بعدما طفحَ بهم الكيل وَخابتْ أشكالٌ احتجاجيَّة خاضوهَا قبلَ أشهر، حجَّ العشرات من سكان دوار "ألمو أبوري" الواقع شمال بلدة كرامة، مشيًا على الأقدام في اتجاه المركز، ناصبِينَ خيمة أمام مقر جماعة كرامة، تعبِيرًا عن استيائِهم من التهمِيش، الذِي ترزحُ تحتهُ المنطقة وظروف العيش الصعبة بسبب غياب بنية تحتيَّة مؤهلة. المحتجُّون، الذِين يبعدُ دوَّارُهم النائِي بحواليْ خمسة وثلاثِين كيلُومترًا عن جماعة كرَّامة، جددُوا مطالبتهم بربطهم بالعالم الخارجِي بطريقٍ معبدة، منادِين بتأمين خدماتٍ أساسيَّة كالتعليم والتطبيب والماء الصالح للشرب. ووفقًا لما أكدهُ شهود عيان في اتصالٍ مع هسبريس، سارعتْ قواتُ الأمن إلى تعزيز حضورها، مدججة بوسائل التدخل السريع، تحسبًا لأيِّ احتكَاكٍ أو انفلاتٍ أمنِيِّ، بصورة قررَ معها في نشطاء جمعويُّون ب"كرامة" الانضمامَ إلى المتظاهرِينن تأييدًا للمطالبِ التِي رفعُوها، بالنظرِ إلى كونها مطالب اجتماعية، غايتها فكُّ العزلة عن الدوَّار، الذِي يصعبُ قصدهُ مع حلول فصل الشتاء، بسبب رداءة الطقس والبرودة، وغياب طريق معبدة، تربطُ الريش بتالسينتْ. وأملًا فِي رؤية مشاريع تنموية بالمنطقة، رفعَ المحتجُّون شعاراتٍ تطالبُ بزيارة ملكية لتفقدهم، في مسيرة جابَتْ شوارع كرامة، التِي أغلقتْ بها المحلات التجاريَّة والمقاهِي، خشية تضررهم، فِي حالِ جوبهتْ المسيرة بعنفٍ من قبل الأمن، الذِي حاصر التحرك منذُ بدايته. فِي غضون ذلك، قالَ شريف بلمصطفى، أحد أبناء المنطقة في تصريحٍ لهسبريس، إنَّ البلدة ظلتْ تعيش الويلات منذ فترة طويلة، كما قبعتْ خارج اعتبار المسؤولين، ولم تستفد من أي برنامج تنموي. بحيث إنَّ كرامة لمْ تستفدْ، يقول شريف، من ملف جبر الضرر الجماعي، رغم أنها ضمتْ سجنًا كانَ معتقَلُوا تازمامارتْ قد رحِّلُوا إليه فيما مضَى"، وهُوَ ما يجعلُ الساكنة يطالبُون بزيارة ملكيَّة، تنهضُ بأوضاعهم المزرية الملحة. حريٌّ بالذكر، أنَّ بلدةَ "كرامة"، التابعة لمدينة ميدلتْ، كانتْ قدْ عرفتْ قبل عدة أشهرًا مظاهرةً رفعتْ المطالب نفسها، المتجددة يومًا، والتِي يأتِي تعبيد الطريق رقم 708 في صدارتها، و ربط الدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب و تعميم الكهرباء على بيوت المنطقة.