تعاني جماعة تسلطانت بمراكش منذ مدة غير قصيرة، من غياب تام للعديد من الواجهات التنموية، تفضحها تراكمات الأزبال التي بدأت تطوق منطقة تسلطانت من كل حدب وصوب، حيث صارت الجماعة ترفل في “نقائم” كل أنواع التلوث، مما صار يندر بالأمراض والأوبئة ويهدد الأمن الصحي لساكنتها، خاصة وأن بعض الساكنة في الدواوير الواقعة بتراب الجماعة صارت تلقي بنفايتها الصلبة والسائلة في الخطارات والمسارب المائية، والتي كانت في سابق العهد تعج بالحياة والسكينة، باتت تعرف نسبة عالية من التلوث، تهدد الفرشاة المائية بشكل صريح،مما يندر بكارثة غير مرتقبة،ينام عنها مسؤولي مكتب الجماعة المنتخب، نومة أهل السقف، في نفس السياق تبدو بنايات المدارس والمؤسسات التعليمية، على قلتها مترهلة، ومتقادمة ، كأنها لاتنتمي لمغرب القرن الواحد والعشرين،إضافة إلى غياب المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية، حيث يقطع التلميذات والتلاميذ يوميا عشرات الكيلومترات من أجل انتظار وسائل النقل، على الطريق المؤدية الى تحناوت والى امزميز والتي قد تأتي وقد لاتأتي من أجل إيصالهم للإعداديات والثانويات بمراكش، على غرار إعدادية الليمون وإبن البناء والمنصور الذهبي بمراكش، مما يجعل مجموعة من التلميذات يتعرضن للتحرش الجنسي من طرف المنحرفين وذوي السوابق ممن أصبحت تعج بهم المنطقة، رغم الجهود الكبيرة والطلائعية التي تقوم بها مصالح الدرك الملكي، في المنطقة. إلى ذلك تشن على رئاسة الجماعة، حملة من الانتقادات المدنية، والجمعوية تتساءل عن موقعها ضمن التحركات الكبرى التي تعرفها الجماعات المحيطة بمراكش، خاصة وأن الجماعة ولمدة سنوات لم تفكر ولم تعر اهتماما حتى في خلق شراكة مع شركة ألزا لفك العزلة عن الدواوير البئيسة، والتصدي للهدر المدرسي، الذي يتشدق البعض بمحاربته كلما حانت الفرصة. في حين تتساءل جهات حقوقية حول الوجهات التي تصرف عليها أموال طائلة،والتي لاتصب في تنمية السكان، لتصبح مجرد هيكل فارغ الوفاض، فضلا عن العزلة التامة لبعض مناطق الجماعة، نتيجة الإفتقار إلى الطرق، رغم أن ميزانية كانت مخصصة في هذا الصدد، وارتفاع وثيرة الهشاشة والفقر والتهميش في صفوف الساكنة. وتبقى “أغنية” إنقطاعات الكهرباء المتكررة والمفاجئة هي سيدة الموقف في تسلطانت بمراكش، حيث تكبد المواطنين خسائر فادحة على مستويات آلياتهم التجهيزية وموادهم المنزلية، وتزيد من إرهاق وضعهم المالي، رغم كون جماعة تسلطانت تعتبر منطقة استثمارية تستحوذ على أكبر المنشئات السياحية والترفيهية على غرار ملاعب الكولف ثم الفنادق الفخمة فإنها في العمق تعد من ساكنتها من أفقر ساكنات جهة مراكش تانسيفت الحوز، إذ يغلفها الفقر من كل جانب، وتسيطر على منافذ إصلاحها لوبيات الاغتناء عن طريق التصريح للبناء العشوائي، ومناهضة الإمتثال للقوانين الجاري بها العمل. مراد بولرباح