أجمعت مجموعة من الشهادات على أن الاستاذ محمد بردوزي، الذي وافاه الأجل المحتوم مؤخرا، كان شخصية تختزن منظومة من القيم الوطنية الصادقة والانسانية النبيلة. وأبرزت هذه الشهادات، خلال حفل تأبيني نظمه المجلس الوطني لحقوق الانسان مساء اليوم الجمعة بالرباط بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الاستاذ محمد بردوزي، وحضره، على الخصوص، السيدان عبد اللطيف المنوني مستشار جلالة الملك ، وخالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الفقيد كان يجمع بين المواقف الإنسانية المخلصة وبين القيم الوطنية الصادقة. ظلت الحمولة الاخلاقية التي ميزت شخصية الراحل ومواقفه حاضرة بشكل كبير في طباعه ووجدانه حتى آخر لحظات حياته. ذلك ما أكدته الشهادة التي قدمتها خلال هذا اللقاء التأبيني الأستاذة فطوم قدامة، حين أبرزت أنها "اكتشفت بسهولة ويسر مكنونات بردوزي ومخزون قيمه التي يبرزها بشجاعة ..دون تزلف أو لؤم أو مراهنة على مصلحة". وأكدت أن الرجل كان يتسم بشخصية وديعة وبسيطة رغم "عمق تفكيره وتكوينه"وأن مواقفه كانت نافذة ومؤثرة لكونها نابعة من "فكر وقلب صادقين". أما أرملة الراحل، السيدة بديعة ملوك، فأبرزت، في كلمة جد معبرة، الخصال الإنسانية الكبيرة ،التي كانت تميز الراحل أينما حل وارتحل، ليظل بذلك " ايقونة راسخة في ذاكرة عائلته وأصدقائه". بدوره ، أكد السيد أحمد حرزني، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، على أن الراحل كان يتمتع "بشخصية متميزة ومتعددة الأبعاد ومن الصعب أن نوفيه حقه خير الوفاء"، مضيفا أن بردوزي خلف وراءه كتابات كثيرة يتعين نشرها لتعميم الفائدة منها. وتوقف السيد حرزني بالخصوص عند مساهمات الراحل في صياغة الميثاق الوطني للتربية والتكوين بالمغرب، وفي إنجاز تقرير "50 سنة من التنمية البشرية في المغرب وآفاق 2025"، وفي بلورة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، فضلا عن مشاركته في بلورة مشروع الجهوية المتقدمة، وعضويته في اللجنة الاستشارية التي أنيطت بها مهمة مراجعة الدستور. أما السيد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فقال إن الراحل ترك رسائل عدة لعل أبرزها رسالة المعرفة والبذل والعطاء في سبيل تحقيق التقدم المنشود، مشيرا إلى أن المجلس سيساهم في اعادة نشر كتب واسهامات الاستاذ بردوزي ليطلع عليها عموم الجمهور ويستفيد من مخزونها الفكري والعلمي. شخصية بردوزي القوية وصراحته المعهودة عكستها شهادة السيد حمو أوحلي،عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتي أكدت على قوة وصراحة ونكران الذات وعمق الدفاع عن القناعات التي ميزت الراحل ، الذي كان يتقن "فن الحوار والاقناع" . أما السيدة أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الانسان، فأكدت في شهادتها أنها "لمست في بردزوي شخصية ذات معرفة وتفكير واسع وعميق بخصوص إشكاليات التحول والاصلاح بالمغرب" وذلك لكونه " يعبر بجرأة وشجاعة ويتفاعل مع الرأي الآخر بكل تجرد وموضوعية"، مشيرة إلى أن المرض الذي ألم بالراحل لم يكن يزيده وهو يشتغل باللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور "إلا تشبثا بالمشاركة في لحظة تاريخية من لحظات اصلاح المؤسسات". وتميز هذا اللقاء بعرض شريط يلامس جوانب مختلفة من حياة الراحل ومساره المهني. وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان أصدر كتابا بعنوان "العلم والعطاء"، حول الراحل، العضو السابق بهيئة الإنصاف والمصالحة والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. ويتضمن الكتاب الصادر لدى دار نشر "ملتقى الطرق"، باللغتين العربية والفرنسية، عددا مهما من الشهادات في حق الفقيد بقلم العديد من الحقوقيين والمثقفين وأصدقاء الراحل، تحاول ملامسة جوانب من المسار المهني والعلمي والأكاديمي والحقوقي والإنساني للراحل محمد البردوزي وإسهاماته الهامة في مجالات عدة منها البحث العملي، التنمية، التربية والتكوين وحقوق الإنسان. ويضم الجزء المحرر باللغة العربية، شهادات لكل من الأساتذة عبد اللطيف المنوني، صلاح الوديع ، أمينة لمريني، محمد مصطفى الريسوني، أمينة بوعياش، عبد العزيز بنزاكور، عبد الجليل ناظم، العبدي عبد الإله، أحمد عبادي، فطوم قدامة، المحجوب الهيبة. في حين أن الجزء المحرر باللغة الفرنسية يضم شهادات لكل من الأساتذة بديعة ملوك، إدريس اليزمي، المهدي بنشقرون، نادية البرنوصي، عبد القادر القادري، محمد الخطبي، نور الدين عماري، محمد أمين بنعبد الله، حمو أوحلي، طه ملوك، عبد الله ساعف، ناجي بنعمر، إدريس أجبالي، محمد سؤال، أحمد الطيبي، أحمد حرزني، حليمة ورزازي، أسماء مسلم، خديجة الرويسي، محمد مفكر، مصطفى اليزناسني، نديرة الكرماعي، الطاهر بحبوحي، عبد العزيز بنجلون، عبد العزيز المغاري، ألبير ساسون، عبد الغني دادس، زينب العدوي ولحسن الشراط.