تعيش مناطق الأطلس هذه الأيام برودة استثنائية، بدخول فترة «الليالي» التي تعرف بقساوتها وبرودتها خاصة في فترات الليل، حيث يعتمد السكان في هذه المناطق على التدفئة الخشبية، مما يجعل حطب التدفئة مطلوبا جدا، الأمر الذي يؤثر على وتيرة العرض والطلب، حيث ترتفع الأثمنة في هاته الفترة من السنة. وقد بلغ ثمن الطن من الخشب في إفران 1200 درهم، نظرا لكون هذه المدينة تشهد تساقطات ثلجية هامة جدا. وقد فسر هاته المسألة أحد الأطر التربوية بكون المدينة تضم ساكنة أغلبها ليس باستطاعته توفير المبلغ المطلوب من جهة، ومن جهة أخرى أن ثمن النقل، وتدخل المضاربين في الأخشاب أثرا بشكل واضح في ثمن الطن. ويبلغ ثمن الطن الواحد في إموزار 800 درهم، بسبب قربها من الغابات، حيث يسهل استغفال حراس المياه والغابات، لتحميل الأخشاب. أما بقرية بن صميم فلا يتجاوز ثمن الطن من حطب التدفئة 350 درهما. وأرجع بعض سكان المنطقة سبب هذا الانخفاض الكبير في الثمن، مقارنة مع مدن وقرى أخرى، إلى أن المضاربين في الخشب يتواجدون هناك، لأن استخلاص الخشب هناك من الغابات القريبة ليس قانونيا، وهذا ما يعرض التجار المضاربين لعقوبات، وحجز الكمية التي تعتبر «مسروقة». ويعتمد سكان بنصميم التي يعيش بعض سكانها فقرا، يضطر معه بعضهم الى التوجه للغابات المجاورة للحصول على الحطب. أوضح عدد من المواطنين هناك أن من بين أهم أسباب انخفاض ثمن الطن عندهم، المساومات «والمناقصات» بين الزبائن الذين يسكنون بالقرية، وبين «الحطابة»، حيث يتراوح الثمن الذي يطلبه الحطابة من الزبائن ما بين 35 درهما للحمولة الواحدة على ظهر الحمار، و 30 درهما. ونادرا ما تنخفض هذه القيمة لتصل الى 25 درهما. يذكر أنه للحصول على طن واحد من الأخشاب، يستوجب 10 حمولات أو 11 لتبرئة الذمة وإيفاء الكيل، وهكذا قد يصل ثمن الطن في هذه القرية إلى 250 درهما.