الأستاذ مصطفى فارس الرئيس الأول لمحكمة النقض بالمملكة. مراكش بريس. خلال الدورة التكوينية التي نظمتها محمكة النقض بالمملكة المغربية، في سياق طبعتها الأولى، تحت شعار ” القضاء والإعلام : شركاء في خدمة المواطن” والتي حضرتها مجموعة من الفعاليات القضائية من محكمة النقض، والعديد من الرموز القضائية الوطنية والجهوية، يتقدمهم الأستاذ عبد الإله المستاري، الوكيل العام للملك، وبعض الإعلاميين المنتمين لمختلف المنابر الصحفية المرئية والمسموعة والمكتوبة، تقدم الأستاذ مصطفى فارس ، الرئيس الأول لمحكمة النقض ، بكلمة تأطيرية كان لها الدور الفعال في رفع إيقاع النقاش الإيجابي حول العلاقة الكامنة بين القضاء والإعلام، وإثراء المداخلات التي عرفتها الدورة على مدى يومين بمراكش. وحرصا من “مراكش بريس” على تنوير قرائها وإعطائهم رؤية قريبة عن تطورات القضاء المغربي من خلال محكمة النقض، كأعلى هيئة قضائية بالوطن، ونظرتها للإعلام الوطني بكل أطيافه، نسوق كلمة الأستاذ فارس في مجملها. بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين السيدات والسادة الأفاضل أرحب بكم وأشكركم على تلبية الدعوة وأتمنى لكم مقاما طيبا بمدينة مراكش الزاهرة, لقاؤنا اليوم يأتي انطلاقا من إيماننا العميق بأن التعاون بين السلطة القضائية وسلطة الإعلام هو السبيل الوحيد للنهوض ببلادنا، فهما الشريكان في الدفاع عن قيم الديمقراطية والعدالة وتحقيق الإصلاح المنشود في جميع الميادين، فالقضاء القوي المستقل هو حامي الحقوق والحريات وضامن الاستقرار، والإعلام الجاد النزيه هو من يوجه إلى الإصلاح ويرصد التجاوزات والمخالفات, تذكرون أيها السيدات والسادة الأفاضل أنني قلت في الندوة التي انعقدت بالرباط حول علاقة الإعلام بالقضاء، لا بد للوصول إلى إزالة سوء الفهم بين هاتين السلطتين، هو إشاعة ثقافة حقوقية في إطار إعلام حقوقي وقانوني متخصص ومؤهل بعيدا عن الإثارة الإعلامية (بهدف الوصول إلى توازن وتكامل بين الإعلام والقضاء) ويأتي لقاء اليوم تحقيقا لهذا الهدف الذي نتوخى منه تعزيز الثقافة القانونية لدى الأخوات والأخوة الإعلاميين بهدف الرفع من مستوى الأداء الإعلامي في المجال القضائي, كما نهدف من خلال هذا اللقاء إلى تعزيز التعاون القائم بين محكمة النقض وبين جميع المنابر الإعلامية بمختلف اتجاهاتها وقد كانت محكمة النقض سباقة إلى تعيين قاض مكلف بالإعلام. لقاؤنا اليوم أيها السيدات والسادة هو لقاء أخوة وشراكة نصبو من خلاله إلى توطيد أواصر التعاون والاحترام بيننا, والعمل معا إلى الدفع بقيم العدالة والحرية والمساواة تحقيقا لما جاء به الدستور الجديد من رفع القضاء إلى سلطة مستقلة ومن ضمان لحرية الصحافة وعدم تقييدها بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية ومن إعطاء الحق للجميع في التعبير ونشر الأخبار والأفكار والآراء بكل حرية ومن غير قيد. الحضور الكريم، سينصب هذا اللقاء الأول بالأساس على جانب المسؤولية الجنائية والمدنية وستتواصل لقاءاتنا بعد شهر رمضان المبارك إن شاء الله لتدارس مواضيع أخرى لها أهميتها في الميدان الإعلامي، هدفنا كما قلت خلق تعاون مثمر للوصول إلى تكامل حقيقي بهدف تعزيز استقلال القضاء والإعلام خدمة للوطن والمواطن وهو شعار هذا اللقاء الأول, نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا إلى إحقاق الحق والجهر به دون خوف أو محاباة. والسلام عليكم ورحمة الله