لاتزال جماعة تسلطانت تتخبط في مزاعم إعادة هيكلة بعض دواوير الجماعة وسعي المسؤولين بها إلى تشريد الساكنة، رغم الأموال العملاقة التي يرفل أعضاء الجماعة في نعيمها.ومع ذلك يستغرب كل إعلامي حل بالجماعة، وطالب بالورقة التقنية للجماعة كون هذه الأخيرة لا تتوفر على أية إشارة إلى ذكر مداخيل الجماعة، حيث بات من باب المعلوم لدى عموم الإعلاميين والباحثين وحتى المستثمرين أن البطاقة التقنية حول الجماعة لا تقدم أي رقم حول الميزانية.. تسلطانت كجماعة مراكشية، ترتبط بإمتدادات المدينة، يمكن تقسيمها إلى تسلطنت النافعة، النائمة في العسل والزهور والحلويات، والمتوسدة على مأدبات الشواء والبسطيلة والغنى الفاحش، والترف الذي ما بعده ترف، وتسلطانت الغير النافعة التي يرزح في كنفها ساكنة دواوير الهنا والهبيشات والكواسم تحت مطرقة الظلم الجماعي، والنسيان والتهميش نتيجة تكالب المنتخبين والمنعشين العقاريين والسلطة المحلية ضد كرامتهم ومصالحهم. دوار الشريفية وبدوار الهنا وبدوار الهبيشات، ودوار سيدي بيبي تلوح تسلطانت الغير النافعة من بعيد، لتكشف وجه المأساة حول ساكنة أتعبتها تراكمات الظلم والوعود الكاذبة والتهميش الذي لحقهم من خلال غمط حقوقهم أو تهديدهم مرارا بهدم بيوتهم بالقوة، ووعيد يوضح حجم الأضرار . وكأي جماعة منسية ومريضة، تفتقد جماعة تسلطانت إلى أبسط مقومات تعزيز وتأهيل مواردها البشرية المحلية، وأقل الأجواء لتأسيس شروط تنمية محلية ناجعة . فمداخل التنمية الوطنية والمحلية غائبة عن الجماعة الشقية بمجلسها، خاصة في شقها الغير النافع، وحظها مقطوع من التنمية التي ينص عليها الميثاق الجماعي الجديد والتي تنطلق ملامحها من الدائرة والجماعة، إلى الجهة والوطن، بكل طاقاته وإمكاناته المؤمنة بالمغرب الموحّد في التقدم والنماء. الجميع يتساءل عن نصيب تسلطانت الغير النافعة من اهتمام رئيس جماعة تسلطانت، والذي هو بالمناسبة نائبها في البرلمان،حيث لم يكلف نفسه حتى عناء فتح مكتب لإستقبال شكايات وإحتياجات المواطنين ونقلها للمسؤولين المحليين والجهويين والوطنيين، حسب الموضوع والوجهة والإدارة الوصية، وكأنه ينتظر قرب الإستحقاقات التشريعية والجماعية لقيادة حملة انتخابية سابقة لأوانها. وما حظ تسلطانت الغير النافعة طبعا للرئيس وحاشيته من عمليات تثبيت الديمقراطية التنموية، وطرح الأسئلة البرلمانية حول ويلاتها ومصائبها؟ ساكنة تسلطانت الغير النافعة، هم ضحايا بعض المقدمين وبعض الشيوخ وبعض أعوان السلطة وبعض المنتخبين ممن لاحظ لهم من أخلاق مغربية ولا تربية وطنية ،والوعود الكاذبة ، التي إنفضحت بعد عملية هدم المنازل الأخيرة ، والتسريع بفنائها رغم أن المهلة التي أعطيت للسكان لم تكن كافية، بل مجحفة لاتراعي الأبعاد الإنسانية، بل أن حتى المسجد بات في عداد المهددين بالزوال، يترنح بين المد والجزر ليظل هؤلاء محرومون من أبسط ملامح مغرب القرن الواحد والعشرين، تغيب عنهم الصحة والسكن اللائق،واهتمامات الإدارة والماء الصالح للشرب والكهرباء المتواترة والتواصل والنقل والبيئة الصالحة للعيش وللتمدرس وللعطاء وللمواطنة الحقة. ومثل النار في الهشيم تتناسل الشائعات يوميا في تسلطانت الغير النافعة حول نائب الرئيس المكلف بالتعمير الذي باع المواطنين لمؤسسة العمران حين وافق على إعادة الهيكلة في ظل شروط وصفت من طرف الفاعلين الجمعويين بالمنطقة بالمجحفة، كما أنه ظل يمنع تراخيص الترميم لبعض ساكنة دوار الهبيشات أو ربطهم بشبكة الكهرباء. والغريب في نفس الوقت هو تنامي البناء بشكل كبير لأسباب لا تزال مجهولة، ووقائع تشريد عشرات الأسر، ممن أضحوا لا يملكون سقفا يأويهم ويضمن إستقرارهم، وتشريد أبناءهم وتعريضهم للشارع، والزيادة في تكريس ظاهرة الهدر المدرسي، التي تعتبر منطقة الشريفية مستودعا طبيعيا لها بإمتياز . أما في تسلطانت النافعة حيث تستقيم القصور الباذخة، والفيلات الفاخرة على خط من صمت وإجحاف مبرزة بشكل واضح التناقض المخجل تنمويا، – وليس طبقيا بطبيعة الحال – ، بين ساكنة الدواوير المسحوقين والمغلوبين عن أمرهم وبين الأغنياء الأجانب عن الجماعة طبعا، ممن تسترضيهم الجماعة إدعاء لتشجيع الإستثمار الذي لا ينعكس عن الدواوير وطلبا للتنمية التي لا تشتم رائحتها لا في الأكواخ بتسلطانت الغير النافعة ولا في المسالك الموحلة أو الخطارات المزبلية أو الآبار المستنزفة المياه في صمت مخجل .... ولأن بعض أعضاء الجماعة قد أخئوا طريقهم نحو خشبات المسرح ، وجلسوا على كراسي الجماعة ليمثلوا الساكنة، فهم دائما يتقنون دور التلويح بالإستقالات الفردية والثنائية والجماعية. فأبو لحية مشفطة كان دائما، وثلاثي عصابة “حسب لله” رددوا مرارا أنهم مستعدون لتقديم استقالتهم إذا لم تحترم مصالح المواطنين.الشيء الذي دائما بالمقابل اعتبره الساكنة مجرد در للرماد في العيون ، فالواقع لا يرتفع وهو منافي لما يقال، حيث أن عدد الدور مثلا في دوار الهبيشات وفي غيره لاتزال ترتفع خفية عن أعين المنتخبين والسلطة المحلية، وأن المضاربين لايزالون يستفيدون من تنامي هذا البناء، وأنتشار الظاهرة . والواقع أن عدد من ساكنة تسلطانت الغير النافعة دوار الهبيشات والهنا وغيرهما يؤكدون في كل مناسبة أنهم ليسوا ضد الهيكلة كما يحاول بعض المسؤولون والمنتخبون المنتفعين من تسلطانت النافعة، الإشاعة عنهم، ولكنهم مع تعويضات في مستوى الأضرار التي ستلحقهم من جراء إعادة الهيكلة، مظهرين أن جلسات الحوار التي كانت تعقدها معهم السلطة المحلية لا تمت بتاتا بالحوار بصلة بل جلسات للتهديد والتخويف.مطالبين بضرورة تدخل السيد الوالي شخصيا للوقوف على حجم معاناتهم على إمتداد تسلطانت الغير النافعة وإيجاد حلول ناجعة وعادلة لهاته المشاكل التي باتت تؤرقهم، وتؤرق أطفالهم حيث أن عددا منهم أصبح يلازم بيته مخافة أن تأتي الجرافات يوما وتقضي على حقوقه وتشرد أطفاله وتقطع مصدر رزقه.