دردشة سريعة جدا،مع مواطن عادي جدا،يبحث عن وطن جديد بين أزمنة الخطأ،غالبا ما يمتهن الصمت،وأحيانا تغلبه وطنيته،فتدفعه غيرته إلى البوح،بماضيه وحاضره ومستقبله. *من أين كانت البداية؟ كانت بداياتي من درب الزمن الكسيح،قبالة زقاق اللامساواة المحاذي لحارة المظلومين وحومة المنبوذين،مرورا بقبيلة لفقر على الطريق المؤدية إلى مجمع اليأس،الذي يقع داخل حدود هذا الوطن.* ماذا عن الوطن؟ الوطن للأسف كلمة تعرضت للقرصنة عبر أحدث تقنيات النصب والاحتيال،الوطن صفحة بيضاء غمرتها حلكة الطمع والجشع،اغتصبت عذريتها أيادي السفهاء الآثمة من أبناء هذا الوطن،الوطن جثة منهكة في غرفة الإنعاش يتسلل إليها الموت،ويحجب عنها دفئ الشمس،تعد أنفاسه قبل أن يعدها هو. *كيف ترى الواقع في زمن يقولون عنه جديد؟ حين يحرس الذئب القطيع،أشك كما شك ديكارت في أن تخرج الرؤوس سالمة من مكر الذئب،وحين تزداد الفوارق بين راع ملأ كل مصارف العالم مالا،وبين مواطن عادي جدا ملأت توقيعاته دفتر شيكاته وهو يعلم أنه بدون رصيد،حين تجتمع السلطة والمال في يد الذئاب أجزم كما أجزم نيتشه أن القوة ستجعل هذا الشعب يعيش النهار حالكا. *ماذا عن الديمقراطية في الخطاب الرسمي؟ قيل من يشكر العروس،قيل أمها وأختها وخالتها،ببغاوات تستوطن أقفاصا،ومزهوة بسلطة منمقة،يمتهنوا حرفة إلقاء الخطابات الطويلة،وإيصال الرسائل المشفرة عبر ساتل داخلي،هم سياسيون تحت الطلب،ليس لهم الحق في ولوج المرحاض إلا ببرميسيون هاتفي طبعا،يتوهمون الديمقراطية،ويحملون بين أضلعهم أبواقا يقال لها رسمية،يتقنون فن تنميق الكلام،ويحترفون دبلوماسية الهروب إلى الأمام،إنهم عينة من مغاربة جدد تحمل اسم نخبة،موضوعة رهن إشارة مختبر مخزني. *هل فعلا قمتم بتأسيس حركة لكل اليائسين؟ الحركة جاءت كرد فعل على توغل الديمقراطيون داخا حاراتنا التي أعلنت حالة اليأس إلى أجل غير مسمى،الآن نحن في نضال مستمر من أجل حصول حركتنا على الاعتراف،وللإشارة فحركتنا مفتوحة في وجه كل مواطن عادي جدا،لا تربطه أية علاقة بالأمل،يمتهن الانتظار،ومستعد للنضال من أجل يأس تشاركي والمساهمة في تنمية ثقافة اليأس من منطلق الإيمان بمبدأ المساواة بين عموم اليائسين. *ماذا عن لقائكم بوفد من ماسحي الأحذية؟ اللقاء كان مناسبة للتوقيع على اتفاق بموجبه يلتزم إخواننا ماسحي الأحذية بتلميع صورة الحركة مستقبلا،وتنقية الحارات والأزقة من الشوائب الديمقراطية،تنفيدا لسياسة خصخصة السياسة العامة،مع العمل على طلاء كل بقع التي بدأت تنتشر مؤخرا. * كلمة أخيرة. أشكركم جزيل الشكر وسيحفظ تاريخ حركات اليأس صنيعكم هذا.