بالنسبة إلى عبد العالي المرنيسي، أحد أفراد أوركسترا المرنيسي، المشهورة بإحيائها للحفلات الراقية، فإن العرس المغربي أصبح في الوقت الراهن مختلفا كثيرا عما كان في السابق. وعلى الرغم من أن أيام العرس صارت مقتصرة على يوم واحد عوض ثلاثة أو سبعة أيام، فإن المستوى ارتفع بشكل كبير -يقول عبد العالي- من حيث الديكور، الذي صار يعتمد على الحدائق والإنارة الخاطفة، والأطباق المقدمة، وهذا يتطلب أموالا طائلة برأيه. وبما أن مستوى الأعراس ارتفع بشكل كبير في المغرب -يقول المرنيسي- فقد صار لزاما على الفرق الموسيقية أن تجد لنفسها مكانا متميزا وسط هذا الزخم، وبالتالي صار ملحا أن ترفع من مستوياتها حتى تتلاءم ومستوى أعراس المغاربة. العرس المغربي تطور بشكل كبير، فالإنارة المعتمدة تتطلب لوحدها أمولا طائلة، يؤكد المرنيسي. ويضيف: «90 في المائة من الأعراس التي حضرناها فوجئنا بضخامتها وفخامة الأكل المقدم والديكور المعتمد، وبلغت تكلفة ديكور أحد الأعراس التي حضرناها بمدينة فاس 20 مليونا، هذا بالنسبة إلى الديكور وحده... أما في ما يخص الأكل واللباس، فتلك أشياء أخرى صارت خيالية... وصراحة فإن أعراس المغرب صارت تفاجئنا نحن كأجواق، وهو ما جعلنا نرفع مستوى الفرقة، التي تضم 22 فردا». وبالنسبة إلى كلفة الأجواق، فقد ارتفعت هي الأخرى، وهي تتراوح ما بين 20 و40 ألف درهم، بالنسبة إلى الفرق المعروفة. وقد يرتفع الثمن أو ينقص حسب العائلات وإمكانياتها المادية، يؤكد المرنيسي. فرقة الإخوان المرنيسي، كانت من بين المدعوين لإحياء حفل زفاف كريمة أنس الصفريوي، لكن الفرقة تعذر عليها الحضور لارتباطات مهنية أخرى. ويشير عبد العالي إلى أن «الضجة التي خلقها حفل زفاف كريمة أنس الصفريوي، صاحب مجموعة الضحى، هي مقصودة من أجل المزيد من الشعبية والشهرة». ويرى المرنيسي أن العديد من العائلات الثرية تسعى إلى إقامة حفلات أعراس مميزة ولامعة من أجل أغراض مختلفة، والصفريوي مثلا لا يمكنه أن يقيم حفل زفاف عادي لابنته، وإلا صار هو ومشاريعه حديث الناس، الذي يمكن أن يذهب في اتجاه إفقاره أو تدهور مشاريعه وإمكاناته المالية، والحال أنه من أغنياء البلد». إذن الشخصيات المعروفة -من وجهة نظر المرنيسي- تسعى إلى خلق ضجة بإقامة حفلات مميزة. ومن الحفلات التي حضرها الإخوان المرنيسي وظلت عالقة بأذهان أفراد المجموعة، حفل الزفاف الذي أقامه عزبان، إلى درجة أن الإخوان ظنوا أنهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والشيء نفسه بالنسبة إلى عبد الرحيم الصويري، الذي كان حاضرا هو الآخر في الحفل. وأيضا حفل الزهراوي، صاحب حافلات الزهراوي، الذي استنفر جميع الفرق المعروفة كفرقة الصنهاجي، والداودي والستاتي... على مدى ثلاثة أيام. ويبقى حفل زفاف ابنة أحد الجنرالات بحي الرياض بالرباط من أهم الأعراس التي أحيتها مجموعة الإخوان المرنيسي، التي انبهرت بالديكور المعتمد، والأكل المقدم، وفق قائمة وضعت بين يدي الحضور لاختيار ما يريدون. وكان المشهد الرائع هو لحظة دخول العروس التي كانت مزينة بسترة من الذهب الخالص. وقد لجأ والد العروس إلى خبراء إيطاليين من أجل اقتراح فكرة لديكور الحفل مقابل 120 مليون سنتيم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن العرس المغربي تطور بشكل كبير، والذي أصبح يقام على شكل مهرجانات تصورها كاميرات احترافية، والتصوير وفق إخراج محكم.