دعهم يبغضوننا ما داموا يخشوننا" شعار دائما يتردد من أفواه الصهاينة سواء في حرب تموز أو ما قبلها في صبرة وشاتيلا أو بعدها في قطاع غزة ،فما البغض الذي تقصده إسرائيل ؟هل مقاومي غزة فقط ؟بل العرب بأكملهم سواء كانوا حلفائها أو المنددين بالجرائم التي تقترفها في حق المدنيين، لكن تساهل العرب والغرب مع إسرائيل جعلها تتجاهل الإنتقاد وتتمادى في رد القفا تجاه الإحتجاجات الشعبية العربية في حين يلوذ الحكام العرب إلى صمتهم الرسمي وكأن قطاع غزة ضلع أعوج في فلسطين .أما الغرب بأسره فهو مختلف ومشاعر الأوروبيين بدأت تتغير حسب الأحداث ، فبعد أن حظيت إسرائيل بتعاطف أوروبي واسع أوشكت أن تفقد ذلك شيئا فشيئا، لأن عدوانها وبالأخص على الأطفال الأبرياء والشيوخ والنساء حطم كل القيود ، فحاكم بني جلدة فرعون "مصر" مثلا يزيد رئيسها الطين بلة للجرحى والجوعى الفلسطينيين في معبر رفح ،وتورطها العلني بالتضامن مع أصحاب اللغة اليديشية ، وهي لغة قديمة استوعبها الصهاينة من أوروبا الشرقية عندما هاجر اليهود من ألمانيا إلى إسرائيل ، فأقدمت هذه الأخيرة على إعلان دولتها ، وهاهي الآن تنفذ كل ما يخلوا لها من همجية بدعم من المرجوم بالحذاء رقم 44 بوش الذي زج بالعالم في عدة حروب ومآس دامية وصراعات وتدخل في الشؤون الداخلية للدول وأكثر أعدائه الآن الدول الإسلامية التي ذاق منها الكعك المر عندما أمطرت طائرات أتباع أسامة بن لادن الأمريكية الصنع واشنطن ، وقد ذكرت أسبوعية "لكسبرس" الأمريكية في مقابلة خاصة مع "روبرت مالي" مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون والمدير الحالي لقسم الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية ، قال فيها أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قد تتخذ موقفا أكثر ليونة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس وإنها ربما توكل المهمة إلى دول أخرى ،فحماس ليست حركة إرهابية كما يظن الغرب وبعض خونة العرب ، وإنما الإرهابيون الحقيقيون هم أصحاب القبعة الصغيرة لما يقترفونه من شواء آدمي وتشتيت أجسام الأطفال بالمدافع مباشرة ، رغم إلحاح الجمعيات الدولية لحقوق الإنسان على إختراء إسرائيل للبنود والقوانين المتعلقة بحماية المدنيين في حربها الهوجاء ، ورغم بوح منظمة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"بعدم استهدافها مرة أخرى ، يبقى الأمل دائما مجرد أحلام مع المجرمين ، والآن يستخدمون قنابل فسفورية حارقة تأكل الحي والميت وتأتي على الأخضر واليابس ، وكل ما تلعبه الدولة العبرية في الميدان الفلسطيني تلعب فيه أمريكا أيضا دورا مهما بدعم لوجستيكي ومعنوي لأحفادها في إسرائيل ، ولعبت دورا خبيثا في القضية الفلسطينية منذ البداية ، حيث ناصرت الصهاينة الغزاة الغرباء على أرض فلسطين وانحازت للباطل وأنكرت حق الشعب الفلسطيني على أرضه ، فهل ستظل القضية الفلسطينية في مأزق دائم دون أن تضع الحرب أوزارها ؟فاصبري واصمدي يا غزة العزة النصر آت وقلوبنا معك رغم موت ضمير حكام العرب.