- تطورت أعراس المغاربة وارتفع مستواها بشكل لافت في السنين الأخيرة. ما هي في نظرك تيمة العرس المغربي في الوقت الراهن؟ < لابد في البداية من الإشارة إلى أن العرس المغربي تطور بشكل كبير، وبالنسبة إلينا كمنظمين للحفلات أصبح لزاما علينا مواكبة التطور الحاصل على كافة المستويات، سواء في ما يتعلق بالديكور والتصميم، أو في ما يخص الأكل والأطباق المقدمة، وأيضا طريقة التقديم. حفلات الأعراس الراقية صارت تقام وفق تيمات معينة تسمىLes mariage a theme، فهناك مثلا تيمة شهرازاد، وألف ليلة وليلة، وباروك.. وأنماط أخرى تعود إلى عقود قديمة، كعرس لويس الرابع عشر، والطريقة الهندية... فأذواق الناس تختلف، لكن تبقى هذه التيمات هي التيمات البارزة في الوقت الراهن، إلى جانب تيمة أخرى مهمة صارت مطلوبة بشكل كبير وهي سهرات الأبيض والأسود، حيث يكون اللباس والألوان محصورة في اللونين الأبيض والأسود فقط، أو في اللون الأحمر، إذا ما اختيرت تيمة Le moulin rouge. - هل هذا يعني أن الأعراس المغربية التقليدية لم يعد مرغوبا فيها؟ < بالعكس، فعلى الرغم من أن هذا النوع من التيمات الجديدة في الأعراس صارت مطلوبة، إلا أن شريحة مهمة من الزبائن تفضل العرس المغربي التقليدي الأصيل. وكل التيمات التي ذكرت تبقى مجرد موضة تظهر وتختفي، فهي مرتبطة بفترة أو حقبة معينة، عكس العرس المغربي الذي لا تندثر معالمه على الرغم من ظهور أنماط جديدة أخرى، فهي تشكل موجة سرعان ما تختفي ليبقى المجال كله للعرس المغربي الأصيل بطقوسه القديمة المعروفة. - متى ظهرت موضة أعراس التيمات؟ < منذ ثلاث سنوات تقريبا، وهي تعرف إقبالا كبيرا من قبل بعض العائلات الثرية، لأنها تبقى مكلفة جدا وليست في متناول الجميع. وكما سبق وذكرت، فهي تبقى مجرد موضة عابرة، قد لا يتجاوب معها الجميع. وأحب أن أشير هنا إلى أن أحد الأثرياء نظم أخيرا حفل زفاف كبير لابنه، ورفض كل هذه التيمات الحديثة، وشدد على أن يكون حفل الزفاف مغربيا مائة في المائة، سواء من حيث الديكور، الذي صمم في خيمة كبيرة زينت بكل رموز الصناعة التقليدية المغربية كالثريات النحاسية والمقاعد والطاولات، واللباس... وحتى الألوان كانت توحي بالخصوصية المغربية، والشيء نفسه بالنسبة إلى الإضاءة. - في الكثير من الأعراس الراقية يتم اللجوء إلى الأطباق الفرنسية أو الإيطالية، ألم يعد الأكل المغربي مطلوبا في مثل هذه المناسبات؟ < الأطباق المقدمة في الأعراس هي نقطة مهمة في الحفل، والمطبخ المغربي معروف بضخامته وأكله الثقيل، الذي قد لا يتناسب مع أذواق جميع المدعوين، خصوصا الذين يتبعون الحمية. لذلك، نحن فكرنا في نوع جديد من الأكل المغربي الخفيف، والصالح لأصحاب الحمية، حيث نعمد مثلا إلى الطبخ بالزيت «البلدي»، وبعض العشوب، ونعد أطباقا أخرى كالسمك والدجاج «البلدي»، كما نحرص على أن يقدم الأكل في أطباق راقية وديكورات مختلفة حديثة. - هل تكتفون بإعداد الأكل، أم أن اختصاصاتكم تطال الديكور أيضا؟ < نحن من الممونين القلائل الشاملين، فنحن لا نكتفي بإعداد الأطباق فقط، وإنما نشرف على إعداد الديكور الكامل للحفل. فعندما يحضر زبون إلينا ننصت إلى طلباته، ونحدد المستوى الذي يمكن أن يمضي فيه حفل الزفاف، استنادا إلى امكاناته المادية، كما نأخذ بعين الاعتبار عدد المدعوين وما إن كان بينهم أجانب من أجل إعداد الأطباق المناسبة. بعد ذلك، نعرض على أنظاره شريطا مصورا عن حفلات زفاف قمنا بتنظيمها ونترك له حرية الاختيار، حيث يكون الزبون قدعاين تفاصيل الحفل الذي سيقيمه مسبقا. بعدها نشرع في إعداد الديكور المطلوب وتهييء الطاولات والأضواء والورود... وجميع التفاصيل اللازمة. - ما هي كلفة العرس المغربي بالمواصفات الحديثة؟ < كلفة العرس المغربي تختلف حسب إمكانيات الأشخاص، وهي عموما تبدأ من 60 ألف درهم، وقد تصل إلى أربعة ملايير، وعموما، فإن أزيد من 75 في المائة من المغاربة يقبلون على العرس المغربي بالطقوس التقليدية المعروفة، بعيدا عن الموضات العابرة.