يستمد النزاع المفتعل بالصحراء المغربية أصوله من الحركات الاستعمارية التي شنتها الدول الغربية على إفريقيا، وحيث أن سواعد الوطنيين بالقارة أرغمت المستعمر على التراجع، أبدع هذا الأخير استراتيجيات مغايرة تلتقي كلها في زاوية " التجارة السياسية" فكان افتعال النزاع بالمنطقة المغاربية سبيل لاستمرار سياساتها ولنهب الإرث الطبيعي وتقويد المعالم الحضارية والثقافية بالمنطقة المغاربية على وجه الخصوص. للحركة الوطنية دور كبير في صد الاستعمار لكنها بالمقابل لم تعمل على تنظيم البيت الداخلي والدفاع من أجل مصلحة المواطنات والمواطنين على حد سواء، ومن تم بدأت مفارقات عجيبة داخل نفس البيت، انفصال داخلي ومطالب بالانفصال، وتدبير هذه المطالب لم يكن أبدا مبنيا على أساس علمي أو وطني، فما الغاية من توزيع بطائق الإنعاش أو توزيع مأذونية، أو التوظيف المباشر أو الإعفاء الضريبي لاستقطاب مواطن في بلاده؟، كان الأجدر أن يقال أننا مغاربة "ومن وجد أحسن من العسل فليلعقه". منطق تكريس اقتصاد الريع وتفضيل البعض على البعض، حول لدا البعض وهم الانفصال إلى مشروع للاتجار في القضية الوطنية، للأشخاص ولبعض الجمعيات، وقد وظف الخصم عملاء بتلك الصفات للاتجار من داخل الوطن، من خلال ابتزاز السياسيين وإيهام الأمنيين...إلخ، ولم يحضر لدا صناعا القرار أن المواطن المغربي الصحراوي المحتجز الذي ندافع عنه بأموالنا وأولادنا هو الذي جردته مرتزقة البوليساريو، بتنفيذ أوامر العسكر الجزائري، من كل حقوقه الإنسانية (حرية التعبير، حق التجول....) أما الذي يتجول ويجوب هنا وهناك فهو صديق عدو، قد تكون له مهام الاتجار بقضيتنا الوطنية، فعلي المجتمع المدني المناصر والمهتم بالقضية الوطنية توخي الحذر من هؤلاء، فنحن مستعدون للعمل مع من يتنكر لذاته من أجل الآخرين، أما الذي يتنكر للآخرين من أجل ذاته فلا مكان له بيننا. ووضع حد لهذه المفارقات رهين بتقوية الدبلوماسية الموازية واستثمار القوى العظمى لمغاربة العالم. الطاهر انسي رئيس المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية