تعيش بلدة كُرَّامَة (دائرة الريش، إقليم ميدلت) على صفيح ساخن منذ ثلاثة أيام، حيث دخلت ساكنة الجماعة القروية، التي تبعد عن مدينة الريش بحوالي 52 كلم، في "عصيان مدني" اليوم، السبت 26 أكتوبر، وأكدت مصادر محلية تحدثت ل" الرأي" على أن المطلب الأساسي للساكنة هو زيارة ملكية. وقالت مصادر محلية ل "الرأي" أن موجة الاحتجاجات بكُرَّامَة بدأت قبل ثلاثة أيام، عندما نزلت ساكنة قصور "تيجان" و"ألمو أبوري" والنواحي إلى مركز البلدة للمطالبة بفك العزلة عن قصورها وربطها بشبكات الماء والكهرباء والهاتف وتعبيد الطريق. وأضافت مصادر "الرأي" أن عشرات من ساكنة القصور المعنية احتجت أمام مقر الجماعة القروية بمركز البلدة ورفعوا فيها شعارات مطالبة بفك العزلة عن البلدة بصفة عامة وقصورهم بصفة خاصة، ومتهمة المسؤولين بالتهام ميزانيات الجماعة دون أثر واضح على تنمية البلدة. والتحقت ساكنة كُرَّامَة بالمحتجين أمس، الجمعة 25 أكتوبر، حيث خرجت أمواج بشرية في مسيرة في الطريق المؤدية إلى مدينة بوعرفة (شرقا)، قال مصدر محلي من فعاليات المجتمع المدني: "إنها ضمت أزيد من 5 آلاف محتج". وعن اختيار المسيرة لاتجاه مدينة بوعرفة (إقليم بوعرفة) بدل الاتجاه نحو مدينة ميدلت (إقليم ميدلت)، الذي تنتمي إليه كُرَّامة، أوضح المصدر ذاته أن الساكنة "تريد إرسال رسالة إلى من يهمه الأمر، مفادها أن البلدة كانت تابعة لإقليمالرشيدية ولم تتلقى أي اهتمام، ثم أصبحت تابعة لإقليم ميدلت ولا تغير حصل بها نحو الإيجاب، فربما ستتغير الأوضاع بها نحو الأفضل إذا ما تم إلحاقها بإقليم فيكيك"، مضيفا "لقد سئمت الساكنة من انتظار التغيير الذي لا يبدو أنه سيأتي". وعن مطالب الساكنة، أشار المتحدث ل "الرأي" على أن الساكنة مصرة على مطلب واحد وأساسي هو "زيارة الملك محمد السادس للبلدة والوقوف على الأوضاع المزرية التي تعيش فيها ساكنتها". وقال مصدر آخر، في تصريح ل "الرأي"، أن القائد الممتاز لدائرة الريش، حل أمس الجمعة لفتح حوار مع المحتجين في أفق دراسة وتحقيق مطالبهم، غير أنهم، يضيف المصدر ذاته، تشبثوا بمطلب برمجة زيارة ملكية. وأقدم أصحاب المحلات التجارية ومختلف المرافق الخدماتية الخاصة على إغلاق محلاتهم اليوم السبت، كما منع المحتجون "الطاكسيات الكبيرة" من نقل المسافرين، أغلق جزء من المحتجين الطريق الرابطة بين كُرَّامة والريش، فيما أغلق الجزء الآخر الطريق المؤدية إلى مدينة بني تجيت، في اتجاه تالسينت وبوعرفة، حسبما أكده قبل قليل مصدر محلي ل "الرأي". وترجح مصادر حزبية وحقوقية، في حديثها ل "الرأي" احتمال أن تشهد البلدة مزيدا من التصعيد في الساعات المقبلة خصوصا مع استمرار المحتجين في التظاهر وإغلاق الطريق من الجهتين. وتعرف البلدة خصاصا كبيرا على مختلف الأصعدة خصوصا على مستوى البنيات التحتية والصحية وتعطل الحركة التنموية.