أعلن المغرب، الأربعاء، إطلاق مناقصة لإنشاء أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال من الدول المصدرة إلى المملكة، عبر ميناء الناظور، المطل على البحر الأبيض المتوسط. جاء ذلك خلال الدورة ال 16 لمؤتمر "الطاقات: ركيزة استراتيجية للأمن المائي والتنمية المستدامة" بمدينة ورزازات، والذي يستمر يوما واحدا، وفق بيان لوزارة الانتقال الطاقي.
وقالت وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي، في كلمة بالمؤتمر، إن المملكة أطلقت مناقصة تهم تطوير البنيات التحتية الغازية، بما يشمل إنشاء أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال بميناء الناظور. ولم تذكر الوزيرة تفاصيل بشأن المناقصة، بينما أفاضت في الحديث عن المشروع. وأوضحت أن المملكة ستشيّد شبكة أنابيب غاز لربط هذه المحطة بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي (يربط المغرب وأوروبا). وأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي افتتح في 1996 لتصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب، الذي كان يعتمد على جزء من هذه الصادرات في توليد الطاقة الكهربائية، لكن الجزائر رفضت تجديد عقد تشغيله في 2021. بنعلي، أشارت إلى أنه سيتم "تزويد المحطات الكهربائية الحالية والمستقبلية، التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والمناطق الصناعية بمدينتي القنيطرة والمحمدية بالغاز الطبيعي المسال". وأفادت أيضا بأنه سيتم ربط المحطة كذلك بمحطات الغاز المسال المستقبلية على الواجهة الأطلسية، وبمشروع أنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي (قيد الدراسة لربط المغرب بنيجيريا) عبر ميناء الداخلة. وشددت بنعلي، على أهمية التكامل بين الطاقة والماء والأمن الغذائي، في ظل السياق الجيوسياسي العالمي والضغوط البيئية المتصاعدة. ومن المتوقع أن ترتفع احتياجات المغرب من الغاز الطبيعي إلى 8 مليارات متر مكعب في عام 2027، ارتفاعا من مليار متر مكعب حاليا، حسب تقدير الوزارة في وقت سابق. وتسعى المملكة إلى تأمين احتياجاتها من الطاقة، خاصة أنها تستورد 96 بالمئة منها، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار جراء التوترات الدولية. وتعمل على الاستثمار أكثر في الطاقات المتجددة، فضلا عن عقد شراكات في إطار الهيدروجين الأخضر، حيث تعد ضمن أكبر 5 دول عربية إنتاجا للطاقة الشمسية.