لا حديث يطغى في المحلات التجارية والمقاهي و الاماكن العمومية و بين التلاميذ في المؤسسات التعليمية و حتى في صلوات الجمعة الا عن هجرة شباب الريف و بالأخص مدينة الناظور والنواحي الى المانيا عبر تركيا حتى بدت المنطقة و كأنها مصابة بعدوى اسمها تركيا.. شباب في مقتبل العمر و آخرون بلغوا من العمر عتيا قرروا ترك الجمل بما حمل في مدنهم و ركوب الموت عبر المتوسط في رحلة طويلة وشاقة مع اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب من اجل الوصول الى اوربا بعدما ضاقت بهم سبل العيش بالمغرب حتى اصبحت كل الطرق تؤدي الى تركيا ومنها الى الفردوس الاوربي .. عدوى تركيا لم تستثني احدا، تجار، حرفيين، عاطلين و حتى الفلاحين استمدوا من محنة اللاجئين السوريين خططتهم من اجل بلوغ الفردوس الاوربي رغم مخاطر البحر و البر التي قد تصادفهم في رحلة الموت الى ألمانيا بعدما تنازلوا عن احلامهم مكرهين لا ابطال آملا في تحقيق المراد .. رحلة الموت وان كانت صعبة وقاسية ومحفوفة بمخاطر جمة الا أن فئة هامة من الشباب مازلت تنتظر الفرصة من اجل ركوب هذه المغامرة ما يوضح بجلاء رغبة الكثيرين منهم في تغيير ظروفهم المعيشية ولو على حساب المقامرة بأوراحهم.