنا إلى الدارالبيضاء هو بمثابة عقاب جماعي لنا ولعائلاتنا وتنم عن نية تخفي وراءها ثني عائلاتنا عن النضال من أجل إطلاق سرا‘‘. وأورد البلاغ '' نذكر الجماهير الشعبية بدخولنا يوم 17 يوليوز 2017 في إضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار "الحرية أو الشهادة" ولن نوقفه إلا ونحن بحريتنا أو الخروج على نعشنا ونحن شهداء، ونخبركم أن المعتقل السياسي ربيع الأبلق قد دخل اليوم السادس عشر في إضرابه المفتوح عن الطعام وبأن حالته الصحية تدهورت وما عاد بقادر على الحركة وقد بدا عليه ذلك بشكل واضح يوم الثلاثاء الأخير‘‘. ودعا المعتقلون عبر البلاغ، عائلاتهم للقياد بزيارة الوداع يوم 19 يوليوز، قائلين '' اننا لن نستقبل أي فرد من عائلاتنا وأننا لن نخرج إليهم إما أحرار طلقاء أو على نعشنا شهداء‘‘. وأخيرا ناشد البلاغ الجماهير الشعبية من أجل العمل على انجاح المسيرة المليونية يوم 20 يوليوز، ودخول اقليمالحسيمة والريف ككل في اضراب عام يتزامن مع المسيرة، مع التشبث بالسلمية كمبدأ للحراك واحدى اهم أسس فلسلفة الحراك.