يتوقع أن يتعرض المغرب خاصة في المرتفعات الجبلية والهضاب العليا ، لموجة برد قاسية ناتجة عن انخفاض ملموس في درجات الحرارة. وقال محمد بلعوشي، المسؤول عن الاتصال بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية في تصريح لالتجديد، إن هذا المستوى من الانخفاض في درجة الحرارة غير الطبيعي يحدث في المغرب على فترات متباعدة. وأضاف أن هذا الانخفاض الذي سينتج عن كتل هوائية قطبية قادمة مباشرة من أوروبا نحو المغرب سيصل إلى ناقص 15 درجة أو أكثر فوق المناطق الجبلية والهضاب العليا. وسينتج عنه تساقطات ثلجية ستمتد حتى الهضاب الشمالية الشرقية من المملكة، مشيرا إلى أن الطقس سيظل متقلبا وممطرا ومصحوبا أحيانا بهبوب رياح قوية طيلة الأسبوع الجاري. وتعيش عدة مناطق في المغرب أوضاعا مأساوية بسبب شدة البرد و العزلة التي تعرفها بسبب الثلوج إضافة الى ارتفاع ثمن حطب التدفئة فيها أو انعدامه وانقطاع التموين إضافة إلى الأمراض الموسمية التي تصاحب هاته الفترة من السنة. و ذكر مصدر من جماعة بومية بإقليمخنيفرة أن السكان يعانون من قلة حطب التدفئة، وغلاء وسائل التدفئة، وقال في تصريح لالتجديد إن ثمن الكيلوغرام من حطب التدفئة عرف ارتفاعا مقارنة مع السنة الماضية، إذ وصل إلى درهم واحد ، أي بمعدل 1000 درهم للطن الواحد، مضيفا أن احتياج الأسر من حطب التدفئة قد يصل إلى طنين في هاته الفترة من السنة. وأضاف المتحدث نفسه أن الوضع أثر على السير العادي للدراسة، إذ يتخلف التلاميذ الذين يقطعون ما بين 3 و5 كيلومترات عن الالتحاق بالأقسام بسبب البرد ووعورة المسالك، موضحا أن قسمه بمجموعة مدارس اغزيديس، لم يستقبل يوم أمس سوى 5 تلاميذ من أصل 18 تلميذا. كما اشتكى المتحدث من ضعف التدفئة في القسم، مؤكدا أن التلاميذ يعتمدون على وسائلهم الخاصة للتدفئة، حيث يجلبون بعض الأعواد أثناء مجيئهم إلى القسم، كما أضاف أنهم خلال الحصة الدراسية ليوم الأربعاء 6 يناير 2010، اكتفوا بإشعال النار في بعض الأسمال البالية للتدفئة، بسبب انعدام الحطب. ومن جهة أخرى، أفاد مصدر مطلع من بلدية إفران، أن إقليم آزرو وإفران ومناطق تمحضيت وعين اللوح تعرف موجة برد قاسية، إذ وصلت درجة الحرارة بالمنطقة إلى أقل من أربع درجات تحت الصفر، كما تصل كمية التساقطات الثلجية إلى متر و20 سنتيما، فيصبح مشكل التدفئة هاجس السكان الأول، إذ وصل ثمن الطن الواحد من حطب التدفئة 1300 درهم السنة الماضية. مع العلم أن احتياجات الأسر تصل إلى ما بين 5 و6 أطنان، مضيفا أن الأسر المحتاجة، تتجه إلى وسائل أخرى للتدفئة كالغاز والفحم، مما يتسبب في حالات اختناق ووفيات أحيانا. ومن جهة أخرى، أشار المتحدث نفسه إلى أن المواطنين يطالبون في مثل هاته الفترة من السنة بتخفيض ثمن الكهرباء لاستعمالاته المتعددة في التدفئة، كما قام الموظفون بوقفات متتالية للمطالبة بالتعويض عن التدفئة. يذكر أن السنوات القليلة الماضية عرفت بعض الأحداث الأليمة الناتجة عن اشتداد موجة البرد وانعدام البنية التحتية لمواجهة هذا التغير في حالة الطقس ببعض المناطق، إذ تسببت موجة البرد القارس التي عرفتها منطقة أنفكو في جماعة أنمزي- تونفيت بخنيفرة خلال الفترة الممتدة بين أواسط شهر دجنبر 2006 وبداية شهر يناير ,2007 قد تسببت في وفاة 27 طفلا نتيجة إصابتهم بالعديد من الأمراض، إلى جانب إصابة مئات السكان بالتهابات رئوية حادة. كما تسببت موجهة البرد ورداءة أحوال الطقس السنة الماضية بمدينة بني ملال في وفاة 10 مشردين في فترات متقاربة. واعتبر مصدر من بني ملال، وفاة المشردين بالمدينة بالحالة الخاصة، على اعتبار أن المدينة تفتقد لدور خاصة بهاته الفئة من المواطنين. وفي السياق ذاته، عرفت بعض المناطق موجة احتجاجات تمثلت في وقفات احتجاجية واعتصامات، ففي مدينة بني ملال، اعتصم السنة الماضية 70 فردا من قبيلة تنكارف نايت عبدي أمام بلدية بني ملال لمدة 15 يوما، للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، التي تزيد سوءا كلما حل فصل الشتاء بسبب انعدام البنية التحتية، وانعدام خشب التدفئة، وارتفاع أثمنة املواد الغذائية إلى أربعة أضعاف أحيانا.