أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن علاقة مصر والمغرب "علاقة مصير وليست فقط مصالح مشتركة"، فيما اعتبر نظيره المغربي، صلاح الدين مزوار، أن "أية مساعي للتفرقة بين بلاده ومصر هي محاولات يائسة". جاء ذلك خلال جلسة مباحثات مغلقة بين الوزيرين جرت، الجمعة، في مدينة فاس، وسط المغرب، وجاءت بعد أيام من نشوب أزمة في العلاقات بين البلدين العربيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، في بيان، إن مزوار "استهل جلسة المباحثات بالتأكيد علي سعادته الغامرة باستقبال الوزير شكري في بلده المغرب وشدد علي أهمية بناء شراكة إستراتيجية قوية ومتجددة بين البلدين والشعبين الشقيقين استنادا إلى الرصيد التاريخي الهائل للعلاقات والانطلاق إلي آفاق أرحب". وأضاف: "أية محاولات للتفرقة بين البلدين هي محاولات يائسة، وأن هناك مسئوليات مشتركة ملقاة علي عاتق البلدين تجاه العالم العربي والقارة الأفريقية وتعزيز التعاون بهما". وأكد الوزير المغربي، وفق بيان الخارجية المصرية، أن "بلاده كانت من أوائل الدول التي دعمت إرادة الشعب المصري واختياراته في 30 يونيو (حزيران 2013)، وأن المغرب تقف الي جانب شقيقتها مصر مثلما وقفت مصر الي جانب شقيقتها المغرب". واعتبر أن "قوة واستقرار مصر هو قوة واستقرار للعالم العربي، وان العلاقة بين مصر والمغرب هي علاقة تكامل وليس تنافس". من جابنه، أكد شكري خلال جلسة المباحثات، وفق البيان ذاته، علي "سعادته لان يكون في بلد شقيق وما يكنه الشعب المصري من مشاعر المودة والمحبة تجاه الشعب المغربي الشقيق علي مدار التاريخ"، لافتا إلى "تطابق المواقف والرؤى بين البلدين الشقيقين خاصة فيما يتعلق ببناء علاقة إستراتيجية متجددة ورسم المستقبل وتحديد الأهداف المشتركة". وشدد على أن "العلاقات بين مصر وأشقائها العرب ومن بينها المغرب هي علاقات مصير وليس فقط مصالح مشتركة". وأشار إلى "ضرورة مراجعة الأطر التعاهدية القائمة لتفعيلها"، مضيفا أن "العلاقات بين البلدين هي بالفعل علاقة تكاملية". وأضاف: "بفضل حكمة قيادة البلدين سيتم تفعيل العلاقة الخاصة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين ووضع آليات جديدة للتحرك في هذا الإطار". ولفت عبد العاطي إلى أن الوزيرين تشاورا خلال جلسة المباحثات حول عدد من القضايا الإقليمية الهامة وفي مقدمتها الأوضاع السياسية في ليبيا، وتطورات القضية الفلسطينية، والتعاون المشترك بين البلدين في مجالات مكافحة ظاهرة الإرهاب، وتطورات قضية الصحراء، المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو وموقف مصر الثابت تجاهها، ومسار الأزمة السورية وأهمية الحل السياسي هناك، فضلا عن تطورات الأوضاع في العراق واليمن وأهمية الحفاظ علي وحدة أراضي هذه الدول. وفي تصريحات سابقة ل"الأناضول"، قال محمد فتوح، الملحق الإعلامي في السفارة المصرية بالرباط، إن شكري سيلتقي العاهل المغربي في وقت لاحق اليوم بمدينة فاس أيضا. وكانت السفارة المصرية في الرباط، قالت في بيان، مساء أمس الأول الأربعاء، إن شكري، يحل بالرباط، يومي 15 وَ16 يناير(كانون ثاني) الجاري، حاملًا رسالةً شفهيَّة من الرئيس المصري إلى العاهل المغربي. وأضافت أن زيارة شكري تأتي ردا على زيارة مزوار للقاهرة في يوليو(تموز) الماضي، فيما قالت مصادر دبلوماسية مصرية ومغربية إن الزيارة تهدف لتجاوز الأزمة الأخيرة في العلاقات بين البلدين. وشهدت العلاقات المصرية المغربية، أجواء توتر مفاجئ على خلفية بث التلفزيون المغربي الرسمي، قبل نحو أسبوعين، تقريرين وصف فيهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب "قائد الانقلاب" في مصر، و(الرئيس الأسبق) محمد مرسي ب"الرئيس المنتخب"، في خطوة مفاجئة لم تفسر رسميا من أي جانب حتى الآن. غير أن تقارير إعلامية مغربية أرجعت هذه الأزمة الطارئة، إلى ما وصفته ب"الاساءات" المتكررة من إعلاميين مصريين للمغرب، و"بعض الانشطة التي مست قضية الوحدة الترابية للمغرب، ويتعلق ا?مر بتقديم كتاب بالجزائر ساهم فيه مصريون، ومس قضية الصحراء".