عندما نسمع بتخصيص بلادنا ليوم من أيام السنة، للاحتفاء بالموسيقى والموسيقيين، فإن في ذلك الدليل، على إحساس الجميع، بمدى أهمية الموسيقى، كفن روحي خالص، وإبداع جمالي وإنساني راق ورفيع جدا.وعندما نعلم بأن بلادنا كذلك، من باب اهتمامها بالمبدعين في هذا الميدان، برصد ميزانيات مالية لدعم هذا المنتوج الفني. ومهما قلّ أو صغر حجم الغلاف المرصود للإنفاق العام، في هذا اللون الفني والثقافي على غرار عدد من الفنون الأخرى، فإن ذلك يعتبر مؤشرا فعليا ورمزيا، على وعي الجميع في مناصب المسؤولية العمومية، بضرورة تهذيب الذوق الفني العام، وتأطيره بكل الوسائل اللازمة، البيداغوجية منها والتوعوية، وإلى حد استعمال السبل الزجرية، عند الضرورة وفي إطار القانون طبعا.. واليوم، وأمام انتشار الرداءة الموسيقية، والدناءة الفنية، فمن المغاربة، ونحن من بينهم، من يطالب بأن يحضى الميدان الموسيقي بصفة خاصة، والفني والثقافي بصفة عامة، بنفس الاهتمام الديني، نظرا لأهميته الروحية، وما يعرفه اليوم من عمليات إفساد خطيرة، للذوق العام، واستغلال فضاء الحرية، من طرف البعض للترويج لبعض أنواع الموسيقى الرديئة، والكلمة الساقطة، أغاني تكتب كلماتها، في المراحيض، وتلحن في المواخير، وتطرح بالصوت والصورة على قارعة الشوارع العامة، ووسط الأسواق الشعبية والعتيقة بالمدن والقرى المغربية، يسمعها الطفل والأم والأب مكرهين، وليس هناك حسيب أو رقيب، موسيقى تسجل ، وتطبع في السر، وتوزع بدون سند قانوني.. يخلد المغرب اليوم، السابع من ماي من كل سنة ، اليوم الوطني للاحتفاء بالموسيقى والموسيقيين، وهي مناسبة لاستلهام الماضي ومحطاته الوطنية، الغنية في الميدان الموسيقي، وتأمل الحاضر بكل إكراهاته، لبناء غد موسيقي مشرق، نعتقد، أن وقت انطلاق تأطير حقله قد حان، وكل تأخير في ذلك، سيصب لا محالة، في صالح ثقافة الكهوف، وأصحابها من التكفيريين ومحرمي كل الفنون.