تسلمت الأميرة للا مريم مساء أمس الخميس بباريس، بصفتها رئيسة الاتحاد الوطني النسائي المغربي، الجائزة الدولية التي تمنحها جمعية "النساء الرائدات عالميا" بحضور وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتوفو، وشخصيات بارزة من فرنسا والعديد من البلدان الأوروبية. والجائزة هي عبارة عن مجسم صغير، تسلمتها الاميرة للامريم خلال حفل نظم تحت رعاية الرئيس نيكولا ساركوزي ،وذلك بالنادي الوطني للجيوش، من يدي سيمون فاي ،الوزيرة السابقة ،أول رئيسة للبرلمان الأوروبي وعضو الأكاديمية الفرنسية حاليا. ويعد تسليم هذه الجائزة، التي تكرم من خلالها المملكة المغربية، إلى الأميرة للامريم، اعترافا بعملها "المتميز وحسها المرهف بالتضامن والتزامها الدائم من أجل تعزيز وضعية النساء المغربيات، ونساء العالم العربي والقارة الإفريقية حتى ينخرطن في تحقيق التنمية والتقدم". وتعتبر الجائزة أيضا اعترافا بمساهمتها في تعزيز مكانة المغرب باعتباره "وسيطا مؤثرا في عملية السلام والتنمية المتقاطعة واللقاءات المنسجمة بين الشعوب". وأمام جمهور غفير، أشادت نيكول باربان، رئيسة ومؤسسة " النساء الرائدات عالميا " بالاميرة للامريم وبجهودها متعددة الاشكال سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي، بصفتها سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو. وقالت إنه من خلال هذا الاختيار ، حرصت جمعية " النساء الرائدات عالميا " على " الاشادة بها من أجل انخراطها التام والمتميز وحسها المرهف بالتضامن والتزامها الدائم من أجل تعزيز وضعية النساء المغربيات، ونساء العالم العربي والقارة الإفريقية من أجل أن ينخرطن في تحقيق التنمية والتقدم". وأضافت موجهة حديثها للأميرة للا مريم "إن التزامكم الاستثنائي يهم أيضا حماية الأطفال الصغار. ومن ثمة فان التزامكم يجعلنا شديدي الإعجاب إلى درجة الاندهاش". كما أشادت ب "الموهبة المتفردة والفعالة من أجل إيجاد كل الجسور الذكية التي تتيح لكل امرأة مغربية وعربية وإفريقية أن تجد في الوقت نفسه الانسجام الداخلي لاحترام التقاليد العريقة وهذه الطاقة المعاصرة لكي تلج عالم المقاولة وتصبح فاعلا لامعا ومنفتحا في العالم المعاصر". وأبرزت رئيسة هذه الشبكة العالمية تأثير كل هذه الجهود وبالخصوص على المستوى الدولي من أجل "تعزيز كل جسور اللقاءات بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. وهذا فعل ثقة وأمل أساسي" . وخلصت باربان إلى أن الأميرة للا مريم انطلاقا من ذلك " تعزز المساهمة البديهية التي يؤكد عليها المغرب يوما بعد يوم والتي تتمثل في أن تشكل المملكة أحد الوسطاء الأكثر تأثيرا في مجالات السلام والتنمية المتقاطعة واللقاءات المنسجمة بين الشعوب". ومن جهته، أعرب وزير الداخلية الفرنسي عن سعادته لاستقبال الاميرة للا مريم مرة أخرى فوق التراب الفرنسي. وأكد الوزير أيضا الروابط الممتازة والصداقة التي تجمع بين المغرب وفرنسا ، مذكرا بتعزيزها المتواصل خاصة بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الملك محمد السادس إلى فرنسا وزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أكتوبر 2007 إلى المغرب. وعلاوة على سفير المغرب المعتمد بفرنسا ، المصطفى ساهل ، حضرت الحفل عدد من رئيسات لجان الجمعية بمختلف البلدان وكذا شخصيات من عالم السياسة والمقاولة والفنون من ضمنها بالخصوص الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ البلجيكي ، آن ماري لوزان، والنائب الفرنسي لوي جيسكار ديستان، والبارونة فيرونيك باربان توركايم والجنرال كولو ديسكوري من مستشارية جوقة الشرف. وآلت الجائزة هذه السنة إلى الاميرة للامريم بعد مداولات لجنة تحكيمية مشكلة من شخصيات مرموقة وخاصة من نساء حصلن على أوسمة من جوقة الشرف، وهو أعلى وسام تمنحه الجمهورية الفرنسية ، وكذا من رئيسات لجان الشبكة في العالم، من إسبانيا وبولونيا مرورا بالمكسيك وإيطاليا والسويد. وتتوفر هذه الجمعية على شبكة مهمة ذات تأثير تغطي خمسة عشر بلدا في أوروبا والقارة الأميركية.وتهدف هذه الجمعية، التي أحدثت سنة 2000، إلى "تسليط الضوء على النساء المسؤولات والمتضامنات من أجل تعزيز مكانة وتأثير هؤلاء النسوة داخل المجتمع بغية تفعيل تكامل قيم النساء والرجال التي من شأنها إرساء مزج منسجم للسلط".