دعا عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أعضاء حزبه إلى التبرع للحزب ماليا من أجل تغطية نفقات المؤتمر التاسع للحزب الذي سينعقد نهاية هذ الأسبوع. جاءت دعوة بنكيران في فيديو بثه مساء الأربعاء لبلا، انتقد فيه تأخر وزارة الداخلية صرف الدعم المخصص للحزب من أجل عقد مؤتمره.
وكشف بنكيران أن تكلفة عقد المؤتمر ستناهز 3.5 مليون درهم، وكان ينتظر أن تصرف لهم وزارة الداخلية مبلغ 130 مليون سنتيم، في إطار الدعم القانوني للأحزاب، لكن أمام تأخر توصلهم بها، فقد بادر أعضاء الحزب إلى التبرع له، لكن بنكيران اعتبر أن المبلغ الإجمالي لتربعات أعضاء الحزب ما زالت دون المبلغ المطلوب، الذي يوازي المنحة التي كان منتظرا أن تصرفها لهم وزارة الداخلية، لذلك حثهم مجددا على التبرع من جديد والتضحية بالمال. وقال بنكيران مخاطبا أعضاء حزبه إن الاعتماد على التمويل الذاتي للحزب خيار لا مفر منه، معلنا أن المؤتمر الوطني القادم سيتم تمويله بالكامل من مساهمات المناضلين والمتعاطفين. بنكيران لم يخفِ خيبة أمله من طريقة تعاطي وزارة الداخلية مع حزبه، متهما إياها بحرمانه من التمويل العمومي المخصص له قانونا. وقال بهذا الصدد: "الإخوان ديال وزارة الداخلية ما اقتنعوش يصيفطو لينا الواجب القانوني اللي كيخصنا ناخذوه... حبسوها علينا كلها لأسباب إدارية، وغادي نتابعوها بطريقه ودية وإدارية". ولم يفوت بنكيران الفرصة دون التطرق إلى قضية المدونة، وهي من أبرز نقاط الجدل في الراهن السياسي المغربي، إذ عبر عن معارضته الشديدة لأي تعديلات تمس منظومة الأسرة والقيم التي تقوم عليها، مشددا على أن الحزب "وقف بقوة" في وجه المقترحات التي اعتبرها تهدد بنية الأسرة والمجتمع المغربي. وفي سياق الحديث عن الأداء الانتخابي، أعلن بنكيران عن تحقيق الحزب لنتائج مشجعة في الانتخابات الجماعية الجزئية الأخيرة، معتبرا ذلك دليلا على عودة الروح للحزب. مشيرا إلى أن الحزب تفوق في بعض الدوائر على حزب رئيس الحكومة، خصوصا في سيدي بنور وولد زروال. وأكد أن "العدالة والتنمية لا يزال رقما صعبا في الحياة السياسية"، على الرغم من محاولات تهميشه وإضعافه منذ سنة 2016. إلى ذلك، اتهم بنكيران، بشكل مباشر، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ب "الفشل في إدارة شؤون البلاد"، معتبرا أن "الارتباك الذي دخلت فيه الحكومة الحالية هو نتيجة مؤامرة بدأت منذ 2016″، وأشار إلى أن "النتيجة إلى حدود الآن لا تبشر بخير"، مؤكدا أن البلاد تسير في مسار غير واضح المعالم بفعل هذا التدبير المرتبك. وجاء ذلك في مداخلة مطولة وجهها لأعضاء حزبه والمتعاطفين معه، تزامنا مع التحضيرات الجارية للمؤتمر الوطني المقبل للحزب. وفي معرض حديثه، أعرب بنكيران عن امتعاضه من السياسات الحكومية الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بارتفاع الأسعار، ووضعية اللحوم والأضاحي، وما وصفه ب"الارتباك الذي تعرفه الحكومة"، وأضاف بصريح العبارة: "الحكومة نتيجة مؤامرة، وكنقولوها بصراحة، بدأت من 2016 وما زالت مستمرة". وانتقد أداء حزب التجمع الوطني للأحرار قائلا إن "الحزب ديال رئيس الحكومة مغطي على الآخرين" واعتبر أن حزب العدالة والتنمية رغم تراجعه الانتخابي، "ما زال يشكل القوة الفعلية للمعارضة في البلاد".