بلدة كرامة، منطقة تقع في الجنوب الشرقي الأطلسي ، مازالت تئن تحت وطأة التهميش والهشاشة، رغم انضمامها حديثا إلى إقليم ميدلت ، بعدما كانت تابعة لإقليمالرشيدية . البلدة القرية المكونة من عدة مداشر وقرى متناثرة، جل سكانها رحل فقراء لا يملكون إلا بعض الماشية التي لا تسمن و لا تغني من جوع. سكان بلدة كرامة ،سبق أن نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة القروية يوم 24 أكتوبر 2013 رفعوا خلالها شعارات تطالب بفك العزلة عن سكناهم وربطها بشبكة الماء و الكهرباء وتعبيد الطرق... استبشروا خيرا عندما انضمت بلدتهم إلى إقليم جديد ، اعتقادا منهم أن العزلة ستنفك عنهم ، ويستفيدون من مشاريع هم في أمس الحاجة إليها ، كمستشفى يعفي الناس من التنقل إلى مستشفيات بعيدة عن مركزهم ،. لكن الذي يزيد من تسرب الاحتقان إلى نفوس السكان ، وخاصة مستعملي الطريق الرابطة بين بلدة كرامة والريش عبر أيت خوجمان ، الطريق التي مازالت على حالها منذ عهد الحماية ، هذه الطريق التي يستعملها كذلك ، سكان المناطق التي تمر على كرامة الى الريش . وحسب فاعل جمعوي بالبلدة « س. م. «يقول : إن المسؤولين هنا في الإقليم يضحكون على ذقون الساكنة ، وأن سياستهم أضحت صورة طبق الأصل ، حيث أنه في مستهل الربيع الماضي راجت أخبار انشرح لها السكان ، مفادها أن مقاولا ينحدر من الجهة الشرقية ، فاز بالصفقة المتعلقة بتوسيع وتعبيد الشريط الطرقي الرابط بيم منجم «تبارحوت» و كرامة « ، وأن الأشغال سترى النور في غضون الأشهر المقبلة . الخبر الذي عم المنطقة لما له من ايجابيات لقضاء المصالح والسفر في ظروف مريحة ، خاصة وهم الذين يعانون الأمرين منذ ستينيات القرن الماضي جراء ضيق الطريق المليئة بالحفر و التشققات ،وما يترتب عنها من حوادث مفجعة و مصادمات بين السائقين ، ناهيك عما لحق بوسائل النقل من أضرار ، أجبرت بعض المستثمرين على توقيف مشاريعهم بالمنطقة ، كما حصل مع شركتي النقل العمومي «مجاهد و ستيام» محن كثيرة ظن الجميع أنها ستنتهي ، وسينعم المواطن «الكرامي» بالسفر عبر طريق مبلطة واسعة و مريحة ، تشجع الخواص و السواح على زيارة المنطقة التي تزخر بمناظر خلابة كاموزار كرامة .... وترفع كذلك الحصار عن مدينتي «بني تاجيت و تالسينت المهمشتين التابعتين لإقليم فكيك . لكن وبعد طول انتظار ، وبعد نفاد ترقب المواطنين لبداية الأشغال ، تبين لهم أن لا إشارة تدل على أن المشروع سيخرج إلى الوجود ، ما جعل الرأي العام المحلي يعبر من جديد عن تذمره و سخطه من السياسات العمومية التي لا تفي بالعهود ،بل تمضي في تكريس التهميش و الهشاشة .