عقدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أمس الاثنين بمقرها الدائم بالرباط، مائدة مستديرة حول "دور الشباب في تثبيت قيم المواطنة وصيانة حقوق الإنسان في العالم الإسلامي". وقال السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة، في كلمة افتتاحية، "إن اهتمامنا في الإيسيسكو بقضايا الشباب، بحثًا ودراسة وتحليلا ًوتقييمًا، لا يعود إلى الفترة الحالية فحسب، وإنما هو من ضمن الاهتمامات التي تشغلنا وتعكسها البرامج والأنشطة في جميع خطط العمل المتعاقبة، منذ أول سنة دولية للشباب 1985 التي أطلقت بعد ثلاث سنوات من إنشاء الإيسيسكو، والتي كانت تمهيدًا للقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب". وأشار السيد التويجري، حسب بلاغ للمنظمة، إلى أن "للإيسيسكو دورًا فاعلا ً في دعم جهود المجتمع الدولي، في بلورة الأفكار والرؤى والمفاهيم والأهداف التي حددها قرار الأممالمتحدة بهذا الشأن"، مبرزا أن هذا الاهتمام يتجلى في المشاركة الواسعة والفعالة في تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة حول الشباب". وقال، في هذا الصدد، "لقد كانت منطلقاتنا في هذا المجال الشبابي الحيويّ، تقوم على أساس الاقتناع العميق بضرورة الربط بين الإصلاح والتحديث للمجتمعات الإسلامية، وبين معالجة مشاكل الشباب والنهوض بهم، وتحسين أوضاعهم، من خلال تطوير المنظومة التعليمية والمناهج التربوية، وتشجيع الشباب على الولوج إلى حقول العلوم والتكنولوجيا والابتكار للإسهام في التنمية الشاملة المستدامة". وأكد أن التركيز على قضايا الشباب خصوصًا في هذه المرحلة، هو "الاختيار الصحيح لإصلاح المجتمعات الإسلامية من النواحي كافة، إصلاحًا عميقًا شاملا ً يقوم على أساس من العلم والدراسة والتخطيط، والاستفادة من التجارب الرائدة للدول المتقدمة، مع الانفتاح غير المحدود على المتغيرات التي يشهدها العصر، ومن الاقتباس المدروس والممنهج من التطورات الإيجابية التي يعرفها العالم اليوم، خصوصًا في معالجة قضايا الشباب". وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن هذه المائدة المستديرة تعقد بناءً على تجارب اكتسبتها المنظمة وخبرات تراكمت لديها على مدى 29 سنة من العمل الإسلامي التربوي والعلمي والثقافي المتواصل، وقال "إننا نهدف من ورائها إلى تعزيز الفهم الموضوعي لدور الشباب في البناء الحضاري، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وعلميًا، ولما للشباب من رسالة في تطوير الحياة وإصلاح الأوضاع في الحاضر والمستقبل". وأجمع المتدخلون الذين شاركوا في المناقشات، على أهمية موضوع هذه اللقاء الذي يتوج الأنشطة التي عقدتها الإيسيسكو في إطار السنة الدولية للشباب، وفي سياق برنامج الأهداف الإنمائية للألفية، حيث أكدوا على أن مسألة المشاركة الشبابية في الحياة اليومية، أصبحت موضوع الساعة اليوم، وهي على درجة كبيرة من الأهمية، لأنها تتعلق بمشروع التحديث والبناء الديمقراطي والحكم الرشيد، المطروح على المجتمعات العربية الإسلامية منذ أمد بعيد. وبينوا أن المشاركة الشبابية في الشأن العام، بدأت تتنامى بوصفها إحدى أهم دعامات المواطنة لدى المجتمعات المعاصرة. ودعا المتحدثون الإيسيسكو إلى وضع خطة عمل حول رصد احتياجات الشباب في ضوء المتغيرات التي تشهدها بعض الدول الأعضاء واستشراف تطلعاتهم وسبل الاستجابة لها. وتروم هذه المائدة، التي تنظم بمناسبة الدورة ال`32 للمجلس التنفيذي للمنظمة، استعراض التجارب الوطنية للشباب في الدول الأعضاء في مجال السياسات الشبابية. وتهدف أيضا، حسب المنظمة، إلى تبادل الرأي بشأن هذه التجارب وإبراز أهمية المشاركة الشبابية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، على اعتبار أن الشباب أساس التنمية بشرية. وتتمحور هذه المائدة المستديرة حول أربعة محاور رئيسة منها السياسات الشبابية في العالم الإسلامي وترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان في المنظومة القانونية وملامح المشاركة الشبابية في الحياة المجتمعية في العالم الإسلامي، واقعها وآفاقها.