كل ما أعرفه عن السياسة، هي أنها الإجراءات والطرق التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات من أجل أفراد أو مجتمعات بشرية. وهى أيضاً، القيام على الشئ بما يصلحه أي المفترض أن تكون الإجراءات والطرق وسائلها وغاياتها مشروعة فليست السياسة هي "الغاية تبرر الوسيلة" وليست العاب قذرة فهذا منطق المنافقين الانتهازيين. صحيح أن نظرة الناس إلى كلمة السياسة تختلف باختلاف المجتمعات والنظم الدستورية القائمة فيها، وصحيح أيضا أن السياسي له استراتيجيات امتلاك السلطة باستثمار ما هو سياسي وما هو اقتصادي، ديني، ثقافي، اجتماعي، وبالتالي، فالسياسي كفعل دهني يسعى للإقناع باختيارات ومواقف تحترم القواعد الإنسانية، وكل فاعل سياسي لا يحترم قواعد اللعبة فهو فاعل "غير شرعي". مع الحداثة أصبح جوهر السياسة هو العنف، وعبر عن ذلك "هوبز" في كتابه "اللوفيتان" وكذلك "مكيافيل" في كتاب "الأمير" وتأكد هذا التوجه عند "ماركس" من خلال أطروحة "الصراع الطبقي" ثم نيتشه صاحب "الإنسان الأخير" وفي القرن العشرين كان "فيبر" أحد ممثلي تحديد السياسة بالعنف وترسخ ذلك عند تلميذه "كارل سميث" الذي اعتبر جوهر السياسة هو الصراع من خلال ثنائية "العدو والصديق". أما بالأمس فقد أصبح مفهوم السياسة عند بعض القياديين في المعارضة المغربية يعني الفرجة وإنعاش الجرائد و" المعيور". في ركنها اليومي الذي تستفز فيه الزميلة بشرى الضوو ضيوفها بواسطة الهاتف الخفي قال لحسن الداودي ل"الجريدة الأولى": "إيوا حنا ديال السياسة لا بد شي شوية الانتقادات، باش الناس تفرج على راسها، لا بد من الانتقاد باش ينتاعشو الجرائد، هادي هي السياسة.. والمعيور في السياسة مزيان". و"هاد المفهوم العوج هو اللي خلا المواطن مبقاش تيصوت ومبقاش تيتيق في السياسة والسياسيين". إبراهيم الشعبي e/mail:[email protected]