وقع المسرحي عبد الحق الزروالي، رائد المسرح الفردي في المغرب والعالم العربي، مساء أمس الجمعة بمكناس إصداره المسرحي الجديد "كرسي الاعتراف" في إطار الفقرات الثقافية للدورة 13 للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس. ويقع الكتاب، الصادر عن دار البوكيلي للطباعة والنشر، في 117 صفحة من القطع المتوسط (الطبعة الأولى 2010)، والذي طٌبع أواخر شهر يناير الماضي. ويعد "كرسي الاعتراف العمل المسرحي ال`36 للمؤلف والممثل والمخرج المسرحي عبد الحق الزروالي. وخلال حفل توقيع الكتاب، قال المخرج المسرحي بوسلهام الضعيف أثناء تقديمه للمؤلف أن هذا النص يعد امتدادا للنصوص التي ينتجها الزروالي في كتاباته المسرحية عموما وفي مجال المونودراما تحديدا والتي له فيها تجربة كبيرة وممتدة. وأضاف أن هذه الكتابة تمتح مرجعيتها من التجربة الشخصية للزروالي، وهي ذات الشخصية التي قد لا تتغير على خشبة المسرح، إلا من تلوينات طفيفة تمليها المواضيع التي يعالجها، مشيرا إلى أن العمل المسرحي الجديد لهذا الفنان لا يخلو كذلك من تقنيات الكتابة التي تتميز بها نصوصه المسرحية السابقة. وأبرز كذلك أن النص المسرحي الجديد حاول أن يجعل من الاعتراف مجالا للبوح وطرح السؤال حول قضايا يعيشها العالم العربي في الوقت الراهن، فيما يؤشر على تفاعل الكاتب مع القضايا القومية، لكن من دون السقوط في المباشرية. وكان الزروالي قد عرض "كرسي الاعتراف" في افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للمسرح بمكناس. والعمل عبارة عن مناجاة وحنين لأمجاد الماضي، وكذا التأسي والتحسر على الواقع الراهن الذي تطغى عليه القيم غير تلك التي سادت من قبل ، فضلا عن السأم من الشعارات والخطب الفجة. وبصوت مبحوح وجسد منهك ومفكك الأطراف ولا يد تسعفه من الغرق والتهاوي، يحاول البطل الذي يتجسم هذه المعاناة القاسية التحمل والصبر ومواصلة عراك الحياة. كما يلجأ البطل من حين لآخر إلى الخروج عن النص من خلال مقاطع شكلت منافذ للتفاعل مع المحيط والجمهور. يذكر أن كرسي الاعتراف قد عرض أيضا بالمسرح الوطني محمد الخامس يوم 13 يونيو الجاري . ويشتمل برنامج المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة إلى غاية 22 يونيو الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة مع الجماعة الحضرية لمكناس وتعاون مع ولاية جهة مكناس-تافيلالت، على عروض مسرحية وفقرات فنية وثقافية وندوة فكرية حول "المسرح المغربي وسؤال السينوغرافيا"، فضلا عن حفلات توقيع إصدارات مسرحية جديدة.