(من مبعوثي الوكالة) / تحت ظلال أشجار متحف البطحاء الباذخ،الذي يعود بناؤه إلى سنة1894 م،قدمت الفنانة إلينا ليدا،عشية اليوم السبت،باقة من التراتيل التقليدية ذات الأصول اللغوية المتعددة المنتشرة في جزيرة سردينيا بإيطاليا. وأعادت هذه الفنانة ومجموعتها الرباعية بمصاحبة الجوقة البوليفونية (سو كونكوردو إي سو روزاريو دي سانطو لوسورجيو) صياغة أغان روحية عريقة منتشرة في جزيرة سردينيا التي استطاع مجتمعها الرعوي الحفاظ على تراثه الشفوي الغني الذي يتنسم جمال الجبال المتوسطية. وشكل الحفل سفرا روحانيا حقيقيا وثمرة بحث موسيقي ولساني في مجمل تراث سردينيا في هذه الباقة من التراتيل التقليدية ذات الأصول اللغوية المتعددة،والتي تدعو إلى التشرب بالقيم الروحية التي كانت متداولة في تلك الكنائس الصغيرة الواقعة في أعالي الجبال حيث مازال يوجد مجتمع رعوي يحافظ على نمط عيشه الأصلي. وأكدت الفنانة إلينا ليدا،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،أنها اشتغلت على هذا الفن الذي عشقته منذ صباها لسنوات طوال حاولت خلالها تجميع مجموعة من التراتيل والأشعار والألحان الأصيلة. وأشارت في هذا الصدد إلى أعمال "أفي ماريا كالتالاني" التي تعود إلى منطقة أليغرو،و"سابريغادوريا" المستوحاة من الشعر "الكامبيدانيزي" و"سينكومينزو" التي تغترف من التراتيل "السيبيلية" ذات الأصل الكاتالاني والتي تعود إلى القرن الخامس عشر،مبرزة أن هذه الإبداعات تضرب جذورها في القدم على غرار "سينكومينزو". أما جوقة "سو كونكوردواي سو روزاريو دي سانطولوسورجيو"،فهي من أقدم الجوقات البوليفونية المتخصصة في الموسيقى الروحية،تنتمي إلى طائفة "ديل إس إس روزاريو"،أسسها الدومينيكان بساساري في كنيسة سانطا ماريا ديغلي إنجيلي،وتعيد تجديد البعد الخارق لمجموعة من التراتيل العميقة والبسيطة في نفس الوقت. وسيكون جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة،المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 12 من الشهر الجاري،يوم غد على موعد مع حفل بعنوان "نواح - المغرب وفلسطين" وهي تراتيل يهودية -سفاردية وفلسطينية من غناء الفنانة فرنسواز أطلان التي ستكون مصحوبة بكل من منعم أدوان (غناء وعزف على العود) وبيجان شيميراني (آلة الضرب والدف). يشار إلى أن الحفلات الموسيقية التي تقدم عشية كل يوم بفضاء متحف البطحاء تقدم في إطار فعاليات الدورة ال17 لمهرجان فاس للموسيقة العالمية العريقة التي تقام تحت شعار "حكم الكون"،بكل من باب الماكنة وباب بوجلود ودار التازي ودار عديل ودار المقري،إضافة إلى منتدى فاس الذي يستمر إلى غاية ثامن يونيو الجاري تحت شعار "إضفاء الروح على العولمة".