تسلمت الأميرة للا مريم مساء أمس الخميس بباريس ،بصفتها رئيسة الاتحاد الوطني النسائي المغربي، الجائزة الدولية التي تمنحها جمعية "النساء الرائدات عالميا" بحضور وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتوفو وشخصيات بارزة من فرنسا والعديد من البلدان الأوروبية . وقد تسلمت الأميرة للا مريم هذه الجائزة ، وهي عبارة عن مجسم صغير، خلال حفل نظم تحت رعاية الرئيس نيكولا ساركوزي و ذلك بالنادي الوطني للجيوش، من يدي سيمون فاي ،الوزيرة السابقة ،أول رئيسة للبرلمان الأوروبي وعضو الأكاديمية الفرنسية حاليا. ويعد تسليم هذه الجائزة، التي تكرم من خلالها المملكة المغربية، إلى الأميرة للامريم، اعترافا بعمل سموها "المتميز وحسها المرهف بالتضامن والتزامها الدائم من أجل تعزيز وضعية النساء المغربيات، ونساء العالم العربي والقارة الإفريقية حتى ينخرطن في تحقيق التنمية والتقدم". وتعتبر الجائزة أيضا اعترافا بمساهمة سموها في تعزيز مكانة المغرب باعتباره " وسيطا مؤثرا في عملية السلام والتنمية المتقاطعة واللقاءات المنسجمة بين الشعوب ". وأمام جمهور غفير، أشادت نيكول باربان ، رئيسة ومؤسسة " النساء الرائدات عالميا " بصاحبة السمو الملكي الاميرة للامريم وبجهودها متعددة الاشكال سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي، بصفتها سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو. ومن جهته، أعرب وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتوفو عن سعادته لاستقبال الاميرة للا مريم مرة أخرى فوق التراب الفرنسي. وأكد الوزير أيضا الروابط الممتازة والصداقة التي تجمع بين المغرب وفرنسا ، مذكرا بتعزيزها المتواصل خاصة بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الملك محمد السادس إلى فرنسا وزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أكتوبر 2007 إلى المغرب. من جهتها أكدت الأميرة للا مريم مساء أمس الخميس بباريس أن الجائزة التي منحتها إياها جمعية ( النساء الرائدات عالميا ) تعتبر "اعترافا بالكفاح الذي تخوضه النساء المغربيات يوميا من أجل الكرامة والمساواة". وأكدت الأميرة للا مريم ، ردا على الاشادة القوية التي خصتها بها رئيسة الجمعية نيكول باربان بحضور ، أن " تتويجا من هذا القبيل يكتسي أهميته من حيث كونه يخص بلدا من الجنوب ". وقالت الأميرة للا مريم انه " في كافة المجالات، يشكل كفاح النساء جزءا من حياتهن اليومية ، إلا أن هناك مجالا يبذلن فيه جهدهن ، ويعملن خيالهن، وعاطفتهن ، وهو مجال تربية الأطفال الذين سيتحملون غدا مسؤولية عالم في تحول دائم ". وأضافت الأميرة للا مريم قائلة : " كونوا على يقين، أيتها السيدات والسادة، أن الجائزة التي سلمت لي اليوم، منحت من خلال شخصي إلى كافة النساء ببلدي اللواتي هن على اقتناع بأن العالم الذي نرغب فيه من أجل أطفالنا هو عالم السلم والتسامح والحوار في إطار احترام الاختلاف وترسيخ التفاهم ". وقد آلت الجائزة هذه السنة إلى الاميرة للامريم بعد مداولات لجنة تحكيمية مشكلة من شخصيات مرموقة وخاصة من نساء حصلن على أوسمة من جوقة الشرف، وهو أعلى وسام تمنحه الجمهورية الفرنسية ، وكذا من رئيسات لجان الشبكة في العالم، من إسبانيا وبولونيا مرورا بالمكسيك وإيطاليا والسويد. وتتوفر هذه الجمعية على شبكة مهمة ذات تأثير تغطي خمسة عشر بلدا في أوروبا والقارة الأمريكية. وتهدف هذه الجمعية، التي أحدثت سنة 2000، إلى "تسليط الضوء على النساء المسؤولات والمتضامنات من أجل تعزيز مكانة وتأثير هؤلاء النسوة داخل المجتمع بغية تفعيل تكامل قيم النساء والرجال التي من شأنها إرساء مزج منسجم للسلط ".