"مصائب قوم عند قوم فوائد" هذه المقولة تنطبق تماما على مجموعة من الشباب الذين قرروا ركوب الموت عبر المتوسط في رحلة طويلة وشاقة مع اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب من اجل الوصول الى اوربا بعدما ضاقت بهم سبل العيش بالمغرب.. فيديوهات متناثرة هنا و هناك في الانترنيت خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الشباب ينحدرون من الناظور ، ازغنغان و بني انصار توثق لرحلاتهم عبر المتوسط الى حين وصولهم الى اوربا عبر مجموعة من الدول الاوربية وكل ما يرافقهم من مخاطر في البر و البحر بعدما تنازلوا مكرهين على كل احلامهم من اجل الوصول الى الفردوس الاوربي .. هذه الفيديوهات اثارت موجة من ردود الفعل من طرف بعض ابناء الجالية المقيمة بالخارج الذين يروا ان ركوب الموت و استغلال مأساة الشعب السوري من اجل الوصول الى اوربا فيه نوع من الانتهازية و ايضا مخاطرة كبيرة بأرواح خيرة الشباب في سبيل الوصول الى اوربا التي يعتقدون انها ستحقق لهم كل أحلامهم قبل ان يصطدموا بصخرة الواقع المرة خاصة الذين لا يملكون عائلة تستضيفهم هناك .. في حين يرى اخرون انه لا مانع للشباب الذي يعاني من الفقر و الحرمان و يعيش اوضاع اجتماعية صعبة من الهجرة الى اوربا بغية تحسين وضعيتهم لكن توثيق ذلك بالفيديو قد يهددهم مستقبلا و قد يشجع العديد من المواطنين بالالتحاق بهم عبر هذه الطريقة الخطرة خاصة الاطفال الذين باتوا يحلمون بالهجرة بعدما شاهدوا هذه الفيديوهات المنشورة في الانترنت .. و من جانب اخر تعد الهجرة السرية الى اوربا أحد أبرز المشاكل التي تعاني منها السلطات المغربية و نظيرتها الاوربية منذ عقود فكل مرة تظهر وسيلة جديدة للوصول الى الفردوس الاوربي تختلف باختلاف المكان لكن تجتمع في كونها توضح بجلاء رغبة الكثيرين من الشباب في تغيير ظروف عيشهم ولو على حساب المقامرة بأوراحهم.