أعلن وزير الداخلية محمد حصاد، الذي كان مرفوقا بالشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزارة الداخلية، في ندوة صحفية عقدها بمقر الوزارة ليلة الجمعة/السبت 7/8 أكتوبر 2016، عن النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الجمعة 7 أكتوبر. وقد أعلن حصاد أن حزب الأصالة والمعاصرة قد تصدر هذه الاستحقاقات ب 102 مقعدا برلمانيا، فيما احتل حزب العدالة والتنمية المرتبة الثانية ب 94 مقعدا برلمانيا، وحزب الاستقلال المرتبة الثالثة ب 51 مقعدا برلمانيا، يليه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب 45 مقعدا برلمانيا، ثم حزب التجمع الوطني للأحرار ب 37 مقعدا برلمانيا وحزب الحركة الشعبية ب 28 مقعدا برلمانيا وحزب الاتحاد الدستوري ب 14 مقعدا برلمانيا وفيدرالية اليسار الديمقراطي ب 11 مقعدا برلمانيا وحزب التقدم والاشتراكية ب 10 مقاعد برلمانية وحزب الوحدة والتعادلية ب03 مقاعد برلمانية. وزير الداخلية وهو يعلن عن عدد المقاعد البرلمانية التي حصل عليها كل حزب على مستوى الدائرتين المحلية والوطنية، أشاد بالأجواء الإيجابية التي مرت فيها العملية الانتخابية وبالتزام مختلف المكونات السياسية بالقوانين الجاري بها العمل. إثر ذلك، عقد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها، والذي كان مرفوقا بأعضاء عن الأمانة العامة للحزب، (عقد) ندوة صحفية بالمقر المركزي لحزب "المصباح" شجب وندد فيها بالنتائج التي أعلن عنها وزير الداخلية، مشددا على أن حزبه لا يعترف بهذه النتائج التي لم تبوأه الصدارة وأنه قرر فور الاعلان عنها الطعن فيها لدى السلطات المختصة قضائيا وسياسيا. وفي ذات السياق، صرح بنكيران على أن تزويرا ممنهجا طال هذه العملية الانتخابية، داعيا جميع مناضلي الحزب ومناصريه والمتعاطفين معه داخل وخارج البلاد، إلى التعبئة الشاملة للتصدي لما وصفه بالخروقات والتجاوزات التي طالت عملية الاقتراع والفرز وتزوير إرادة الناخبين، بحسب تعبيره، متنصِّلا من مسؤوليته باعتباره المشرف الأول على نزاهة العملية الانتخابية وكونه أيضا رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات التي تضم في عضويتها، بالاضافة الى رئيس الحكومة، كلا من وزير الداخلية ووزير العدل والحريات الذي ينتمي إلى نفس حزب رئيس الحكومة، معتبرا أن "إعلان وزارة الداخلية لهذه النتائج ما هو إلا شكل سافر للتحكم الذي طالما ندد به ودعا إلى فضحه"، يقول بنكيران. وقد حظيت هذه الندوة الصحفية بتغطية شاملة لأطوارها من قبل مجموع شبكة قنوات "الجزيرة" القطرية، التي عززتها بتغطية تفاعلية على مدار الساعة، لتتبع الوضع السياسي والاجتماعي في المغرب، حيث عمدت إلى استضافة قيادات التنظيم الدولي للاخوان المسلمين بعدد من الدول للحديث عن التجربة الاخوانية بالمغرب وضرورة الدفاع عن تواجد حزب العدالة والتنمية في مراكز السلطة والحكم، حيث عبر جميع الضيوف والمتدخلون عن استنكارهم وتنديدهم بما طال المسار الديمقراطي من انتهاكات وانقلاب على "الشرعية" الشعبية التي يستمدها حزب العدالة والتنمية من الشارع. وفي هذا السياق بدأت شبكة قنوات "الجزيرة" في بث صور ومقاطع فيديو يبدو أنها التقطت بكاميرات هواتف، ادعت أنها لمظاهرات واعتصامات لأعضاء ومتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية بكبريات الشوارع والساحات العمومية بعدد من المدن المغربية، المطالبين بإلغاء نتائج الانتخابات والدعوة لإعادة إجرائها والاحتكام من جديد إلى انتخابات من شأنها تبويئ حزب بنكيران للمرتبة الأولى. كما بثت، ذات القناة، صورا لاحتجاجات واعتصامات ليلية سابقة لتنسيقيات المعطلين والأساتذة المتدربين والمتقاعدين أمام مقر البرلمان، مدعية أنها لاعتصامات شعبية بهدف الغاء نتائج الانتخابات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، وضرورة تكليف بنكيران بتشكيل الحكومة المقبلة. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعا في تغريدة له على حسابه الشخصي على "التويتر" كل المغاربة الغيورين على دينهم إلى الالتفاف حول حزب العدالة والتنمية لدعمه في هذه المحطة المفصلية من تاريخ الأمة الاسلامية، مؤكدا على أن هذا الحزب يعتبر آخر عروة للحكم الاسلامي الذي تريد جهات الانقلاب عليه. من جهته لم يتأخر وزير الخارجية الأمريكية كثيرا في التعليق على نتائج هذه الاستحقاقات، حيث عبر عن قلق الإدارة الأمريكية من نتائج الانتخابات البرلمانية المغربية، وما قد تخلقه من آثار سيئة قد تضعف وضع المغرب في المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الاستحقاقات "مؤشر مهم يعكس مدى التزام المغرب بتعهداته الدولية والحلول التي يقترحها بالنسبة للصحراء الغربية". وعلى الصعيد الاقليمي، وفي عملية دعم من طرف مختلف فروع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لفرع التنظيم بالمغرب، سارع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس إلى إلقاء خطاب أمام حشد من أتباع الحركة وأنصارها بالعاصة التونسية، خُصِّص لتسليط الضوء على الوضع السياسي في المغرب ومآلاته في حالة لم يُكلَّف حزب العدالة والتنمية بتشكيل الحكومة. وفي ذات السياق علمنا أن رجب طيب أردوغان بعث بوفد رفيع المستوى من قيادات حزبه إلى المغرب للتعبير عن تضامنه مع حزب العدالة والتنمية والتباحث بخصوص أشكال الدعم الذي يحتاجه البيجيدي في هذه المرحلة ووضع خطة عمل وجدولة تمويل مادي ولوجيستيكي مفتوح الآجال. مؤسسة كندي الأمريكية المعروفة بمواقفها المعادية للوحدة الترابية، التي استغلت تصريحات عبد الإله بنكيران الرافضة لنتائج الانتخابات وما اعتبره تزويرا طال عملية الاقتراع والفرز، سارعت إلى مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة معربة عن تشكيكها في النسبة المرتفعة للمشاركة في الانتخابات التي سُجلت في الأقاليم الجنوبية، ومعللة موقفها بتصريحات، رئيس الحكومة نفسه، المشرف على الانتخابات في المغرب حول نتائج هذه الاستحقاقات. وما تزال في هذه الأثناء عدة مقرات منشآت عمومية تتعرض لاعتصامات ومحاولات اقتحام واتلاف لممتلكات عمومية، إضافة إلى تسجيل عدد من الإصابات المتفاوتة الخطورة في صفوف أفراد قوات الأمن من قبل المحتجين.. باش ما يوقعش وما يكونش هاد السيناريو الرهيب المتخيل والقريب من الواقع، حزب العدالة والتنمية جا هو الأول فالانتخابات . . وَرُبَّ ضارة نافعة.