تعتبر المنطقة الممتدة من مركز " كرامة " ، إلى نهر " أسفتي " ، والخاضعة إداريا لإقليم " ميدلت " ، بمثابة الحد الفاصل ، بين هذا الأخير ، والنفوذ الترابي لإقليم " فكيك " ... وهو ما حول المسلك الطرقي الوحيد الذي يخترقها ، إلى شريان حيوي ، تمر عبره العديد من وسائل النقل العمومي والخصوصي، التي ينتفع من خدماتها الجليلة - يوميا - سكان مدينتي : بني تدجيت " و" تالسينت " ، وهوامشهما التي تعج بالمئات من المداشر والقرى ، المنتشرة في المرتفعات ، وعلى ضفاف الأودية..... نفس الطريق التي يبلغ طولها حوالي 30 كيلومترا ، لعبت منذ فجر الاستقلال ، دورا طلائعيا في نقل كنوز مناجم : ( بوعروص ) ، و ( تابوعروصت ) ، و ( بوظهير ) ، و ( موغل ) ... إلى معامل التصفية ، وموانئ التصدير بالحواضر الساحلية...كما أنها شكلت على الدوام ، ممرا أساسيا لا غنى عنه ، للساعفات التي توصل المرضى والحوامل ، إلى مستشفى " مولاي علي الشريف " ... علما بأن التجمعات البشرية السالفة الذكر ، لا تزال تحت وصاية إقليم " الرشيدية " في القطاعين : الصحي والفلاحي...... هذه المعطيات وغيرها كثير ، تدفع المواطنين إلى التساؤل بحسرة ،عن السبب الذي جعل المسؤولين ، الذين تعاقبوا على التسيير والتدبير ، يغضون الطرف عن إعادة تهيئة المسلك وتعبيده ، لإراحتهم من الحفر اللامتناهية ... والرداءة الرهيبة ... والضيق المذقع ... والشعاب المروعة ... أمل الجميع - إذن - أن يعطي أولو الأمر - بإقليم ميدلت - لهذه المعاناة ، ما تستحقه من عناية ، وأن يعلموا بأن أجواء الفرح ، التي عمت كل الأوساط ، بفضل الأشغال المتقنة الجارية بين ( كرامة ) و ( تبارحوت ) ، لن تكتمل إلا إذا انصب اهتمامهم ، على المقطع المتجه صوب بوادي " أيت عيسى "........