رفض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الأربعاء الاعتذار عن ماضي بلاده الاستعماري في الجزائر قائلا ان باريس ترغب بدلا من ذلك في ان تتحرك للأمام على قدم المساواة وتعزز التجارة مع هذا البلد الغني بالنفط. وتركت صدمة حرب الجزائر التي دارت بين عامي 1954 و 1962 -والتي قتل فيها مئات الآلاف قبل انسحاب فرنسا- آثارا عميقة في كلا البلدين ما زالت تقيد قيام شراكة بينهما ترى فرنسا انها يمكن ان تساهم في إنعاش منطقة حوض البحر المتوسط. وقال هولوند في أول زيارة دولة يقوم بها منذ انتخابه في مايو ان البلدين اتفقا على اعلان صداقة واتفاق استراتيجي لمدة خمس سنوات يشمل العلاقات الاقتصادية والثقافية والزراعية وشؤون الدفاع. وأضاف في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "أود أن أقيم مع الجزائر شراكة استراتيجية على أسس متساوية. "لست هنا لابداء الندم او الاعتذار..أنا هنا لأبلغ الحقيقة." وبينما ترغب فرنسا في التئام الجراح التي خلفتها الحرب فانه ليس أمام أولوند (58 عاما) الذي عمل لثمانية أشهر في سفارة فرنسابالجزائر في عام 1978 مجال كبير للمناورة. وقال اولوند الذي رافقه في زيارة الجزائر مسؤولون كبار من كبريات الشركات الفرنسية ان شركة رونو لصناعة السيارات اتفقت على بناء مصنع في الجزائر ينتج نحو 75 ألف سيارة سنويا. وأردف اولوند "يجب ألا يمنعنا الماضي من بناء المستقبل."