أصبح ميدان الصحافة كحقل للألغام فما أن تأخذ القلم لتبدأ بالكتابة حتى تصطدم بمناطق لايجوز لك حتى التفكير فيها وبالأحرى الكتابة عنها ،ولا مجال للخطأ فالغرامات المالية الثقيلة والعقوبات السالبة للحرية تنتظرك والقضاء البطيء يتحول إلى سريع، فتبدأ المحن والمشاكل وتصبح مجرما وغير مرغوب فيك حتى من الأصدقاء، وتوصد الأبواب في وجهك وان زدت عنادا ولم تدخل الصف زادت المحن، وان عدت إلى رشدك حسب تعبيرهم وتحولت إلى بوق المخزن انفتحت لك أبوابه وتصبح صحافيا مرموقا، العديد من خيرة الصحافيين اختفوا ولم يعد لهم وجود والبعض فضل الهجرة والبعض الأخر التجأ إلى الشبكة العنكبوتية من اجل التعبير عن رأيه بعد أن سدت كل الأبواب في وجهه، أما القلة القليلة فلازالت تراوح مكانها تنتظر مصير زملائها، مما ولد كبتا ذهنيا للصحافيين وشعورا باليأس بسبب انعدام مناخ الحرية في بلد يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن العكس هو الصحيح فالدولة التي تقيم الدنيا وتقعدها لمجرد رسم كاريكاتيري لا يمكن تصنيفها إلا ضمن الدول الرجعية فكان الأولى أن تتحرك آلة القضاء باتجاه ناهبي المال العام المفسدين والمرتشين الذين يتمركزون في المحاكم والمستشفيات ومديريات الأمن الوطني المتخصصين في تزوير المحاضر والابتزاز عوض متابعة الصحافيين الذين يساهمون في تنوير الرأي العام بدل تزييف الحقيقة ونهج سياسة كولو العام زين .