كشف معتقلو حراك الريف القابعين بسجن عكاشة أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قاموا بتصويرهم خلال التحقيق معهم قبيل مغادرتهم أسوارها وإحالتهم على الوكيل العام للملك بالدارالبيضاء. وأوضح المعتقلون، حسب بلاغ لهم، عقب واقعة نشر فيديو الناشط ناصر الزفزافي شبه عار، والذي أثار جدلا واسعا وأعطيت تعليمات من لدن الوكيل العام للملك بالتحقيق حول ملابساته، أن "الفيديو المسرب قد تم تصويره من داخل مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء، وبأننا قد تم تصويرنا جميعا داخل المقر نفسه قبل ساعات من خروجنا؛ وذلك بعدما اختفت من أجسادنا بعض آثار التعذيب الجسدي، الذي مورس علينا بالحسيمة وبداخل الحوامة التي نقلتنا إلى الدارالبيضاء وبمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والتي لا تزال بعضها واضحة على أجسادنا إلى يومنا هذا". وأضاف المعتقلون، حسب البيان نفسه، أن هناك من المعتقلين "من تم تصويرهم عراة ولا قطعة ثوب تغطي أجسادهم"، معتبرين "هذا العمل الشنيع جريمة ومسا بكرامتنا الانسانية وبشرفنا وخصوصيتنا"، محملين في الوقت نفسه "مسؤولية تسريب فيديو المعتقل السياسي ناصر الزفزافي كاملة لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الذي تم تصويره داخل مقرها. وكذلك نحمل المسؤولية لهذه العناصر في حال تم تسريب باقي الفيديوهات التي نؤكد على أن بعضنا لم تغطّ أجسادهم قطعة ثوب أثناء تصويره". ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب، إذ يضيف المصدر نفسه بحسب ما نشرته المحامية نعيمة الكلاف "أخذوا منا لعابنا مرة واحدة بالحسيمة، ومرتين بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء؛ وذلك قصد تحليل الحمض النووي لكل واحد منا والتي نجهل إلى حد الآن الأسباب التي دفعتهم إلى القيام بهذه الخطوة"، مشددين على أنهم تعرضوا لتعذيب نفسي وللسب من لدن جميع الأجهزة التي مثلوا أمامها وتهديدهم باغتصاب أمهاتهم ونسائهم. وبعد تأكيدهم عزمهم الدخول يوم غد الاثنين 17 يوليوز الجاري في إضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار "الحرية أو الشهادة"، أوضح المعتقلون أنهم لن يوقفوا ذلك إلا "ونحن بحريتنا أو الخروج على نعشنا ونحن شهداء"، مشيرين في هذا الصدد إلى أن المعتقل "ربيع الأبلق قد دخل اليوم السادس عشر في إضرابه المفتوح عن الطعام وبأن حالته الصحية تدهورت وما عاد بقادر على الحركة وقد بدا عليه ذلك بشكل واضح يوم الثلاثاء الأخير". ودعا المعتقلون بسجن عكاشة، في بلاغهم، أسرهم إلى ما أسموه "زيارة الوداع" يوم الأربعاء 19 يوليوز، مؤكدين أنهم لن يستقبلوا "أي فرد من عائلاتنا، وأننا لن نخرج إليهم إما أحرار طلقاء أو على نعشنا شهداء". ووجّه معتقلو حراك الريف رسالة إلى المغاربة من أجل "العمل على إنجاح المسيرة المليونية ليوم 20 يوليوز 2017، ودخول إقليمالحسيمة والريف ككل في إضراب عام يتزامن مع المسيرة، والتشبث بالسلمية كمبدأ للحراك الشعبي وأحد أهم أسس فلسفة الحراك". وأكد المحامي عبد الصادق البوشتاوي، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن أسر المعتقلين تلقت، خلال آخر زيارة لها لهم، أوامر من لدنهم بالقيام بزيارة الوداع يوم الأربعاء المقبل. وأوضح البوشتاوي أن عملية تصوير المعتقلين "تدخل ضمن مجموعة من التجاوزات والخروقات والممارسات غير القانونية التي تعرضوا لها"، مشيرا إلى أن ذلك "إهانة للكرامة، فلا يحق للضابطة القضائية تصويرهم". وحمّل عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف المسؤولية الكاملة "للجهات السياسية التي تقف وراء اعتقالهم، في ما يمكن أن يترتب عن هذا الإضراب"، مطالبا بالإفراج الفوري عنهم.