صدرت حديثا ثلاثة دواوين شعرية لثلاث شاعرات مغربيات (زبيدة الخواتري ومليكة واليالي وفتيحة النوحو) يجمع بينهن ألق الموهبة الشعرية ودفقها الفياض ولا يفرق بينهن امتهانهن للصحافة والإعلام وشغفهن برائحة الورق والمداد. فقد صدرت الطبعة الأولى (2010) من ديوان "مساءات" للشاعرة زبيدة الخواتري متضمنا تسعة أقسام أولاها بعنوان "مناجاة على رصيف الغياب" (10 قصائد)، وثانيها بعنوان "اشتغال ستائر الروح على شرفة الفجر" (9 قصائد)، وثالثها بعنوان "لوحة لوجه يتوسط الأفق" (11 قصيدة)، ورابعها بعنوان "ابتهالات على شفير الارتقاء" (14 قصيدة). أما خامس الأقسام فهو بعنوان "تقاسيم على أوتار الجنون"( 11 قصيدة)، وسادسها بعنوان "خيبات بطعم مختلف"(11 قصيدة)، وسابعها بعنوان "قلق على مفترق الدواخل" (11 قصيدة)، وثامنها بعنوان "تقاطعات على حدود دمي" (10 قصائد) فيما يضم تاسعها وهو موسوم ب "جسد في مهب الرغبات" عشر قصائد. ويقع الديوان، الصادر عن دار قرطبة للطباعة، في 128 صفحة من الحجم المتوسط. وقد صدر في طباعة أنيقة مع لوحة الغلاف وتصميمه للفنان والروائي ياسين بهوش ولوحات داخلية للفنانة أميرة بنبراهيم. يشار إلى أنه صدر للشاعرة والإعلامية زبيدة الخواتري، سنة 2000 عن دار القرويين، ديوان أول بعنوان "حضور" كما شاركت في محافل ثقافية وأدبية داخل المغرب وخارجه وأجرت حوارات مع عدد من الشعراء والأدباء العرب من ضمنهم أدونيس ومريد البرغوثي ومريد البرغوثي وغيرهم نشرت بعدة جرائد وطنية وعربية وبمواقع إلكترونية. من أجواء الديوان "لا تتناثر رذاذا / أشلاء.../ لا تستسلم هكذا لآخر النزوات/ كخفاش دوخه قنديل المساء../فأنت شيطان الظلام../ شيطان الشهوات/ وزير النساء.../الحب في أعرافك لهو/ الحب استبداد/وكل الأحاسيس، في المودة، هراء.." (قصيدة "مزاجي" ص 49). أما "حرائق الريحان" فهو عنوان الديوان البكر للصحافية والشاعرة مليكة واليالي الذي صدر حديثا (2010) عن سعد الورزازي للنشر مع لوحة الغلاف وتصميمه للفنان والروائي ياسين بهوش ولوحات داخلية للفنان عزيز بومهدي. تقول الشاعرة في إهداء الديوان، الذي يقع في 79 صفحة من الحجم المتوسط، "كتبتك رسولا لقلبي، وأكتبك الآن، تراتيل لرمادي المشتعل". ويقول الشاعر توفيقي بلعيد في مقدمة الديوان "في تجربة الشاعرة والصحافية مليكة واليالي، التي اختارت لها عنوانا شاعريا "حرائق الريحان"، إصرار واضح وسعي حثيث للقبض على الشعر من زوايا مختلفة، وهي في سبيل ذلك توظف الصورة والأسطورة وكل إمكانيات اللغة، مستثمرة رصيدها المعرفي بشقيه الحسي والثقافي من أجل أن تمد، باتجاه الآخرين، جسر الياسمين...". ويتضمن الديوان 43 قصيدة من عناوينها "غمامة تشبهني" و"تراجيديا المهاوي والحلم" و"صهيل الرماد" و"سعير أسئلة" و"اعترافات احتراق" و"لغة بحجم حريق" و"وردة في حضرة الجحيم" و"شموع إلى فارس حيفا" وهي مهداة إلى ذكرى الشاعر الكبير محمود درويش. من أجواء "حرائق الريحان" .." كنت امرأة لفجر قادم/ كنت صبحا لمرآة معلقة/ أتأبط ريحي الملتهبة/ أنتعل/نشوة النوارس / هو ذا زمن/ ينسل من تعبي/ أأرتشف اتقادي/ أمك أصنع المحارات/ لبحر يشتهيني.. (قصيدة "أرق" ص 43). كما صدرت في وقت سابق، عن منشورات دار التوحيدي، الطبعة الأولى من ديوان "إليك أيها الظمأ كل هذا الارتواء" لفتيحة النوحو مرفوقا بقرص مدمج بصوت الشاعرة. وتحت عنوان "شاعرة تتدثر بعريها"، يقول فراس عبد المجيد الشاعر والصحافي العراقي المقيم بالمغرب "يلمس المتطلع إلى هذه النصوص ، للوهلة الأولى، معجما خاصا يتضمن مفردات ذات إيحاءات إيروتيكية (...) إلا أن النص الشعري المتميز لا يتوقف، كما نعلن، عند حدود المفردات. فالكلمة هي بوابة الدخول إلى رحاب المعنى". ويقول فراس عبد المجيد "يمكننا أن نعتبر فتيحة النوحو شاعرة تبحث عن الاختلاف بشكل مدروس ، وليس منفعلا أو مفتعلا البتة .الاختلاف الذي يجعل منها شاعرة تتدثر بعريها ، لتخفي عراء أكثر صميمية ، عراء مختلفا لا يظهر منه شيء من مديات المطلق". يقع الديوان في 54 صفحة من الحجم الصغير، ويتضمن قصائد "أهديتني سرا" و"إليك أيها الظمأ كل هذا الارتواء" و"لوعة" و"عارية إلا من عريي" و"أسطورة الفجر" و"أنثى الصخب" و"المغيب" و"كم يكفي من مضاجع البوح" و"عزف على إيقاعات الجسد" و"هذيان امرأة" و"سفر" و"سنفونية العشق والجرح" و"سيان" و"رحيل النوارس" المهداة إلى شرف ابن الحي القديم. تقول فتيحة النوحو في مقدمة الديوان، الذي صممت غلافه الفنانة التشكيلية المغربية المقيمة بفرنسا نعيمة الملكاوي وأنجزت صورة الشاعرة على غلافه الأخير زوليخة، "إلى التي ألهبت خرس الحواس ليستحيل صخبها أبديا". من أجواء الديوان "سيان أن تستوطن زمني أردية التبعثر/أو تلبسه أنقاض الاستجماع/سيان أن يمطر العمر أسرار جفائه/أو تجف دهشة الروح من زلال الارتواء/سيان أن يلعن الحرف/ مغتصب قريحته / أو يذعن اليراع لتوهج انكساره / سيان أن يخترق الفضول/أسئلة العدم/ أو ينزوي الصمت في سهو الأنفاق" (قصيدة "سيان"-الصفحات 52-53-54).