يعتبر موسم ايت حديدوامن بين المواسم في المغرب التي ذاع صيتهاو يطلق عليه تارة موسم املشيل أو موسم الخطوبة وفي كلا التسميتين اختزال مجحف للأهداف والغايات التي من اجلها أقيم الموسم ابتدءا وفي الحقيقة اقرب التسميات إلى الواقع هي موسم سيدي احمد اولمغني إذ لايمكن بأي حال من الأحوال أن نخرج الموسم عن سياقه التاريخي وخلفياته العقائدية والفكرية فموسم سيدي احمد اولمغني على غرار مجموعة من المواسم التي تقام على صعيد المملكة المغربية أساس إقامتها تدور حول معتقدات صوفية وللعلم فان هذا الموسم كان يقام قبل استقرار قبائل ايت حديدو باسيف ملول ولم تدعي أي من القبائل الثلاث أو الأربع= ايت إبراهيم الذين يقال بان أصلهم أدارسة من أبناء مولاي عيسى بن إدريس دفين ايت أعتاب قبيلة ايت يعزا والتي تنتمي في جذورها إلى قبائل صنهاجة وقبيلة ايت جرهور والذين هم أخوة لايت إبراهيم وايت عمرو سواء ايت حدو وعمرو المستقرين بتلمي واوتربات وبوزمو أو ايت ايكو اوعمرو الذين هم سكان انفكو وترغيست وتغدوين واغدو ولقد كان ايت يكو وعمرو يسكنون اقديم بالقرب من الموسم وبعد الصراع الذي نشب بينهم وبين ايت إبراهيم هاجرو واستقروا بتليشت وأمرهم ابوسالم العياشي رحمه الله بالاستقرار باقا ن انفكو هذه القبائل التي تسمى اجمالا ايت حديدوا= انتساب الولي الصالح إليها حتى قبيلة ايت عمرو التي يرقد جثمان الولي رحمه الله بها وقد حكى عم الوالد رحمه الله سيدي علي اوطالب قال لما اراد المستعمر ان يلحق نسب ايت عمرو بسيدي احمد اولمغني سال أعيان القبائل ومنهم العم المذكور وكان ذا دراية وعلم وقد عده المعزوزي في كتابه= الكفاح المغربي المسلح =من علماء المنطقة بان أصل الولي من وزان وكان على الطريقة الشاذلية الصوفية وكان يأتي أيام الصيف إذ يأتي الرحل لقضاء الفترة مابين يونيو وشتنبر بالمنطقة فإذا ارادو المغادرة أقاموا موسما لعقد القران هناك فلما مات رحمه الله اتخذ قبره مزارا وموسما سنويا لكل القبائل المحيطة بالمنطقة ايت حديدو وغيرهم ومازلت اذكر في فترة الصغر إلى حدود التسعينات من القرن الماضي مباركة بعضنا لبعض زيارة الموسم والولي رحمه الله لكن للأسف لما تحركت عجلت التطور وغزا الإعلام وأصبح مؤثرا كبيرا في تغيير مجموعة من الأمور نسجت أساطير وحكايات وخيالات لا أساس لها من الصحة فغير اسم البحيرتين من ازلي وتزليت الى اسلي وتسليت واختزلت تسمية المنطقة في املشيل وهو فقط احد دواويير المنطقة اما المنطقة فتسمى بايت حديدو وان وجدت الإدارة والمركز باملشيل الذي يعتبر عاصمة للمنطقة وليس كل المنطقة وأقيم بدلا من الموسم المهرجان فاخذت تضمحل كلمة الموسم وتقوم مقامها كلمة المهرجان وهذا نداء للرجوع بالأشياء إلى أصولها والله المستعان واليه المرجع وعليه التكلان