جلالة الملك يعزي أفراد أسرة الفقيد محمد البردوزي انتقل إلى عفو الله، أول أمس الخميس بأحد مستشفيات الرباط، الأستاذ محمد البردوزي، عن سن 63 عاما. والفقيد حاصل على دكتوراه الدولة في القانون العام والعلوم السياسية. وكان يعمل أستاذاً جامعياً ومستشاراً متخصصا في مجالات التكوين والسياسات العمومية واستراتيجيات التنمية المؤسساتية. كما كان عضوا في جمعية مغرب 2020 ومستشارا سابقا لدى وزارات الأشغال العمومية، والفلاحة والاستثمار الفلاحي والتكوين المهني. وقد أنجز الراحل العديد من الدراسات والأبحاث، من بينها كتاب «تحديث التعليم .. من الميثاق إلى التفعيل»، كما ترجم إلى اللغة العربية كتاب «علم النفس والبيداغوجيا» لجان بياجي (نشر دار توبقال). وبالإضافة إلى كونه عضوا سابقا بهيئة الإنصاف والمصالحة، فقد كان الأستاذ البردوزي أيضا عضوا باللجنة العلمية للفريق الذي أنجز تقرير «50 سنة من التنمية البشرية في المغرب وآفاق 2025». كما كان الفقيد عضوا باللجنة الاستشارية المكلفة بمراجعة الدستور. وبهذه المناسبة الأليمة، بعث جلالة الملك محمد السادس، ببرقية تعزية إلى أرملة وأفراد أسرة الفقيد. كما عبر جلالة الملك عن بالغ التأثر وعميق الأسى، للنبأ المحزن لوفاة المرحوم الأستاذ محمد البردوزي. وقال جلالة الملك «بهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم ولكافة أفراد عائلتكم الموقرة، ولذويه ورفاقه وأصدقائه، ومن خلالكم لأسرته الكبيرة الجامعية والفكرية والسياسية والحقوقية، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في هذا المصاب الأليم، سائلين العلي القدير أن يعوضكم عنه جميل الصبر وحسن العزاء». وأكد جلالته أن رحيل الفقيد المبرور إلى دار البقاء، لا يعد خسارة لأسرته فقط، وإنما خسارة أيضا للمغرب «الذي فقد فيه أحد أبنائه البررة المخلصين، المشهود لهم بالتشبث الراسخ بالقيم المثلى للوطنية الصادقة، والمواطنة المسؤولة، والالتزام الصادق بالدفاع عن القضايا العادلة لوطنه، والعمل الجاد في سبيل تقدمه. كما فقدت فيه الجامعة المغربية أحد أساتذتها الباحثين المرموقين، على المستويين الوطني والدولي، الذين بصموا مجال العلوم السياسية والاجتماعية والسياسات العمومية، بأبحاثهم العلمية وخبرتهم المتميزة». وأشاد جلالة الملك أيما إشادة بإسهامات الفقيد المتميزة كعضو فعال، ذي اجتهاد خلاق وعطاء مبتكر، في العديد من اللجان والهيآت الوطنية، ذات الصلة الاستشارية الوجيهة بالإصلاحات العميقة والرائدة، الديمقراطية والتنموية، التي أنجزناها، وخاصة منها هيأة الإنصاف والمصالحة، ومجلس حقوق الإنسان، واللجنة الاستشارية للجهوية، واللجنة الاستشارية المكلفة بمراجعة الدستور. كما استحضر جلالته ، بكل تقدير، ما كان يتحلى به الفقيد الكبير، في كل المهام والمسؤوليات التي أنيطت به، من كفاءة واقتدار، وحكمة وحنكة، وحصافة رأي وبعد نظر، ومروءة وخلق حسن، وتشبع بروح العمل الجماعي، في تفان ونكران ذات، إلى آخر رمق من حياته الغنية بالعطاء. فالله تعالى نسأل، يضيف جلالة الملك ، ببركات هذا الشهر الكريم، الذي تستجاب فيه الدعوات، أن يشمل فقيدكم العزيز بواسع رحمته وغفرانه، ويتقبله في عداد الصالحين من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان، وأن يجزيه أحسن الجزاء، ويوفيه أجزل الثواب، عما أسداه لوطنه من خدمات جليلة، وما قدمه بين يدي ربه من أعمال مبرورة، ويلقيه نضرة وسرورا، مصداقا لقوله سبحانه: «أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاما، خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما». وأعرب صاحب الجلالة عن مشاطرته أفراد أسرة الفقيد أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، مؤكدا لهم سابغ تعاطف جلالته ومواساته، وسامي رعايته المولوية. وجرت، بعد عصر أول أمس الخميس بالرباط، مراسم تشييع جثمان المرحوم محمد البردوزي. وبعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء، حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب بحضور عباس الفاسي رئيس الحكومة ومحمد معتصم وعبد اللطيف المنوني مستشارا صاحب الجلالة، والطيب الشرقاوي وزير الداخلية والمحجوب الهيبة المندوب الوزاري لحقوق الإنسان وإدريس اليازمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومحمد الصبار الكاتب العام للمجلس وعبد العزيز بنزاكور رئيس مؤسسة الوسيط والعديد من الفعاليات السياسية والنقابية والفكرية والثقافية وأصدقاء وأقارب الفقيد.