أبرز المشاركون في مائدة مستديرة نظمها المجلس التنفيذي ، للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، اليوم الإثنين بالرباط، دور التعددية والتنوع الثقافي والحضاري في تفعيل الحوار بين مختلف الثقافات والتحالف بين الحضارات من أجل تعزيز القيم الإنسانية المشتركة. واستعرض المشاركون في هذا اللقاء، المنظم على هامش انعقاد الدورة ال 31 للمجلس التنفيذي للمنظمة، نماذج ناجحة للتلاقح بين الثقافات والتفاعل الإيجابي بين الشعوب والحضارات، مع إبراز قدرة الرؤية الإسلامية للعلاقات الحضارية على الإسهام في تصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام وتفعيل مبادئ التنوع الثقافي وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة. وأكد المدير العام للإيسيسكو السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، في افتتاح المائدة المستديرة، أن التحالف بين الحضارات يتأسس على الحوار بين الثقافات وتقاربها بشكل يصب في اتجاه إغناء التنوع الثقافي بمدلولاته الشاملة ومفاهيمه العميقة ومجالاته الواسعة. وأبرز ان الإيسيسكو اهتمت بالمحافظة على التنوع الثقافي، الذي يقره القرآن، من خلال اعتماد "الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي" الذي أكد على هذا "التنوع الخلاق" الذي يخلق الفرص لتنمية العلاقات بين الشعوب والأمم وإرساء القواعد الراسخة للتعاون الدولي مع احترام الخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية. وأضاف السيد التويجري أن هذا الإعلان الإسلامي أقر بأن مسار العولمة يقتضي اعتبار التنوع الثقافي والتعدد الحضاري دافعا إيجابيا للتفاعل والتبادل، لا عائقا دونهما، وبأن قيم التنوع والتعدد لا تمثل ذريعة لاستعباد الآخر. وتنطلق هذه المائدة المستديرة من مبادئ (الإعلان العالمي حول التنوّع الثقافي) الذي اعتمده المؤتمر العام الحادي والثلاثون لليونسكو سنة2001 ومبادىء (الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي)الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة سنة 2004 وتعمل الإيسيسكو على تفعيل مضامينه. كما تندرج أشغال هذا اللقاء، الذي شارك فيه أعضاء من المجلس التنفيذي للإيسيسكو ومفكرون وباحثون في قضايا التعددية والتنوع الثقافي من الدول الأعضاء في المنظمة في إطار السنة الدولية للتقارب بين الثقافات التي أعلنتها اليونسكو في فبراير الماضي.