يواصل المئات من سكان جماعة إملشيل وجماعة بوزمو في إقليم ميدلت اعتصامهم المفتوح ومسيراتهم الاحتجاجية منذ أول أمس الخميس، للمطالبة بفك العزلة والتهميش عنهم وبرفع ما وصفوه ب»الحكرة»، بسبب غياب أبسط ظروف العيش في هذه المناطق التي يعيش سكانها «تحت الصقيع»، بما في ذلك غياب التطبيب وارتفاع ثمن حطب التدفئة وعدم توفير تعليم جيّد لأطفالهم وغياب عدول وقاض للتوثيق في المنطقة. كما ندد السكان بغياب سيارة الإسعاف، التي كان الملك محمد السادس قد وهبها للجماعة في زيارة سابقة له، حيث «اختفت عن الأنظار» ولم يستفد السكان من خدماتها نهائيا. وأضاف بعض سكان بوزمو أنه حتى إن وُجِدت بعض المستوصفات فإنها تكون إما مغلقة أو ليس فيها أي طبيب باستثناء ممرضة تقوم بوصف بعض الأدوية للمرضى دون أي استشارة طبية، مما قد تترتب عنه مشاكل أو أعراض جانبية لبعض هذه الأدوية على المريض. وأكدت مصادر من السكان المحتجّين أن الظروف «القاسية جدا» التي يعيش فيها هؤلاء السكان هي التي أمْلت عليهم الخروج عن صمتهم والاحتجاج حتى يصل صيتهم ومعاناتهم إلى جميع الجهات المسؤولة، إذ إن أبسط ما يعاني منه هؤلاء السكان الآن هو البرد القارس الذي لا يجدون وسيلة للتخفيف من حدته عنهم وعن أطفالهم بسبب ندرة حطب التدفئة، حيث إن ما حز في نفوس هؤلاء السكان الغارقين في الفقر المدقع هو أن عمالة إفران توفر حطب التدفئة لسكانها بمبلغ 500 درهم للطن، في الوقت الذي يصل ثمنه إلى 1000 درهم للطن، كمساعدة للفئات الهشة من أجل توفير التدفئة لها، في الوقت الذي تكون البرودة أكثر قسوة في مناطق إملشيل وبوزمو، ومع ذلك لم توفر السلطات المسؤولة الحطب للسكان بثمن رمزي، مثل ما وقع في إفران، حيث يضطر السكان الفقراء إلى اقتنائه مقابل 1200 درهم للطن الواحد ويعطونه الأولوية على حساب توفير المؤونة الشهرية، نظرا إلى البرودة الشديدة التي تُسجَّل في هذه المناطق، تقول المصادر نفسها، وهو ما دعا سكان 13 دوارا من هذه المنطقة إلى الخروج من أجل الاحتجاج على أوضاعهم، منها أيت علي ويكو، تيغرمت، بوزمو، تيسيلة، سونتات، تورفطيط، ألمغو، أيت عمر، تامستيرت، أقديم، تيماريين، أكدال.. وأضاف السكان أنفسهم أنه بسبب غياب مجموعة من المرافق الاجتماعية، مثل المستشفى، إذ لا وجود لأطباء في هذه المناطق يضطرون للانتقال إلى ميدلت أو الريش أو غيرهما من المناطق المجاورة، علما أن الوضع المادي لأغلبهم لا يسمح بذلك. وأكد السكان عزمهم على الاستمرار على مواصلة الاحتجاج إلى أن يتم رفع التهميش عنهم والاستجابة ل13 مطلبا ملحا ضمّنوه في بيان لهم، منها مد مجموعة من الدواوير بالماء الصالح للشرب والتي ما يزال سكانها يشربون «ماء الوديان»، وإلحاق الخليفة بمركز بوزمو وتوسيع الشبكة الكهربائية وتوفير حطب التدفئة وبناء إعدادية وتحسين جودة التعليم وتجهيز المؤسسات التعليمية وتوسيع الطرق وتقويتها وإلحاق طبيب بيطري وغيرها من المطالب.