مهما حرصت على إرضاء المدعوين إلى حفل الزفاف ورسمت ابتسامة عريضة على وجهك وأنت ترحب بهم ومهما قدمت لهم مما لذ وطاب من الأكلات، فلن يكونوا راضين تماما، وسيبدأون في توجيه انتقاداتهم بمجرد أن تطأ أقدامهم خارج منزلك» هذا الكلام يتردد كثيرا على لسان المغاربة كلما أثير الحديث عن استعدادات إحدى الأسر للاحتفال بزفاف أحد أبنائها أو بناتها. فموسم الصيف هو موسم الحفلات ليس لأنه موسم العطلة السنوية فحسب، بل هو موعد عودة الأقارب المهاجرين من الخارج وبالتالي فالفرصة سانحة للتباهي والظهور بمظهر لائق أمام الأخرين. ففي السنوات الأخيرة أصبح الإستعداد لحفل الزفاف قبل مدة طويلة، لأنه حدث استثنائي يتطلب وقتا طويلا للتحضير والتخطيط. والأهم من كل هذا توفير المصاريف اللازمة لإقامة عرس كبير ومتميز يتكلم عنه الصغير والكبير كي لايختلف عن أعراس الأغنياء والأثرياء إلا في تفاصيل بسيطة حتى لو تطلب الأمر اقتراض المال لتحقيق هذاالهدف، إذ من الضروري أن تمر المناسبة وتترك صدى إيجابيا لدى الناس في مناسبة يراد منها في الكثير من الأحيان تسويق مكانة اجتماعية خادعة عن الأسرة. ... ومن بين المظاهر المستحدثة أو الدخيلة على الزفاف المغربي نذكر «الليموزين» تلك السيارة الطويلة والضخمة التي تحط العروس من «صالون النكافة» أولا، لتصطحبها رفقة «العريس» وبعض من صديقاتها للقيام بجولة ليلية نهاية الحفل، قبل التوجه الى الفندق أو الى بيت الاستقبال . .. هذا بالإضافة الى «النكافة» ومرافقيها والتي تحضر لإلباس العروس أطقما متنوعة من مختلف المناطق المغربية، من قبيل «التكشيطة البيضاء» في البداية ثم اللبسة الرباطية بعد ذلك وأنواع مختلفة من القفاطين الحديثة التصاميم، مرورا باللباس الأوروبي الأبيض في الختام تماما كعروض الآزياء في مجال الموضة... ولاننسى «العماريات» المزركشة وهي عبارة عن طبق كبير من الخشب أو النحاس تحمل فيه العروس وأحيانا العريس وسط الأهازيج وغناء الأقارب أو بعض الفرق الموسيقية التي تحيي هذا النوع من الحفلات. .... لكن يبقى الزواج من الأمور المميزة في حياة الإنسان وهو ما يسمى «ليلة العمر» تلك التي يكمل فيها الإنسان نصف دينه ويحقق الاستقرار الاجتماعي..