في عصر تسارع المعلومات وانتشار الأخبار الزائفة، يظهر بين الحين والآخر أشخاص اختاروا، لسبب أو لآخر، الاصطفاف ضد أوطانهم، مستغلين المنصات الإعلامية لبث الأكاذيب والتحريض على الفتنة. هشام جيراندو، الذي خرج مؤخرًا في تسجيل مصور مليء بالمغالطات والافتراءات، ليس سوى مثال صارخ على هؤلاء الذين يحاولون النيل من استقرار البلاد وزرع الفتنة بين أبناء الوطن.. الملكية المغربية : ركيزة الاستقرار وضامن الوحدة على مر التاريخ، كانت الملكية المغربية عامل استقرار ومحورًا لتماسك الأمة. فمنذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، شهد المغرب تحولات جذرية في مختلف المجالات، بدءًا من الإصلاحات السياسية، مرورًا بالتنمية الاقتصادية، وصولًا إلى تعزيز الحقوق والحريات. هذه الإنجازات جعلت المغرب نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، حيث نجح في تحقيق التوازن بين التحديث والحفاظ على هويته التاريخية. وبالرغم من كل هذه الحقائق الملموسة، يحاول جيراندو ومن يسيرون على نهجه قلب الواقع، متجاهلين أن العلاقة بين العرش والشعب في المغرب ليست مجرد نظام سياسي، بل هي عقد اجتماعي وثقافي متجذر في وجدان المغاربة، قائم على البيعة والولاء المتبادل. التضليل الإعلامي: أداة الخونة لضرب الاستقرار ما فعله هشام جيراندو ليس مجرد رأي شخصي أو تحليل سياسي، بل هو جزء من حملة دعائية مغرضة تهدف إلى زعزعة الاستقرار. من خلال التلاعب بالمصطلحات وترويج مزاعم لا تستند إلى أي أدلة، يحاول تسويق صورة مغلوطة عن الوضع في البلاد. لكن الحقيقة واضحة لكل من يمتلك الحد الأدنى من الوعي السياسي: المغرب، بقيادته الرشيدة، يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، ويتعامل بحنكة مع التحديات الداخلية والخارجية. أما هذه الادعاءات الواهية، فهي ليست سوى محاولة يائسة للتأثير على الرأي العام، لكنها لن تلقى صدى لدى المغاربة الذين يدركون جيدًا طبيعة وطنهم وأسس استقراره. الخيانة لا تُغتفر والمغاربة بالمرصاد في كل دول العالم، تُعتبر الخيانة العظمى من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، لأن المساس بأمن الدولة ووحدتها هو تهديد مباشر لوجودها. وما فعله هشام جيراندو ليس مجرد انتقاد سياسي، بل هو تحريض مكشوف وتشكيك في شرعية المؤسسات الوطنية، وهو أمر لن يقبله أي مغربي غيور على وطنه. المغاربة، الذين عبر التاريخ واجهوا كل محاولات زعزعة استقرارهم، يدركون جيدًا أن مثل هذه الألاعيب الإعلامية ليست سوى فقاعات سرعان ما تتلاشى أمام صلابة الدولة وقوة مؤسساتها. وبدلًا من الانسياق وراء المغرضين، يظل المغاربة ملتفين حول ملكهم ومؤمنين بثوابت أمتهم. خاتمة الخيانة ليست مجرد كلمات تُقال في تسجيلات مصورة، بل هي موقف يعكس عداءً واضحًا للوطن ومصالحه. والمغرب، الذي استطاع أن يبني دولة قوية ومزدهرة رغم كل التحديات، لن يكون لقمة سائغة لمن يسعون لنشر الفوضى. أما الأكاذيب التي يروجها أمثال هشام جيراندو، فلن تغير شيئًا من حقيقة واحدة: المغرب ماضٍ في طريقه، والمغاربة يعرفون جيدًا من معهم ومن ضدهم. يذكر أنه في تطور جديد يكشف عن حجم تفشي جرائم التشهير والابتزاز عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قرر وكيل الملك بالمحكمة الزجرية في الدارالبيضاء، إيداع أربعة أفراد، بينهم شقيقة هشام جيراندو وزوجها وابناها، السجن المحلي عكاشة، بتهم تتعلق بالمشاركة في التشهير والابتزاز، على أن تتم إحالتهم على هيئة الجنايات في أولى جلسات المحاكمة. وجاءت هذه الاعتقالات عقب تحقيقات دقيقة أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد أن تم توقيف المتهمين الأربعة ووضعهم رهن الحراسة النظرية، في إطار البحث التمهيدي الذي جرى تحت إشراف النيابة العامة. هذه التحقيقات انطلقت عقب شكاية تقدم بها أحد الضحايا، والذي تعرض لحملة تشهير ممنهجة عبر صفحات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتكشف هذه القضية عن امتداد شبكة متخصصة في التشهير يقودها هشام جيراندو، المعروف بإدارته لصفحة "تحدي"، والتي سبق أن وُجهت إليها اتهامات عديدة بالضلوع في حملات إلكترونية تستهدف شخصيات عامة وخاصة، بغرض الابتزاز أو تصفية الحسابات. ويبدو أن التحقيقات الأمنية الأخيرة تؤكد تورط عائلته المباشرة في هذه الأنشطة الإجرامية، مما يعزز الشكوك حول كون جيراندو العقل المدبر لهذه العمليات.