أبان المسؤولون مرة أخرى ، عن علو كعبهم في الاستهتار بمشاعر المواطنين ، والضحك على ذقونهم...بل أضحت سياستهم صورة طبق الأصل ، لما ورد في قصة المرأة التي كانت تغلي الحصى في القدر ، لتوهم صغارها الجياع بأنها تطبخ لهم طعاما ، ظنا منها بأنهم سيخلدون للنوم ، وينسون ألم الطوى..... ففي مستهل الربيع الماضي ، راجت أخبار على نطاق واسع ، مفادها أن مقاولا ينحدر من الجهة الشرقية ، فاز بالصفقة المتعلقة بهيكلة وتوسعة و تعبيد الشريط الطرقي الرابط بين منجم " تبارحوت " و " كرامة " ، وأن الأشغال سترى النور في ظرف أيام قلائل...و فور شيوع النبإ السار،عمت موجة عارمة من الارتياح ، في أوساط السكان بمختلف شرائحهم .. ولم لا... ؟ وهم الذين عانوا الأمرين منذ ستينيات القرن الماضي، جراء ضيق المسلك و رداءته، وما ترتب عن ذلك من حوادث مفجعة ، و مصادمات بين السائقين ، ناهيك عما لحق بوسائل النقل من أضرار بليغة.أجبرت بعض المستثمرين ،على توقيف مشاريعهم ، كما هو الشأن بالنسبة لأرباب حافلات "مجاهد "، أو تخفيض عددها كما فعلت شركة (ساتيام.....( محن كثيرة ظن الجميع بأنها ستنتهي ، وسينعم المواطن بطريق واسعة ومريحة ، تشجع الخواص على جلب وسائل وثيرة وآمنة ، وتساهم في التنمية المستدامة ، وتحفز أبناء المنطقة المنتشرين في مختلف الحواضر وخارج البلاد ، على المجيء لصلة الرحم بذويهم ، والاستجمام بين أحضان طبيعة خلابة ترعرعوا في أجوائها ...وترفع الحصار- كذلك - ولو جزئيا عن مدينتي : "بني تدجيت " و " تالسينت " التابعتين إداريا لأقليم : ( فكيك....( لكن الأيام والشهور مرت مرور الكرام ، دون أن تلوح في الأفق أية إشارة تدل على أن المشروع سيخرج إلى حيز الوجود ، وهذا ما جعل الرأي العام المحلي يعبر عن سخطه وتذمره ، ولسان حاله يقول : " ستبقى دار لقمان على حالها ، لأن الوعود المعسولة سرعان ما ينكشف زيفها ...."