"هك اي تاونزا" (هذه غرتي) هو عنوان ديوان شعري أمازيغي، مترجم للغة الفرنسية، صدر مؤخرا عن مطابع بلفقيه بالرشيدية لمؤلفه الشاعر والكاتب علي إيكن. ويحاول المؤلف من خلال هذا الديوان، الذي يقع في 71 صفحة من الحجم الصغير والذي قامت الفنانة السويسرية كورالي ديلفال بتزيين غلافه بلوحة فنية جميلة، تقريب الجمهور الفرنكوفوني من الثقافة الامازيغية، وذلك بترجمة 130 "إيزلي" ( بيت شعري) أمازيغي الى اللغة الفرنسية. وأبرز الشاعر الامازيغي علي ايكن، أنه يقدم في ديوانه للقراء مجموعة من الابيات الشعرية التي تتناول مواضيع الحب والتسامح والسلام والحرب، موضحا أن "ايزلان" تعتبر ممارسة شعرية يومية ويتم القيام، على الخصوص، في مواسم الحصاد وتلقيح أشجار النخيل وحفلات الختان والزواج. ويحكي كل "إزلي" قصة أو يسجل حدثا أو ينقل أفعالا أو أقوالا مأثورة. وهكذا يتم الحديث عن واقعة تعود الى بداية القرن 20 لاستحضار ذكرى المعركتين الكبيرتين ضد الاحتلال الفرنسي بالمنبهة ( 1907) وبوذنيب ( 1908). كما تخلد هذه االأشعار الصراعات القبلية بالجنوب الشرقي للمغرب مثل الغناء الشعري الذي أنشد سنة 1930 تكريما ل26 شابا من قبيلة "افرتوماش" الذين قتلوا في كمين نصبه محاربو قبيلة ايت حمو قرب جبل بوعروس. ولاحظ علي ايكن، الذي يرى أن ( إزلي) لا يكتسب حقيقته إلا في اطاره الموسيقي الخاص به، أن "مشكل ترجمة الأبيات الشعرية من الامازيغية الى اللغة الفرنسية يتجسد في العناصر التي لايمكن ترجمتها في هذا "الحنين" من قبيل الايقاع والموسيقى الشعرية". وكتبت السويسرية سيسيل غيفارش في مقال في نهاية الديوان الشعري أنه إذا كانت العديد من الشعوب قد فقدت ثقافاتها مثل شعبي الأنكا والأزتيك، "فإن الحال ليس كذلك بالنسبة للامازيغ الذين تمكنوا من الصمود والحفاظ على هويتهم الثقافية". وكتب علي ايكن أن "الكتابة إبداع، والكلام طبع، وغياب الريشة يشحذ عبقرية الذاكرة، والشاعر المتجول (التروبادور) يمكن أن ينشد من الذاكرة آلاف الابيات الشعرية كباقي الشعراء المتجولين خلال القرنين ال12 وال13 بفرنسا".