إن طقوس وعادات الزواج في المغرب تختلف حسب التقاليد والموروث الثقافي والاجتماعي لكل جهة ومنطقة، في ما تتشابه هذه الطقوس بالمنطقة الشرقية تقريبا بالرغم من اختلاف المكون الثقافي وعامل الوسط لكل منطقة على حدة، فقد لوحظ خلال السنين الأخيرة نوع من العزوف عن الزواج، وذلك لأسباب متعددة يمكن تلخيصها في عوامل اجتماعية كالبطالة والفقر والبحث عن طرق تخول للشباب الهجرة إلى الخارج قصد الحصول على عمل يضمن عيشهم، كالزواج من أجنبيات بقصد الحصول على أوراق الإقامة هناك. ورغم ذلك لايزال موضوع الزواج وما يدور في فلكه من أعراس وأفراح مما يبدد الأفكار المسبقة عن صعوبة الإعداد لحفلات الزفاف. عن أعراس الصيف في المنطقة الشرقية أعددنا الملف التالي والذي رصد آراء مختلفة من الموضوع. ***************** البذخ والتبذير الزواج في عصرنا يختلف تماما عما كان عليه في الماضي ، حيث أصبح يشكل حاجزا يصعب اجتيازه، وسبب ذلك مظاهر البذخ والتبذير التي بدأت تطبع أعراسنا، فقد تظافرت العوامل والأسباب لتجعل منه أمرا صعبا، فزيادة على الوضعية الاجتماعية التي أفرزتها عوامل اقتصادية من بطالة وفقر وارتفاع مهول للأسعار، هناك ظاهرة تنفرد بها المنطقة الشرقية من باقي مناطق المغرب وهي: غلاء المهر، وتكاليف حفل الزفاف والتي تتراوح مابين 50000 درهم و 60000 فالطابع التقليدي البسيط لم يعد يطبع الأعراس ، لأن طغيان العادات الدخيلة لم يفسح لها لا المجال للحضور بكثافة من داخل وخارج الوطن والمتمثلة في عملية «النقاشة» بالحناء التي هي عادة دخلت على تقاليد وجدة منذ حوالي 15 سنة، بحيث كانت العروس سابقا تكتفي بتخضيب الحناء بطريقة بسيطة وسهلة وقد لاتستغرق وقتا طويلا ، واليوم وبنفس المادة (الحناء) يخصص لها حوالي ست ساعات ، تحضر خلالها صديقات العروس وأهلها. وخلال اليوم الموالي تستقبل أسرتها بعض أقرباء العريس ، وهو اليوم الذي يكلف العروس وأهلها ميزانية خاصة ، بغض النظر عن المال الذي يقدمه لها العريس كمهر، حيث تشتري الملابس والحلي الذهبية.. وهناك لابد من الإشارة أن المرأة الشرقية تركز كثيرا على اقتناء الذهب ضمن حاجيات «الجهاز» وأثاث بيت الزوجية وخلال نفس اليوم يكون حضور «النكافة» أو اللباسة ضروريا، وهي التي تحضر معها أزياء فخمة تقليدية تجمع بين الأصالة والمعاصرة خاصة بالعروس، بحيث أن كل لباس خاص يتراوح « ما بين 200و 650 درهم، مع حلي متنوعة حسب نوعية الأزياء، وقد نجد من بين هذه الألبسة: الوجدية الأصيلة والمكناسية والفاسية والسوسية والهندية» وتحمل العروس خلال نفس الليلة على الطيفور وهو عبارة عن هودج كرمز للقيمة السامية التي تحظى بها العروس في تلك الليلة تحت إيقاعات «الدقة المراكشية». ومن بين العادات الدخيلة، بحكم الموقع الجغرافي الذي يربط المنطقة الشرقية بالحدود المغربية الجزائرية، تبقى عملية التأثير حاضرة، فنجد ألبسة من نوع:» القاط» «المنسوج» «الكاراكو» محاكة من ثوب «قطيفة» أو «موبرة» منسوجة بخيوط ذهبية وبأشكال مختلفة، كما ترتدي العروس في الليلة الأخيرة ليلة «الرواح» فستان الزفاف الأبيض، بتسريحة وماكياج خاصين وتخرج وسك موكب من السيارات.. نجمة جحا( 65 سنة) ربة بيت :عادتنا انقرضت عن الزواج التقليدي تقول السيدة نجمة بكل تحسر إن العريس كان يمنح الأم شرف اختيار عروسه دون أن يعرفها أو يشاهدها، وتتأهب أسرته لزيارة أسرة العروس « طالبين ضيف الله» وخطبة ابنتهم وتقرأ الفاتحة بعد الموافقة ويتم تحديد موعد الزفاف. وعن لوازم الخطوبة تقول السيدة نجمة إنها كانت بسيطة ومنها «الحناء» كرمز للحب والفرح والخير، والسكر: أي الحلاوة التي تؤلف بين القلوب» كما أن السبب الرئيسي في تكفل الأم باختيار «الكنة» أو زوجة ابنها هو مكوث الزوجة مع أهل زوجها بنفس المنزل ولتطمئن على ابنها ومتطلباته كإتقان الأشغال المنزلية... أما مهر العروس فلم يكن يتعدى 100 درهم: وسن العروس لم يكن يتجاوز 15 سنة، والعريس 19 سنة.. احمد اطراري عدل بقسم التوثيق بالمحكمة الابتدائية بوجدة: انخفاض نسبة الزواج لقد أصبح الزواج هذه السنوات الأخيرة أو منذ حوالي أربع سنوات شبه منعدم بوجدة، وأضحت ظاهرة الطلاق هي سيدة الموقف، بحيث أننا لاحظنا تراجعا وعزوفا كبيرين عن الزواج، وحتى إذا توفر فلا يكون في أغلب الأحيان إلا زواجا من أجل مصلحة شخصية قصد الحصول على شغل بالخارج أو رغبة في الالتحاق بالأسرة في إطار العمل والوظيفة، ويتم عقد القران لتقديمه للسلطات المعنية وبالتالي توافق للعروس أو العريس الالتحاق بالطرف الآخر.. وعن المهر، فهناك شرائح متميزة لها شروطها في فرض المهر، فالصداق لابد منه ولا يتعدى في النتوسط5000 درهم حسب دخل العريس.. أما إذا تعلق الأمر بزواج من أجل مصلحة ( الهجرة بوثائق قانونية توفرها له العروس) فيتعدى هنا المهر 60.000 درهم أحيانا.. وعن العادات العريقة، يقول العدل أنها انقرضت تماما، مثل سن الزواج بالنسبة للفتاة كان مابين 12 و 20 سنة خلال التسعينات كنا نتعب كثيرا إثر ككثرة الإقبال على عقد القران ابتداء من شهر يونيو واليوم نحن في منتصف فصل الصيف وعدد قليل ممن يقبلون على ذلك هناك أسباب كثيرة أدت إلى هذا العزوف ، من بينها مدونة الأحوال الشخصية وخاصة مبدأ التعدد.. وبصفة عامة الحالة لا تبشر بخير عبد الناصر قادري 48 سنة صاحب محل لكراء لوازم الأعراس: 90» من أبناء وطننا أصبحوا يعزفون عن الزواج من بنات البلد. ويقبلون بحثا كن بنات أجنبيات قصد الحصول على وثائق رسمية تضمن لهم الشغل بالمهجر، ومن عوامل ذلك البطالة والفقر.. وعن كراء لوازم الأعراس ، ورغم ركود سوق هذا الميدان، لايزال هناك بعض الإقبال عليها قصد تمويل حفل الزفاف.. لدينا كل ما يحتاجه العريس والعروس، حتى من «الكوتشية» التي دخلت على تقاليدنا بوجدة، والهودج والعمارية.. ونتعامل مع العرسان نكل بساطة لا نفرض عليهم أسعارا من غير مستواتهم.. كريمة يوسفي (38 سنة) نكافة متخصصة في نقش الحناء ولباس العروس: «تانكافت» أو التكلف بتزين العروس في ليلة زفافها، والعادة دخيلة على تقاليد وجدة أصلها من فاس، ظهرت بوجدة منذ سنة 1985، وانتشرت خلال سنة1992..ومن بين ما تقوم به «النكافة» نقش الحناء على يدي ورجلي العروس ويليها «طرز الغرزة» أو الطرز الفاسي.. بعد نقش الحناء ، أشرع في تزين العروس، ألبسها وأضع على صدرها الحلي والمجوهرات، مستعملة طبعا اللباس التقليدي ، لباس المنطقة المشهور «ثم التكاشط» والتخليلة، ويصل عدد اللبسات أحيانا إلى ثمانية ويكون ذلك طبعا يوم الحناء، كنا نقوم بنفس العمل خلال اليوم الثاني بعد الزفاف، وهو ما يعرف عندنا بوجدة بيوم «التقييل» لكن وللأسف الشديد تم التخلي عن هذه العادة الجميلة .. ولعلمك أننا نخرج ل»التنكاف» عند الطلب وبأسعار تتراوح ما بين 2000و 6000 درهم، ونعمل على توفير الحاجيات التالية: - المنصة والملابس والمجوهرات والعمارية وطيفوران، وصدفية عملاقة «كوكياجة» واللباس الأبيض والحناء بزيها الذي هو القفطان ومستلزاماته» كما نحضر المائدة وما يلزمها من صحن به حناء وقالبان من السكر والبيض والنعناع .. أما تحضير الحناء مسحوقة وماء ورد ومحقنة زجاجية معقمة واحذر تسخين الحناء التي وضعت على يدي العروس فوق النار في حالة استعمال القطن فاتحة بن عياد ( نكافة) : نسعى إلى تقنين المهنة «النكافة» أصلا حرفة تحافظ على التقاليد في الأزياء المخصصة للأعراس.. إلا أنها دخلت المنطقة في وقت شبه متأخر، حين افتقدنا بعض رموز تقاليد الزواج هنا كعادة «الرهينة» ورقصة العروس لتشجيع «الغرامة» ومن مبادئ تانكافت « الحفاظ على الأصالة المغربية، والعروسة المغربية بلباسها التقليدي واللبسة الوجدية عندنا بالدرجة الأولى وذلك مثل «المنسوج «، الكاراكو وما يناسبه من حلي وألبسة تقليدية أخرى محاكة بالحرير مثل «المجبود»... ودخل على هذا التقليد في الأزياء لباس «القبة» والتي سميت سابقا بالهودج لما كانت العروس تحمل فوق الإبل والدواب. اليوم أصبحت تسمى ب «العمارية».. إننا نشكو من عدم تقنين حرفتنا ومحاربة المنافسة غير القانونية، وإبعاد الرجل عن الحرفة، وتوحيد الأسعار.. ميلود بوعمامة مواطن من قبيلة لمهاية ناحية وجدة: خلال السبعينات كانت الأعراس تدوم 7 أيام، تقام خلالها الأفراح بعرض لوحات فلكلورية تسمى «الصف» خاصة بالرجال والنساء. وتردد خلالها أشعار من أفواه النساء تعبيرا عن الفرحة والسعادة، وتقدم الوليمة عبارة عن شياه مشوية ، بالنسبة للعائلة الميسورة، أما المتوسطة الدخل فتقتصر على تقديم وجبة الكسكس باللحم والزبيب والحمص.. حاليا تقام الأعراس بوجدة بحكمها حاضرة المغرب الشرقي يحضرها المدعوون من جمعي المدن والنواحي.. وقد انتقلت إلينا عادات دخيلة وامتزجت بطقوس الزواج الوجدي التقليدي، فأصبحنا نلاحظ الإقبال الكبير على كراء قاعات الأفراح وعرفت الأزياء والتزيين و «الديكورات « تغييرات.. وتقدم للمدعويين مأكولات دخيلة هي الأخرى مثل «البسطيلا» وغيرها.. النساء المسنات يرددن أشعارا من عمق التراث ولهن في ذلك اعتقادات شتى، وتسمى هذه الأشعار ب «اللغطة» فاطمة الزهراء حفصي : (22 سنة) حلاقة: نماذج غريبة لتسريحة الشعر حصلت على دبلوم حلاقة النساء وفضلت التخصص في تسريح شعر العرائس كل واحدة حسب ذوقها، وتدوم مدة التسريحة الواحدة أكثير من ساعة، لأنه من الصعب تلبية رغبة العروس بأكملها: والعمل لاينتهي عند هذا الحد، لأن تخصصنا منحنا فرصة تزيين وجه العروس ب «المكياج» والتعامل معه بكل حذر وحسب ما سترتديه من ملابس ويمكن أحيانا إضافة شعر اصطناعي لعروس تشكو شريطة أن بكون مشابها له.. وعلى أي فحتى تسريحة شعر العروس عرفت نماذج غريبة.. حياة جبراني مجازة: اعتقادات هدامة مازالت تسود طقوس ليلة الزفاف بعض العادات التي مازالت تسود طقوس ليلة الزفاف، كون قيام أهل العروس بتسليحها ببعض العقاقير والعطور رغبة في قتل «العين والنفس». وحجبها عن «االثقاف « وإبعاد الشياطين والأشرار ،فيما تعمل أمها على تنظيف جلد الكبش « الهيدورة « وتجفيفها ثم تقعد ابنتها العروس فوقها لأول مرة وذلك حتى يكون العريس طوع أمر ها .. ولما يقترب موعد الزفاف تجعل والدتها شيئا من «الفاسوخ» بحذاء عريسها لأبطال الأعمال الشريرة.. إعلان الزواج يتم بطلقات البارود اختيار العروس البكر يومي الأربعاء أو الجمعة تختلف طقوس الاحتفالات بالأعراس في قبائل المنطقة الشرقية من حيث الشكل، ولها قواسم مشتركة من حيث المضمون.. رغم أنها أضحت تتميز بعدد من العادات الدخيلة التي أصبحت تمحي عددا من التقاليد والعادات العريقة.. الزواج التقليدي بفكيك ونواحيها في هذا الإطار التقت « العلم» مع أحد شيوخ واحة فجيج والذي لا يزال يحتفظ للجيل الحاضر بآثار ثقافة تقاليد وعادات مسقط رأسه إنه الحاج محمد . ك (75 سنة) متقاعد، تحدث عن الزواج في فجيج قائلا إن منطقة فيجيج شبه صحراوية ، يكون العرس بها غالبا داخل» الكصور « مابين عائلات مرتبطة بصلة القرابة وفي حالات قليلة يكون مابين أناس من «كصور» متخلفة.. وأحيانا يكون الزوجان من نفس العائلة (أبناء عم، أبناء خالات..) في حالة الزواج بين كصور متخلفة، يكون في غالب الأحيان زواج مصلحة أو نتيجة العلاقة صداقة بين العائلتين.. في الماضي القريب كانت حفلات الزواج تدوم 15 يوما إلى شهر، حيث يدعى جميع الأقارب والأصدقاء، مع العلم أنهم يخبرون بيوم موعد الزواج.. والذي يكون غالبا خلال أيام العطل.. لذا يجب عليهم الحضور ولا تقبل أعذارهم حين يغيبوا عنه إلا في حالات استثنائية. ويتم الزواج في سن مبكرة للجنسين مابين 12 13 سنة بالنسبة للفتاة، و16 حتى 18 سنة بالنسبة للفتى، وكي يتعرف الزوج على خطيبته لابد من دعوتها لقضاء بضعة أيام في بيت العائلة.. وعن صداق العروس وموعد الزواج ، يتم الاتفاق على مقدار أول وتاريخ عقد الزواج في نفس اليوم الذي تتم فيه الخطوبة ، حيث يتفق أولياء أمر العروس والعريس على جميع لوازم الحفل ، ويتسابقون في شراء المعدات و الأشياء الثمينة للعروسين.. وخلال اليوم الذي يسبق يوم الزفاف ، يأتي أولياء أمر الزوج مصحوبين بالجوقة الفلكلورية، صحبة عدد من الأصدقاء والأحباب ، ويتم دفع هذه الهدايا لعائلة العروس وهو ما يسمى ب «الدفوع» وعن ليلة الحناء ، اليوم الذي يسبق العرس ، وهي الليلة التي خلالها وضع ما يسمى ب «النقاشة» على أيدي وأرجل العروس، وتتم تلاوة القرآن الكريم وذاكرة وأمداح نبوية أ تقديم مائدة دسمة للمدعوين ، وفي صبيحة الغد، يوم الزواج، يذهب الزوج والزوجة كل واحد على حدة مصحوبا بأصدقائه إلى «البحبوحة» أو الحمام، بعدها يتم اصطحاب العروس إلى منزل زوجها حيث لايتم فراقها إلى حين وصولها إلى عتبة بيت الزواج، ويبقى بالباب في الخارج واحد فقط هو «الوزير « حتى يتمكن من تقديم كل طلبات العريس. وهكذا تعلو الزغاريد من كل مكان ويسمع الغناء ، وتلعب الرقصات الفلكلورية المحلية إلى غاية خيوط الصباح الأولى، وتدوم الفرحة مدة سبعة أيام بلياليها، إذ تكون العروس خلالها مثل ملكة، لا تقوم بأي شيء سوى العناية بجمالها لزوجها، وينتهي الاحتفال بانتهاء اليوم السابع، فيتم وضع الحزام على خصرها، ويعني هذا أنه أصبح واجب عليها الاعتناء بنفسها بمنزلها وبإعداد الطعام لزوجها. بعدها تقوم الزوجة صحبة عائلتها الجديدة بزيارة والديها وهو يوم حب الرؤوس أو ختام حفل الزواج. الزواج بقبيلة لمهاية مازلت هذه القبيلة العريقة تحافظ على عدد من عاداتها الأصيلة، وقد حدثنا عن ذلك عبد القادر حسني ، متقاعد بمصلحة المياه والغابات، فقال: في القديم يتوجه الشاب الراغب في تحصين دينه أي الزواج، إلى والديه ..يخبرهما عن رغبته في الزواج بواسطة صديق لهما، وبعد موافقتهما يقصدان عائلة الفتاة المرغوب في زواجها حاملين معهما «القفة» بها قالب من السكر وشيء من الحلوى و»الكاوكاو» .. بعد الاتفاق تتم «الخطوبة» أو مايسمى عندنا ب»الملاك»، فيقدم والد العريس جميع لوا زم حفل الخطوبةLالكبش، السميد، السكر، الزيت..) ويدعى مع العريس عشرة أشخاص على الأكثر، أما ممثلو العروس فحسب وسطهم، ويتم تناول العشاء وسط فرحة بزغاريد وتبادل الآراء بعد ذلك يتحدث الجميع في الموضوع، فيقول الأب ثلاث مرات» السي فلان.. السي فلان..» ولا يجيب النضير حتى النداء الثالث، فيقول:»نعم، ماذا تريد؟» ويرد الأول :» جئنا طالبين راغبين في يد الآنسة فلانة، بنت السيد فلان،على سنة الله ورسوله ، والفرض المقبول»، وبعد تظاهر أهل العروس بالرفض، يقول أحدهم: (مرحبا بكم بيننا) فتعلو الزغاريد ، وتنطلق طلقات البارود في الخارج، ثم يتم تحديد مبلغ الصداق وذلك في حدود 500 درهم، وتسليمه لأبوي الخطيبة.. وإذا كان هناك مؤخر صداق فيكتب في عقد الزواج.. بينما يدخل قسط من هذا الصداق في جيب والد العروس وما تبقى تشتري به الأم لابنتها « الزهاج المفتول «وهو دبيلج من الفضة الخالصة ، والخلخال وهو سلسلة من الذهب توضع على الرأس، و «الغنسة» وهي على شكل سترة.. وخلال يوم الزفاف تركب العروس بعد التزيين على أنثى الفرس وليس أي دابة أخرى، حيث لهم في ذلك اعتقادات شتى، فيقودونها إلى منزلها الجديد، ويقوم أخوها وأحد أقاربها أو أقرب شخص للزوج بمساعدتها على النزول من على الفرس، ثم يدخلونها بيت الزوجية، فتنتظر مجيء زوجها الذي يأتي رفقة أصدقائه الذين يفارقونه عند عتبة البيت.. وهكذا يتم زفافهما فيصير هو مالكها .. وفي هذا المنزل يجب على الزوجة أن تقوم بتسييره تحت إمرة زوجها. قبيلة «مكايرة» أولاد سيدي علي بوشنافة لهذه القبيلة أنماطها الخاصة في حفلات الزفاف، ويحكى لنا في هذا الصدد الحاج محمد بن سيدي علي بوطارة متقاعد ، (79 سنة) ويقول: «حين رأى أبي أنني بلغن سن الزواج لم يطلب رأيي في ذلك لقد اتفق مع والدتي، رحمهما الله لاختيار فتاة مستقبلي، ولم يسبق لي أن رأيتها أو عرفتها من قبل ، ذهبت والدتي رفقة اثنين من النساء عند عائلة العروس، وعدن فرحات باختيارهن هذا..فجاء دور والدي ورفاقه لزيارة أهلها لتحديد الصداق، وموعد الزفاف،فكانت العادة أن يختار يوم الأربعاء أو الجمعة، إذا كانت العروس بكرا، والخميس إذا كانت أرملة، وبالاتفاق مابين العريس وواليه يرسل «الدفوع» على متن عربة مجرورة، وغالبا مايكون «الدفوع»عبارة عن عجل أو كبش برفقة بعض النسوة والشبان وبعد العشاء يتم تسليم المهر لوالد العروس، قبل يوم الزفاف، تذهب العروس إلى الحمام مع مجموعة نساء وفتيات من قريناتها ن وهي التي عنهن أجر استحمامهن ، وخلال يوم الزفاف وكما يجري بجنوب المنطقة من عادات قديمة انعدمت حاليا ن تحمل العروس على متن «عطوس» وهو محمل مربع يوضع على ظهر الجمل أو الحصان أو دابة أخرى وتكون العروس مكسوة بثياب جذابة واضعة على وجهها ردراء ومعهما والدها وبعض القريبات فيتوجه الموكب نحو بيت الزوجية ن حيث يلتحق زوج مستقبلها الذي يرتدي لباسا تقليديا مثل الفوقية وسروال «قنضريسا»وجلباب وسلهام لامع ابيض.. وتقام الأفراح لمدة7 أيام كلها رقص وغناء وطلقات بارود ولعب الخيالة» الباريا» وتغني النساء أغاني حيدوس وخلال هذه الأيام على العريس ورفاقه مراقبة- وبشدة _أدواتهم الذاتية وملابسهم.. خوفا من سرقتها منهم من قبل أطفال مسخرين من جهة العروس وصديقاتها، في حين يكون أجر الطفل المسخر لذلك حلويات وكاوكاو بيض مسلوق.. كما أب هذه المسروقات لاترجع إلا بعد دفع ثمن تطالبنه تلك الفتيات من العروس .. وبانتهاء الأيام السبعة تنتهي أوامر العروس ويتم تحزيمها رسميا من طرف والدة العريس، لتستعد لأشغال بيتها وخدمة زوجها. أما اليوم فقد انتهت أيام الرخاء وأصبح العرس يكلف الكثير، فالصداق ارتفع من 20 صولدي إلى 30 ألف درهم وارتفعت قيمة المهر إلى 60 ألف درهم أحيانا، وكثرت لوازم إعداد وتنظيم العرس ومعها «زيد الماء زيد الدقبق» اعرف صديقا لي منذ صباه ، أقام حفل زفاف ابنه، فكلفه يوم واحد حوالي 75 ألف درهم بما في ذاك مهر العروس حفلات الزفاف في مدينتي الحسيمة والناظور تقول السيدة حكيمة سعيد( 33 سنة) عن حفلات الزفاف في مدينتي الحسيمة والناظور (منطقة الريف) إنها «تتميز بتقاليد وعادات بشكل كبير ففي القرية ، عندما يرغب الشاب الحسيمي أو الناظوري في الزواج من فتاة يخبر أباه بذلك، فيذهب هذا الأخير لمقابلة والد الفتاة، وإذا ما تم الاتفاق بينهما ، تتوجه أسرة العريس حاملات الحناء والسكر و»الذبيحة» والهدايا حسب الإمكانيات ، إلى بيت العروس حيث تتم الخطبة والاتفاق على الصداق ومصاريف العرس وموعد الزفاف، ولايتم عقد الزواج إلا ليلة الزفاف ، حيث تجتمع نساء عائلة العروس في غرفة واسعة فتزين يديها وتخطن رجليها بالحناء على وقع أحيدوس للنساء اللاتي يجتمعن و يرددن الزغاريد الحارة والمتوالية كما تسمع الأناشيد باللهجة الريفية( إرزن)، هذه الأناشيد التي تبارك للعروس فرحها وتنصحها بالصبر واحترام الزوج ووالديه.. وفي نفس الوقت تتزين الفتيات بالحناء لتكون فأل خير عليهن .. أما بالنسبة للعريس فيجلس وسط أصدقائه وأقران عائلته من الرجال في «البراح» قرب باب المنزل ليأتي معظم أفراد القبيلة لحضور العرس، وهكذا يزين خنصر العريس بالحناء فتنطلق الزغاريد بحرارة وأناشيد « إرزن» التي تبارك فرحه وتشعره بأنه أصبح رجلا مسؤولا، إذ عليه تحسين معاملته وتحمل مسؤوليته.. وبعد انقضاء هذه الليلة، يحل اليوم الموالي لتلبس العروس طرحتها وتجلس وسط عائلاتها، فيحضر العريس رفقة عدلين قصد أخذ عروسته إلى بيت الزوجية. وفي الصباح الموالي، تحضر أخوات العروس بالفطور الفاخر.. وفي المساء تحتفل النساء بالعروس.. أما أعراس المدينة بهذه المنطقة، فقد تغيرت بكثير وارتفعت قيمة الصداق بها وأصبح المعدل المتوسط بهذه الناحية يناهز خمسة ملايين سنتيم.