دخلت موضة الأعراس الأسطورية حلبة التنافس بين أشهر رجال الأعمال والأثرياء المغاربة، الذين صاروا يتهافتون على تنظيم حفلات زفاف باذخة مقتبسة من حكايات ألف ليلة وليلة، لاستعراض كل ما يمكن لأموالهم ونجوميتهم أن تشتريه. وتبعا لذلك، ظهرت «صناعة» خاصة بهذا النوع من الحفلات الخيالية، التي تكلف، حسب عبد الكريم السولامي رحال أحد أشهر منظمي الحفلات بالمغرب، ملايير الدراهم. وأشار رحال إلى أنه نظم حفلات زفاف لفائدة بعض أثرياء المغرب صرفوا خلالها ما يفوق أربعة ملايير. وقال عبد الكريم السولامي رحال: «إن حفلات زواج الأثرياء صناعة لها تفاصيلها وتنوعها وتكاليفها الباهظة، وهي صناعة ترتبط بقوة بسوق الموضة والابتكارات الجديدة.. تتنافس فيها شركات خاصة تقوم بتنفيذها وتقدم جديدها باستمرار». ويتحول الزفاف بذلك إلى تنافس بين الأثرياء، وحتى يضمن هؤلاء لأبنائهم حفل زفاف متميزا عما قبله وما سيقام بعده، لابد أن يحتوي الحفل على موضات وتقاليع يتحاكى بها الوسط الراقي لعدة شهور... وبعدما كانت أعراس المشاهير والأثرياء تقام في أفخم الفنادق وقاعات الحفلات، أصبحت «الموضة» الآن استئجار قصور معروفة تمزج بين الطابعين التقليدي والعصري، فيما بلغت مطامح أثرياء آخرين حد استئجار «يخت» بأكمله، وحجز فنادق لاستقبال الضيوف لأيام قليلة يشارك فيها العروسان فرحتهما «العامرة» بقية المدعوين. حفلات الأعراس الراقية صارت تقام وفق تيمات معينة، يقول عبد الكريم السولامي رحال، وهي ما صار يعرف بLes mariages à thème، فهناك مثلا تيمة شهرزاد، وألف ليلة وليلة، وباروك... وأنماط أخرى تعود إلى عقود قديمة، كعرس لويس الرابع عشر، والطريقة الهندية... فأذواق الناس تختلف، لكن تبقى هذه هي التيمات البارزة في الوقت الراهن، إلى جانب تيمة أخرى مهمة صارت مطلوبة بشكل كبير وهي سهرات الأبيض والأسود، حيث يكون اللباس والألوان محصورة في اللونين الأبيض والأسود فقط، أو في اللون الأحمر، إذا ما اختيرت تيمة Le moulin rouge. وحسب بعض الممونين، فإن هناك أثرياء يفضلون تنظيم عرس في جو غريب لتحقيق التميز، كتحويل مكان الزفاف إلى شبه مزرعة، يتطلب إعداد ديكورها رؤوسا من الغنم والماعز، إضافة إلى دجاجات وأبقار من سهل البقاع، فيما يفضل آخرون تنظيم حفلة الزفاف في جو رومانسي شبيه بأجواء البندقية. ومن أشهر الأعراس الباذخة التي أقيمت هذه السنة، حفل الزفاف الذي نظمه لابنته صاحب مجموعة النقل الزهراوي، الأسبوع ما قبل الماضي. وتروي بعض المصادر أن الزهراوي أقام مهرجانا شعبيا على مدى ثلاثة أيام، أحيت فقراته مجموعة من ألمع نجوم الغناء الشعبي، كفرقة الإخوان المرنيسي والداودي والصنهاجي والستاتي، وقبله شد انتباه الأوساط الثرية العرس الذي أقامه أنس الصفريوي، صاحب مجموعة الضحى، الذي امتد بذخ زفاف ابنته إلى إحضار المغنية اللبنانية نانسي عجرم لإحياء فقرات الحفل. وكان العرس الذي أقامه، قبل شهور، الكوميدي جمال الدبوز ونجمة الشاشة الفرنسية ميليسا من بين أبرز الأعراس التي دخلت نميمة المجمعات الراقية، خاصة وأنه خصص طائرة خاصة لنقل المدعوين من فرنسا إلى مراكش، حيث أقيم حفل الزفاف. وبلغ حب التميز في الأعراس بابنة أحد جنرالات المغرب الأقوياء حد الظهور مرتدية سترة من الذهب الخالص. تفاصيل أكثر في الملف الأسبوعي