الغيرة إحسايس ومشاعر سلبية قد تتولد لدى الأخوة في الأسرة الواحدة وتصبح أحيانا عدوانية عندما يشعر الإبن بأهمال والديه له وتركيز اهتمامهم على الإبن الآخر وتفضيله على الأخرين . وعلى الأهل ان يتنبهوا لهذا الأمر ويعيدوا النظر في هذه الممارسات التي قد تكون بغير قصد ولكنها تخلق جوا من التوتر والغيرة والتنافس بين الأبناء وخاصة الفتيات منهم . وقد تبدو الغيرة امرا لا مفر منه في اغلب الأسر مع وجود الأختلافات بين الأبناء فقد يكون أحدهم أكثر ذكاءً من الأخر أو أكثر جاذبية وجمالاً وان أية مقارنة بينهم تحدث إستياء لدى الطرف الآخر الذي يبحث هو أيضا عن اطراء مماثل يعيد له الثقة بنفسه ويمتص غضبه وغيرته .وعادة ما يتجلى شعور الغيرة عندما يخشى الطفل من فقدن الحب ورعاية الوالدين له وانصرافهم إلى اخيه وهكذا فأن الغيرة تنشأ من الخوف من تفضيل الأخ أو الأخت من قبل الوالدين ويمكن أن تتطور الحالة إلى غيرة وحسد. ويمكن تلخيص مؤشرات الغيرة بين الأشقاء بما يلي : -العدوان السلبي : يكون برفض المساعدة بأي شكل من الأشكال وفي أي ظرف كان سواء في البيت أو المدرسة كالأعمال المنزلية أو الواجبات المدرسية وهي علامة واضحة على الرفض ، فيرفض أن يقضي وقته مع الأخ \ الأخت للعب معاً .وعندما تلاحظ أن أحد الأطفال يفضل البقاء في غرفته هو بالحقيقة تجنب لقاء الأخ \ الأخت للعب معاً ويحاول الإبتعاد من الأماكن التي يتواجدون بها منعاً للتواصل كعلامة على الغيرة , وحين اللعب معاً تلاحظ أن اللعبة تتحول إلى منافسة ويفعل الطفل أي شيء ليفوز من أجل أن يسخر من شقيقه الذي خسر حتى لو كانت اللعبة بسيطة وقد تتحول السخرية إلى استهزاء ورغبة في اظهار التفوق. -الأنطواء والإنعزال: عندما يلاحظ الوالدين ان الطفل يفضل الأنعزال ولا يريد قضاء وقت مع العائلة أو اللعب مع اشقائه ولا يسمح بمشاركتهم ألعابه أو حتى لمسها ، أو المبيت معهم في نفس الغرفة ويرفض الذهاب في نزهة معهم ، يكون سبب ذلك الغيرة والحسد حيث تظهر على الطفل علامات الغضب والإستياء عندما يحصل شقيقه \شقيقته على هدية وإن كانت بمناسبة عيد ميلاده. العدوانية : يحاول الطفل هنا بشتى الطرق جذب إنتباه الجميع والحصول على ما يريد أو يتصرف بطريقة عدوانية فيبدأ بتكسير الأشياء ورميها مع حالة من الصراخ .ان معاقبة الطفل دون معرفة السبب في هذه الحالة ستعزز حالة الإستياء لدية وتزيد الأمر تعقيداً . كما ان المعارك العرضية بين الأخوة ليست خارجة عن المألوف ولكن في حال تكرارها وملاحظة إنها تبدأ من قِبل طفل واحد فهذا ايضاً سببه الغيرة الشديدة التي تؤدي في أحياناً كثيرة إلى الإعتداء الجسدي،حيث يكون الطفل فظاً ويرمي أشياء على أخيه \أخته ، وهنا لا بد من التدخل السريع من قبل الوالدين والتحدث مباشرة مع الطفل بشكل إنفرادي لان مثل هذه المعارك قد تحدث أثناء غياب الوالدين وتؤذي الطفل الأخر . المنافسة: اغلب الأحيان يتعامل الوالدين بمستوى واحد من التقدير والإهتمام والمودة بين الأبناء في جو متناغم مستقر وهادئ والمنافسة بين الأخوة يكون أمراً صحياً يساعد على تطويرالقابليات ومؤشر إنه لا توجد غيرة بينهم , كما إنها في الظروف العادية تساعد وتدعم بعضهم لبعض , فمن الطبيعي ان يضحك بعضهم على بعض ويسخروا من بعض أو يسخروا من أنفسهم ، ويمكن ملاحظة حاجة أحدهم في طلب المعونة من الأخ \ الأخت والتجاوب من الطرف الثاني بدون مشاكل أو رمي الأشياء على بعضهم البعض تبدو علامة جيدة في سلمية العلاقة بينهم وتتبلور أكثر عندما ينبري أحدهم بالدفاع عن أخيه\ اخته في حال تعرضهم للتوبيخ . وبطبيعة العلاقة بين الأطفال ان يتشاركوا في اللعب واللهو بغض النظر عن المنافسة والفوز إذا كانوا يعرفون كيفية المشاركة الإيجابية في ألعابهم بدون صراعات كبيرة في هذا الصدد وبدون التسبب في إزعاج أي من الأطراف في علاقة متناغمة تبعث السرور في نفوسهم . وفي الكثير من الأحيان يحصل شد وجذب اثناء اللعب ويتطور إلى العراك بين اثنين من الأخوة ، وبعد فترة وجيزة يتم التصالح بينهما حتى بدون تدخل احد الأبوين ويبقى كل شيء على ما يرام وتبقى العلاقة بينهما ودية فهذا له أثراً صحي إيجابي ينعكس على طبيعة علاقتهم مع بعضهم .وتحدث المنافسة في كثير من المجالات فمن الطبيعي ان يتم التنافس بينهم في المدرسة ومن منهم يحصل على افضل الدرجات , أو من يؤدي واجبه البيتي أسرع من الأخر بدون غش أو خداع لمجرد الفوز لانه سيفقد متعة الفوز بالغش أو الخبث ، لتبقى المنافسة من الأمور الجيدة التي تحفزهم على الإداء الأفضل . وعلى اولياء الأمور إبقاء عيونهم على الأولاد وإدراك ما إذا كانت الغيرة بين الأشقاء فاعلة أو هي مجرد منافسة ؟وهنا بعض النصائح التي تساعدك على إدارة الغيرة وتحقيق الإنسجام في الحياة العائلية: - تجنب المقارنة بين الأطفال بأي شكل من الأشكال فلا تسأل مثلاً لماذا لا تقوم بتنظيف غرفتك مثل أخيك \ أختك..أو لماذا لا يمكنك الحصول على درجات مثل أخيك , بهذه الطريقة يساعد الوالدين على تفاقم مشاعر الغيرة من خلال تلك المقارنة على رغم النوايا البريئة ، فلا تستغرب لو سمعت من الطفل برسالة يوصلها إليك " هل تحب أخي أكثر مني "؟ فتتولد الأحقاد مدى الحياة جراء المقارنات . - جعل قضاء الوقت مع كل طفل على حدة من الأولويات ، فالطفل يعتبر هذه الأوقات كنز ثمين بالنسبة له ، وعليك جدولة هذه الأوقات بالتساوي بينهم ، فهذه الأوقات المهمة تجعلك تتحسر على كل وقت مضى لم تكن تقضيه مع أطفالك . - وضع حدود وضوابط واضحة بين الأشقاء لانهم بحاجة إلى تعلم الإحترام بعضهم لبعض ، وهذا يعني ان لا يسمح للأخوة الصغار بإحداث الضوضاء والإزعاج في حين يدرس الأخوة الكبار ، أما غرف النوم فهي من الأماكن الخاصة وعلى الأشقاء طلب الإذن قبل الدخول. - لا تفسد متعة تقديم الهدايا بأعطاء أحدهم هدية أفضل من هدايا الأخرين وتوخي الحذر عند شراء الألعاب لأن عليك أن تولي الإهتمام للجميع بنفس الدرجة . - المساواة في اغداق المديح اثناء حصولهم على نتائج المدرسة حتى لو كانت هنالك فروق بينهم ، فيمكن ان ترفع من معنويات الأخر الذي لم يحصل على درجات عالية بالإشارة إلى تفوقه في مجالات أخرى . - على الأباء إتخاذ موقف محايد في حال نشوب شجار بين الأبناء ومحاولة فض النزاع دون الوقوف مع أحدهم ضد الآخر.