ينظمون حفلات زفاف باذخة تدهش الحاضرين بهدف التفاخر الاجتماعي حسن الأشرف - العربية تتنافس العديد من العائلات الثرية بالمغرب على تنظيم حفلات الأعراس في أبهى الحلل وأبهر الأشكال، من خلال حرصها على أن تكون حفلات الزفاف هذه فاخرة إلى أقصى حد ممكن، من خلال استعراض آخر تفاصيل الموضة وأرقى الأزياء، مع استيراد أشهى المأكولات من المطاعم الأوروبية. وتعمد عائلات موسرة بالمغرب إلى تنظيم حفلات زفاف باذخة تسعى إلى البهرجة والإدهاش، وذلك وفق مواضيع خاصة مثل تيمة فصل الشتاء، أو تيمة المزرعة، أو تيمة ورود الحديقة، أو ألف ليلة وليلة، أو تيمة الرومانسية والألوان، أو الأعراس في طقوس هندية. أعراس ألف ليلة وليلة وأثارت حفلات زفاف أقامها عدد من أشهر أثرياء البلاد لأبنائهم وبناتهم دهشة كل من حضرها من المدعوين والضيوف والمجتمع المحلي، بسبب مشاهد الفخامة التي تأسر العيون وتخطف القلوب، حيث كل أسرة من الطبقة المخملية تحاول أن تنظم عرسا أكثر إبهارا من العائلات الأخرى. ويتحدث الكثيرون عن حفل زفاف أقامه رجل أعمال شهير دام 3 أيام كاملة ومتواصلة بنهارها وليلها، حيث لم تكف الفرق الموسيقية عن الغناء طيلة هذه المدة بشكل مسترسل، فيما حرص الثري المغربي على أن تكون وجبات زفاف ابنته مُستقدَمة من فرنسا خصوصا. وبدت ابنة أحد الأثرياء في عرسها بفستان مرصع بالذهب الخالص من أعلى رأسها إلى أخمص قدمها، فيما ظهرت عروس غني آخر بأزياء جُلبت خصيصا من أفخم محلات الموضة في إيطاليا وفرنسا، بينما حرص رجل أعمال على نقل ضيوف عرس ابنه على متن طائرات صغيرة خاصة. وقال منير بناني، مسؤول شركة تنظيم الحفلات الراقية، ل"العربية.نت" إن موضة التيمات انتشرت منذ فترة في حفلات الزفاف الباذخة بالمغرب، حيث تقوم شركة تموين الحفلات على تأثيث حفل الزفاف وفق التيمة المطلوبة من أول العرس إلى آخره، فإذا كانت التيمة هي مثلا الورد تمتلئ الموائد والأرضية والسقف بأجمل الزهور بشكل دقيق ومُغر للنظر، كما أن الحلويات تتخذ شكل الورود، علاوة على أزياء العروسين. وتيمة الألوان مثلا، يُكمل بناني، تعني اختيار اللونين الأبيض والأسود أو اختيار اللون الأحمر في جميع تفاصيل الحفل حتى يكون هو المُهيمن، مردفا بأن هناك من يريد أن يُنظَّم الحفل في مكان يشبه مزرعة أو بُحيرة، ما يستدعي تأثيث مكان الحفل بكافة الاكسسوارات التي توحي بذلك فعلا للحضور. إثارة الدهشة والغيرة وتعلق ابتسام العوفير، الباحثة في علم الاجتماع، في تصريحات ل"العربية.نت" على المنحى الباذخ الذي تتخذه بعض حفلات الزفاف لدى العائلات الموسرة بالمغرب، بأنه يُعزى أساسا إلى كون ذلك يساير قاعدة "المال ينادي على المال"، على حد قولها. وتشرح العوفير بأن هذه الحفلات الباذخة تعد نوعا من الاستثمار عندما يجلب الثري صاحب العرس إلى حفلة الزفاف الفاخرة رجال أعمال آخرين يجعلون من المناسبة السعيدة فرصة لتبادل التجارب، وربما عقد صفقات تدر على الغني منظم العرس أرباحا في المستقبل. وأردفت الباحثة إلى أن عددا من أصحاب الثروات الكبيرة لا يعبئون أين أو كيف تصرف أموالهم، خاصة عند أدائها في ما يهم أبناءهم وبناتهم، وبالتالي تكون تلك الحفلات العائلية مجالا لصرف أقصى الأموال وبطرق تهدف إلى البهجة وإثارة الدهشة عند الناس. وتفسر العوفير سعي بعض الموسرين إلى إدهاش الناس في حفلات الزفاف الفخمة بأنه نوع من التفاخر الاجتماعي، والرغبة في إبراز القدرات المالية والتفوق على الغير، مشيرة إلى أن هذا التفاخر ليس موجها بالضرورة ضد فقراء المجتمع، وإنما أحيانا كثيرة يكون المقصود منه إثارة "غيرة" الأثرياء من نفس الطبقة.